http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

في حلب.. "عفشوا البلد وانتصارات الجيش"

شبكة  عاجل الإخبارية ـ  محمد علي دياب

17 تشرين الثاني 2016  

خمسة أعوام مضت على دخول حلب إلى دائرة اﻷزمة السورية منذ العام 2012.. عانت خلالها المدينة ما عانت، حالها حال الكثير من المدن السورية نتيجة الحرب.. وكان للجيش العربي السوري فيها كلمة الفصل في صنع الانتصارات والحفاظ على الكرامة.. غير أن فرحة النصر بالنسبة للمدنيين كانت ممزوجة بالغصة على ضياع أرزاقهم وممتلكاتهم على يد البعض من ضعاف النفوس.

المعنيون .. "أذن من طين وأخرى من عجين"

يقول فارس الشهابي "البرلماني والصناعي السوري" عن محافظة حلب بحسرة: "ما يحز بالنفس عندما نرى ضابط متقاعد برتبة عميد يتفرج على منزله وهو يسرق أمام عينيه دون أن يستطيع فعل شيء، أو عندما نرى عسكرياً أو والد شهيد يُسرق منزله أمام عينيه دون أن يستطيع فعل شيء، يجب أن يوضع حد لهذا الموضوع". البرلماني الحلبي وفي تصريح خاص لإذاعة نينار أوضح بشكل صريح عجز الجهات المعنية في حلب عن لجم هذه الظاهرة بالقول: "قمت بنقل صورة الوضع لدمشق من خلال علاقاتي مع أطراف ومعارف لا أستطيع ذكرهم بالاسم، ونقلت لهم الصورة كما هي والاستياء الشعبي من هذا الموضوع خاصة أن الجهات اﻷمنية المختصة بقوتها المحدودة الموجودة لم تعد تستطع أن تلجم وتعتقل وتمارس مهامها الدستورية في هذا السياق" في انتظار أن تتحول اﻷقوال إلى أفعال.

الشهابي أضاف أن "المسألة أكبر بكثير من مجرد حصرها في دائرة التصرفات الفردية إذ إننا أمام مؤسسة كاملة من النصب والسرقة لديها مستودعاتها الخاصة وقواتها المسلحة المخصصة لحمايتها، ما يحول دون محاسبة عناصرها وتابع: "عندما نصل إلى هذه المرحلة يجب أن نقوي اﻷجهزة التي تمارس عملها في ضوء الدستور والقانون ونضع حداً لهذه الظاهرة المريضة التي تسبب الضرر للمجتمع السوري".
وتابع: "مطلبنا على الأقل إذا لم نستطع أن نوقف هذه الحالة، لنضع على
هؤلاء على اﻷقل ضريبة دخل فليس من المعقول أن هناك من يعمل بكد ويدفع ضريبة الدخل بالمقابل هناك من يسرق ويجمع الملايين ووزارة المالية لا تعلم عنه شيء ولا نعرف هذه اﻷموال أين تذهب، هناك منظومة فساد تتسع للأسف يجب أن نضع لها حد".

 سرقات وصلت حد القتل

"السرقات في حلب تجاوزت كل الحدود إذا وصلت حد القتل من أجل السرقة"،بهذه الكلمات بدأ الإعلامي رضا الباشا حديثه عن أزمة "التعفيش " أو "التشويل" كما يحب أن يسميها الحلبيون.الإعلامي المقيم حالياً في حلب كان له شهادته الشخصية على اعتداءات هذه الجماعات مذكراً بدخولها إلى المنطقة الصناعية في الراموسة قبل شهرين من الآن بعد أن حررها الجيش من مسلحي جيش الفتح، حيث عمدت اللجان الشعبية إلى منع أصحاب المعامل من الوصول لأرزاقهم على الرغم من كافة النداءات والجهود التي بذلت"، مضيفاً "كل من حاول الوصول تعرض لسرقة سيارته وكل ما بحوزته من أغراض شخصية، فيما تعرض بعض حراس المصانع للقتل في منطقة الراموسة في ذلك الوقت ليترك المعمل بعدها فريسة للسلب والنهب".

