<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
حلب تستعد لرفع راية النصر..
الخميس 24 تشرين الثاني 2016
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
باتت المبادرة بشكل كامل بيد الجيش السوري على كامل جبهات مدينة حلب، وهو في الجانب العسكري يُعتبر تطورًا مفصليًا حيث تجاوزت وحدات الجيش مرحلة الاقتراب وثبتت نقاط ارتكازها الأساسية على مشارف الأحياء الشرقية من شمال الأحياء وجنوبها وشرقها، وأبقت الجهة الغربية وهي نقاط تماس مع الأحياء الغربية هادئة إلى حد ما، وهذا لا يعني أنها ستبقى هادئة إلى زمن بعيد ولكن بسبب وجود معابر تهدف القيادة السورية إلى إبقائها جاهزة لمغادرة السكان الذين يقطنون الأحياء الشرقية، وهي عمليات مغادرة تحصل بشكل خجول عبر تسلل عدد قليل من العائلات.
المرحلة الثانية وهي مرحلة التقدم إلى الأحياء الشرقية بدأت منذ ساعات وتحديدًا على اتجاه مساكن هنانو، حيث استطاعت الوحدات المتقدمة ان تُحدث خرقًا كبيرًا في المساكن وسيطرت على مواقع أساسية شملت أكثر من نصف المساحة ووصلت إلى صالات الأعراس ومنطقة البريد.
هذا التقدم سبقه في هذا الاتجاه سيطرة الجيش على منطقة تل الزهور شرق مساكن هنانو وعلى دوار بعيدين شمال المساكن، ما يعني إحداث ضغط اكبر على هذا المحور تمهيدًا للسيطرة عليه وتطهيره.
معارك أخرى استطاع الجيش السوري من خلالها السيطرة على تلة الشيخ سعيد جنوب الأحياء الشرقية، حيث بات يشرف ناريًا على مساحات واسعة من المنطقة الجنوبية وخصوصًا في الشيخ سعيد والشيخ لطفي، وهي مناطق سيطرة أساسية للجماعات الإرهابية.
في المباشر، تجري عمليات الجيش السوري بشكل بطيء لسببين:
1- إطالة فترة الاشتباك بهدف استنزاف القدرات النارية للجماعات الإرهابية عبر الضغط المتواصل والاشتباك الدائم.
2- احتواء المناطق التي يتقدم إليها الجيش على شوارع ضيقة وأبنية شديدة الالتصاق ما يعني الاعتماد على عناصر النخبة في أكثر من نصف مساحة الأحياء الشرقية دون مواكبة من المدرعات.
وفي الوقت الذي تحصل فيه عمليات الاقتراب من الأحياء الشرقية قامت وحدات أخرى من الجيش السوري بتوسيع نطاق سيطرتها في الشمال الشرقي لمدينة حلب ما بعد مدرسة المشاة، وسيطرت على بلدات النيربية وجوبة وحليصة والشيخ كيف، وهذه السيطرة ترسم كفّي كماشة على قوات تنظيم داعش جنوب غرب مدينة الباب ما يساعد الجيش السوري في تنفيذ عملية إطباق على هذه المواقع ويوسع بقعة السيطرة بمواجهة أية احتمالات يمكن أن تنتج عن معركة الباب، إضافة إلى أن تنفيذ الجيش السوري لعملية الإطباق ستضعه على تماس مباشر مع مدينة الباب ويزيد من نطاق الأمان على مدينة حلب، وخصوصًا منطقة الشيخ نجار التي صدر منذ فترة قرار من مجلس الوزراء السوري بإعادة تفعيلها كمنطقة إنتاج أساسية في حلب وكل سوريا.
في الوقت نفسه، تشهد جبهات حلب الشمالية والغربية تراجعًا للجماعات الإرهابية مع قيام الجيش السوري بتحضيرات هامة في هاتين الجبهتين اللتين ترتبطان لوجستيًا بإدلب وأريافها، وهو ما نتوقع بشأنه ان تنطلق عمليات قصف كبيرة وشاملة في الأيام القادمة.
البارحة كنا أمام تحريك لجبهة ريف اللاذقية الشمالية الشرقية، وهو تحريك يهدف الى تشتيت جهد الجماعات الإرهابية وإبقائها في حالة جهوزية ومنعها من تقديم مؤازرات باتجاه جبهات حلب.
أمام هذه التطورات المفصلية، يمكننا القول ان الجيش السوري وحلفاءه يقومون بمناورات واسعة ومدروسة على مساحات واسعة تمنع الجماعات الإرهابية حتى اللحظة من تحديد اتجاهات الهجوم الرئيسية الذي لم يبدأ بعد بكامل زخمه، ولكننا بتنا بشكل واضح امام مشهد مختلف لن ننتظر ضمنه طويلًا وخصوصًا في جبهات الأحياء الشرقية التي ستشهد انهيارات كبيرة مقابل مشهد جديد تستعد فيه الدولة السورية لرفع راية النصر على كامل مدينة حلب.
ساحة النقاش