الجهات المعنية "لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم"

هذه الظاهرة ازدادت بشكل كبير جداً مع العملية العسكرية اﻷخيرة التي أطلقها الجيش السوري في حلب، بحسب الباشا، حيث كانت بعض اللجان المتواجدة في الخطوط الخلفية للمعارك تستغل حالة الحرب التي أجبرت الأهالي على النزوح من بيوتهم نتيجة الاستهداف المكثف سواء في مناطق "حلب الجديدة، 3000 شقة، مشروع الرواد، وصولاً إلى مشروع 1070 شقة"، حتى أن الحمدانية التي تعتبر في الخطوط الخلفية البعيدة عن نقاط الاشتباك شهدت عمليات سرقة موصوفة وممنهجة، لافتاً إلى أن من يقوم بهذه اﻷفعال ليسوا مجرد أفراد يقومون بتصرفات فردية إنما هي عبارة عن مافيات منظمة تنظيماً كاملاً تتمتع بالدعم والحماية والرعاية على كل أفعالها، والدليل على ذلك عجز كل المؤسسات الرسمية في حلب من المحافظة والشرطة واﻷفرع الأمنية عن كبح جماح هؤلاء، وهو ما أعطاها كل هذه السلطة على اﻷرض والتي لا يمكن تعطيلها إلّا من قبل رعاتها اﻷساسيين.

من المسؤول؟

وعن أسماء المتورطين في هذه العمليات قال رضا الباشا: "عندما دخل الجيش العربي السوري لصد الهجوم على قرية منيان غرب حلب، كان في الخطوط الخلفية تحديداً بعض اﻷفراد من "صقور الصحراء، وقوة درع اﻷمن العسكري، وقوة العشائر"وهؤلاء وحدهم من يتحمل مسؤولية سرقة حلب الجديدة ومنيان وجمعيتها بشكل كامل ولا تزال عمليات السرقة مستمرة حتى اليوم"،مؤكداً أنه تم نقل المسروقات إلى بعض المنازل المتواجدة في منطقة الحمدانية أو رحّلت إلى خارج مدينة حلب"، لافتاً إلى أنّ "اعتداءات هذه الجماعات وصلت حد اقتحام منازل المدنيين الآمنة في هذه المناطق ومن ثم سرقة محتوياتها أمام أعين أصحابها".

رضا الباشا تكلم.. فمن يحميه ؟

أما فيما يخص مناطق "3000 شقة، مشروع الرواد، مشروع 1070 شقة والحمدانية أكد الباشا وجود شخص يعرف باسم "علي الشلي" يملك حاجز عسكري في منطقة السفيرة ويعمل على قطع الطريق أمام المدنيين، وعرف عن نفسه أمام أهالي الحمدانية والرواد بهذا الاسم على أنه قائد لمجموعة مؤلفة من 2000 شخص، زاعماً "الانتماء لقوة العقيد سهيل"، غير أنّ أحداً لا يعلم الجهة التي يتبع لها هذا الشخص.
وأشار الباشا في معرض حديثه إلى أن "المنازل في منطقة ضاحية اﻷسد يتم سرقة
"السيراميك والبلاط" الموجود فيها من خلال طلي الجدران بالبنزين أو مادة حارقة أخرى ومن إشعال النار فيها للسماح بتمدد هذه المواد وفصلها عن اﻷرض والجدران، ليتم بعدها نقل هذه المواد وبيعها على أنها جديدة". وعن الدعوة التي قدمها أمام المحافظة بهذا الخصوص أشار رضا الباشا إلى أن اﻷمر لم يلقَ أي استجابة من أي جهة بما في ذلك الصحفيين والإعلاميين، مبرراً لهم عدم التدخل بـ"حقهم المشروع في الحفاظ على حياتهم الشخصية"، بعد عجز كل الجهات اﻷمنية وصاحبة القرار في المحافظة عن ردع هؤلاء، مؤكداً أنه تلقى عدداً كبيراً من التهديدات الشخصية نتيجة الحديث في هذا الموضوع دون ذكر الجهات التي عمدت لتهديده.

لمن يرجح ميزان العدل؟

نقيب المحامين في سورية الدكتور نزار اسكيف حمّل المسؤولية لقوى اﻷمن الداخلي والجنائي والضابطات العدلية في المدينة، لعجزها ، بحسب رأيه، متسائلاً: "ألا يستحق الجيش أن نحميه بما يقدم من انتصارات بدءاً من الضابطات العدلية وانتهاء بالقضاء السوري الذي يجب أن يحرك الادعاءات إخباراً ومن خلال التوثيق".

وعن رأي القانون في هذا الظاهرة أكد اسكيف أنها جريمة منظمة موصوف عنها بقانون العقوبات بالمادة 626 تحديداً التي تقضي بعقوبة اﻷشغال الشاقة المؤقتة اذا وقعت السرقة خلال الاضطرابات والحروب مشيراً إلى أن الفقرة الأولى من القانون 627 واضحة في هذا الخصوص. ليعرب في النهاية عن أمله في أن يتم توثيق هذه الجرائم الخطيرة التي ارتكبت بحق أهالي حلب وغيرها من المحافظات اﻷخرى التي نالها نصيب من هذه الحالات.

منذ دخول الإرهاب إلى أحياء حلب وهذه المدينة تعيش لحظة القيامة التي تنتظرها من الجيش العربي السوري حتى أنّ "الملاحم" الدموية لم تثنيها وأهلها عن اﻷمل في الوصول إلى قيامتها الموعودة.. نينار بالأمس أعطت الأمل ولو كان صغيراً في الانتصار لمظلومية الفقراء في هذه البلاد، وهنا نستحضر ما كتب إبراهيم نصر الله مرةً: "البطولة في أن تبنوا بلادكم بأمان، وأن تزرعوا أشجاركم بأمان، وألّا تخافوا على أطفالكم، لأنهم محاطون بالأمان، سيصبح كل رجل بطلاً حين يتجول في الطرقات، كما شاء، دون أن يعترض طريقه أحد، أو ينال من كرامته أحد، أو يسرق قوت عياله أحد، أو يعبث بحياته أحد، أو يقيد حريته أحد".

حاولنا في الجزء اﻷول التماس المشكلة والوقوف على بعض التفاصيل المتوفرة حول ملف السرقات أو "التعفيش" التي ضربت المناطق المحررة بدماء عناصر الجيش العربي السوري وحلفائه، إضافة إلى محاولة البعض سرقة هذا الانتصار وتحويله إلى قيمة مادية على حساب "اﻷخلاق". اليوم سعينا للتواصل مع كافة اﻷطراف التي ذكرت في الملف حتى نكون بمنأى عن اتهام أحد على أن يكون ما حدث في منيان والضاحية ومشروع الـ1070 غرب حلب، أخر الحلقات في مسلسل "التعفيش".

وكما بدأنا ملفنا باﻷمس.. نبدأ الجزء الثاني من هذا التحقيق بلا مقدمات

ساهرون ولكن!

"رجعنا على بيتنا ومعنا ابني العسكري المصاب، ما لقينا شي، البراد الغسالة حتى السمنة والزيت كلشي بالبيت عفشوه، يلي كسروه ويلي سرقوه، ما ضل غير رحمة الله" بهذه الكلمات اختصرت إحدى السيدات معاناة الكثيرين من أهالي حلب عموماً ومنيان خصوصاً، من الذين كانوا شهود عيان على سلب أرزاقهم وقوت أولادهم، دون حول لهم ولا قوة.حالها حال أخرى سلبتها المعارك اﻷخيرة في حلب ابنها اﻷكبر لتجعل منها أماً وأباً ومعيلاً لاثني عشر طفلاً باتوا بلا مأوى عقب "تشويل" ما بقي من أثر بيت كان يوماً منزلاً للسكن، فالدمار الذي لحق بدور العباد عقب المعارك اﻷخيرة في منيان لم يشفع لها أمام من كان يفترض به أن يحمي ظهر الجيش ليتحول بين فينة وأخرى إلى طاعن في ظهر المدنيين، وسط عجز واضح عن رد مظلمة الناس.محافظ حلب حسين دياب وفي حديث مسجل لإذاعة نينار أكد أن "المحافظة بذلت "كل ما في وسعها" للوقوف على معاناة المدنيين من أمثال هاتين السيدتين ولم تتهاون في التعاون مع هذا الموضوع حيث قامت بتشكيل دوريات مشتركة من جميع القوى اﻷمنية والشرطة العسكرية وقوى اﻷمن الداخلي وكتائب البعث في المحافظة للتعامل بحزم مع الخارجين عن القانون".دياب وعند سؤاله عن سبب استمرار هذه الظاهرة أجاب"يمكن القول أنها باتت شبه معدومة في الوقت الحالي بعد توقيف الكثير من المتورطين وإحالتهم إلى القضاء إضافة لإعادة الكثير من المسروقات ﻷصحابها"، لافتاً أن المحافظة قامت بجولات على عدد من اﻷسواق التي يشتبه بوجود المسروقات فيها مثل سوق "الخيض"، وتم القبض على اللصوص والمتاجرين بالمسروقات، مؤكداً الاستمرار في مكافحة هذه الظاهرة لحين القضاء عليها تماماً".

"ليلة التعفيش الكبرى" في منيان

ليلة الثالث من تشرين الثاني 2016 كانت بيوت منيان على موعد مع واحدة من أكثر اللحظات قسوة.القرية المحررة حديثاً من قبل الجيش كانت شبه خالية من السكان عقب الهجوم الكبير الذي شنته الميليشيات المسلحة على المحور الغربي لحلب في إطار ما سمي آنذاك بـ"ملحمة حلب الكبرى" في محاولة لفتح طريق باتجاه اﻷحياء الشرقية للمدينة.انغماسيون ومفخخات وعشرات القذائف الصاروخية التي أمطرت المنطقة كانت كفيلة بإجبار من بقي فيها على ترك بيوتهم طمعاً في بعض الأمان حتى لو كان على حساب "العيش في الشوارع". يقول أبو عبدو الذي رفض الخروج "مما تبقى له" من منزل تداعى جزء منه بسيارة مفخخة أثناء اشتباكات الجيش مع المسلحين "برغم إنو البيت راح نصو ما كان بدي أطلع من خوفي ليضيع اللي بقي منو، بس بعد الهجوم الكبير اللي شنوا المسلحين وقوة الاشتباكات اضطرت اطلع من البيت".الرجل الستيني لم يكن مدركاً ما سيحل بمنزله فور مفارقته له، في تلك الليلة التي ستتحول إلى "ليلة التعفيش الكبرى" في منيان."ما يقارب الـ 800 عنصر من القوات الرديفة "العفيشة" تحركوا أثناء تصدي الجيش لهجوم "النصرة" على الخطوط اﻷمامية لمنيان، ليس للمساندة بل بحثاً عن "الصيد الثمين"، مستغلين حالة الاشتباك الحاصل"، يقول كمال الجفا.الجفا يروي لنينار ما حصل تلك الليلة قائلاً: " بعد تراجع قوات الجيش عن المنطقة عمدت القوى المدافعة عن البحوث والمناشير إلى إمساك كامل الجبهة ليتولى عناصر الحلفاء مهمة إغلاق الفتحة الحاصلة عند مدخل منيان عقب الهجمات الانتحارية لمنع دخول المسلحين إلى داخل الأحياء السكينة.. ليتم بعد ذلك ونتيجة لتأزم الوضع طلب المؤازرة من القوى الرديفة أمثال "صقور الصحراء و قوات العشائر ودرع الأمن العسكري"، لنفاجئ أثناء الاشتباكات بتحرك حوالي 700 إلى 800 مقاتل من مرجعيات مختلفة باتجاه الأبنية السكنية والتي كان بعضها مأهولاً بالسكان حيث عمد بعض العناصر إلى تكسير أبواب البيوت بزعم تحويلها إلى مقرات ما دفعني ومجموعة من المقاتلين المتواجدين في المحور الغربي والحديث معهم باعتبار أن هذا الخط ليس محور جبهة وما من داع للتواجد في هذه الأبنية، غير أن الكلام بلا جدوى إذ حصل إشكال مع هؤلاء استدعى تدخل العميد مالك عليا لفض المشكلة من خلال الإيعاز بإخلاء المكان بشكل كامل".الجفا متابعاً.. "يمكن القول أن تلك الليلة كانت بداية الفوضى في منطقة منيان حيث شارك بعض الموتورين من المجموعات الرديفة في هذا المحور الذي لا بتجاوز الـ 700 متر في عمليات السرقة والتعفيش".

بعد في شوية ضمير

ومع كثرة المعفشين كان لأصحاب الضمير مكان في هذه الظاهرة .. الجفا روى في سياق حديثه معنا قصة فحواها أنه ومن بين القوى الرديفة المشاركة كان هناك مجموعة تابعة لشاب يدعى طارق نصرة تولت مسؤولية التصدي للمسلحين عند محور دوار السلام نام هو ومقاتليه على مدخل أبنية مجلس الشعب مدة أربعة أيام متواصلة في انتظار الحصول على إذن من أصحاب المنازل لدخولها. وفي حالة مشابهة لما ذكر أشار الجفا إلى أن أحد ضباط الجيش الذين طلبوا للمؤازرة انتظر لأربع  ساعات بغية حصوله على إذن من صاحب المنزل لدخوله على الرغم من أن المنطقة في تلك الفترة كانت تعتبر منطقة عسكرية مبرراً ذلك بالقول " لاأريد أن استشهد في بيت دخلته دون إذن صاحبه ".

صقور الصحراء : للأسف ما ذكر صحيح !

حاولنا خلال إعداد هذا التحقيق التواصل مع عدد من قادة التشكيلات المتهمة بـ"التعفيش"، منهم من وعد وأغلق هاتفه قبل لحظات من الحديث على الهواء، ومنهم من رفض الحديث بالمطلق، إلى أن استطعنا الوصول لقائد "صقور الصحراء" إحدى التشكيلات المدعى عليها فيما جرى من سرقات."هذا واقع ولا أحد يستطيع إنكاره " بهذه الكلمات بدأ قائد تشكيل صقور الصحراء محمد جابر مداخلته على هواء نينار إذ لم ينكر ما ورد في الملف عن حصول سرقات في حلب معتبراً أن الموضوع في غاية الخطورة ومؤكداً في الوقت ذاته"رفض قيادة التشكيل لهذه الممارسات وجاهزيته للتعاون من أجل القضاء على الظاهرة ومحاسبة المتورطين".الجابر دافع عن تشكيل الصقور معتبراً أن الموضوع لا يعدو كونه "حالات فردية" مستشهداً بحالتين تثبتان _ بحسب قوله_ رفض قيادة التشكيل لهذه الممارسات، أولها "إعادة سيارة مسروقة من قبل بعض عناصر التشكيل لصاحبها، وثانيها القبض على المدعو "عماد الجبّان" من مدينة حلب بعد ممارسته عملاً لا أخلاقياً، من قبل الأمن الجنائي، ليتم وضعه في السجن، متمنيّاً تطبيق أشد العقوبات عليه، بحسب وصف الجابر.كما أكد الجابر وقوفه إلى جانب الصحفيين من أمثال رضا الباشا في مسألة تعرضهم للتهديد، معرباً عن استعداده "للتعاون من أجل توفير الحماية لهم وإعادة الحقوق ﻷصحابها"، بحسب قوله.

لما حلب دون غيرها؟

حاولنا تسليط الضوء قدر الإمكان على مدينة يشهد العالم بأنها دفعت الثمن اﻷعلى في "جردة حساب المعفشين" في سورية، لكن ذلك وبدون أدنى شك لا يهمش أناساً نهبت أرزاقهم في محافظات أخرى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، في ملف لطالما اعتُبر من المحرمات وأثار الرعب لمجرد التفكير بالحديث عنه لدى الكثيرين في بلد صار فيه الحكم للبندقية.

وجع أبو عبدو وأبو محمد كما وجعنا ووجع السوريين، يلخصه ما قاله "أحمد" ابن الخامسة والعشرين، صاحب الإصابات السبع في الميدان حين سُئل "هل تشعر بالغبن حين ترى أنك بذلت دماً لتحرير أراض سينهبها غيرك؟"، فأجاب "كل اللي بدي يا شوية عدل بس".

المصدر: شبكة عاجل الإخبارية ـ محمد علي دياب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2016 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,067