<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
آل سعود والتقدم إلى الوراء.. اليمن أسقطهم والاستحقاق الرئاسي في لبنان شاهدًا
السبت 05 تشرين الثاني 2016
المنار
أمام التغييرات والتطورات التي تعشيها المنطقة يمكن القول أننا أمام مرحلة جديدة وشرق أوسط جديد ، نعم هو جديد لكنه ليس على الطريقة الأميركية أو كما تريده السعودية. فما حصل في لبنان مؤخرا مؤشر مهم جدا على مآل السياسة السعودية في المنطقة. إذ لم يعد خافيا على احد حجم التدخل السعودي في الشؤون العربية وبالتالي ما سيكون لهذا التغيير من آثار على استرجاع دول المنطقة لحرية قرارها.
بداية لا بد من الإشارة إلى أن حجم المؤامرة ليس بقليل وان القوى المشاركة في هذه المؤامرة هي قوى وازنة وفاعلة ولديها إماكنيات ضخمة وكبيرة جدا . وان حجم الصراع مفتوح على مصرعيه من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن .
وبمنطق الأمور فان هذه القوى تملك مقومات الربح ، لكنها حتى الآن لم تحقق ذلك بل العكس فهي تُمنى بهزائم في أكثر من ملف ومنطقة. إذا ما الذي جرى ويجري؟
لا بد من التذكير بان مهمة إسقاط النظام في سوريا قد أوكلت إلى السعودية هذا يعني أن القرار قديم ولكن الخلاف والاختلاف في الأساليب فقط .
لم ينجح حينها أصحاب المشروع من إسقاط النظام بشكل مباشر عن طريق الضغط (كلنا يعرف حادثة كولن باول قبيل غزو العراق عام 2003 ) وهنا كانت البداية ، ثم جاء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري المطية اللازمة لمحاسبة سوريا وبالتالي إخضاع النظام تحت هول التهديد والوعيد.
عجز هذا الفريق عن تحقيق غاياته فكانت حرب 2006 التي أريد منها تغيير وجه المنطقة . نعم تغيرت لكنها بغير ما رغب به هذا الفريق.
من ثم كانت مبادرة الاحتواء للرئيس الأسد الأمر الذي أخذه على عاتقه الملك عبد الله وكلنا يذكر حينها كيف ذهب سعد الحريري بمعية الملك عبد الله لينام في أحضان من كان بالأمس القريب "قاتل أبيه".
لم ينجح حينها الملك عبد الله في احتواء النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد لجهة فك ارتباطه بالمقاومة في لبنان وبالجمهورية الإسلامية في إيران فأعلنت الحرب الضروس على سوريا من جديد إلى أن بدأت الثورات العربية فكانت سوريا الهدف وحتى الآن لم ينجح هذا الفريق في تغيير النظام أو نقل سوريا من ضفة المقاومة والعروبة إلى ضفة الصهيو- عربية.
كل الذي حصل من إخفاقات يعود إلى سببين رئيسيين :
قرارات آل سعود النابعة عن الكراهية والحقد من جهة وتضحيات وصلابة جبهة المقاومة من جهة ثانية.
لقد أتى العالم كله إلى سوريا أو أتي به تحت عناوين مختلفة وتم تسليح التكفيريين والإرهابيين ودفعهم بكل قوة لإسقاط النظام فتوحدت جبهة المقاومة وصدت هذه الاندفاعة وواجهتها ودفعتها إلى التراجع.
بالتزامن كانت حرب النفط التي أرادتها السعودية للضغط على إيران فارتدت عليها بأكبر الخسائر الاقتصادية تاريخيا ، فالسياسة التي انتهجها آل سعود غلب عليها طابع الحقد والكراهية من دون التفكير بالنتائج ولا بالمصلحة السعودية الخاصة.
لكن التطور المهم للهزائم التي مني بها المشروع السعودي في المنطقة بدأ مع العدوان على اليمن.
فبكل زهو وطاووسية خرج دعاة العدوان وأصحابه على اليمن الأعزل للإعلان عن بداية عهد جديد في المنطقة ، لم تمر أشهر قليلة بدأ العجز لكن المكابرة النابعة من الحقد وليس المصالح كانت الدافع لاستمرار العدوان وبالتالي الغرق أكثر فأكثر في الوحل، لم يتوقع غلمان آل سعود هذه النهاية لكن العقلاء كانوا يرونها حتمية وكانت المقولة الشهيرة للإمام السيد علي الخامنئي“سيتمرغ انف آل سعود في التراب” وكلام كثير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول هزيمة آل سعود ومشروعهم في المنطقة على يد الحفاة اليمنيين .
وهنا بدا التغيير في المشهد وبشكل عرضي وعلى كل الجبهات:
-في سوريا الجيش وحلفاؤه يحققون التقدم على أكثر من جبهة وصولا إلى حلب التي يكاد يبسط سيطرته عليها وبالتالي إنهاء حلم إسقاط النظام أو تشكل تهديد جدي له. حتى دخل الأميركي مباشرة على الخط بعد فشل السعودي في تحقيق أي تقدم.
-في الملف النووي الإيراني كان النحيب مشترك سعودي – إسرائيلي إذ لم تفلح الضغوط والإغراءات من إيقاف عجلة الاتفاق النووي الإيراني.
-في العراق يتم إسقاط آخر الأوراق من يد السعودية في الموصل وأيضا بمشاركة أميركية تفوح منها رائحة انتخابية.
-في اليمن خسائر كبرى معنويا وماديا والجيش اليمني واللجان الشعبية تصل إلى جيزان داخل الأراضي السعودية ولم تستطع مملكة آل سعود من تحقيق هدف واحد سوى التدمير والقتل والتشريد أما ما عدا ذلك فكل ما يحصل في اليمن يسجل لصالح الجيش واللجان.
-رأي عام عالمي على الأقل على المستوى الشعبي وازن ينظر إلى السعودية إما أنها منبع التكفير والإرهاب أو أنها دولة إرهابية وهذا الأمر بدأ يشكل ضغط على صناع القرار في العالم ، ويؤثر على علاقات السعودية الخارجية .
-أزمة اقتصادية خانقة إلى حد الانهيار يرافقها حالة من السخط الداخلي على السياسات التي أوصلت المملكة إلى شفير الهاوية . إذ يكفي في هذا المجال العودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي عكست سخط وغضب الشارع السعودي الذي بدا يرفع الصوت وبشكل متسارع.
-قانون جاستا الأميركي إذ شكل هزيمة حقيقية للسعودية وطعنة في الظهر من الحليف الأميركي حسب قول الساسة السعوديين.
– أخيرا وليس أخرا توتر العلاقات السعودية المصرية على خلفية تصويت الأخيرة في مجلس الأمن لصالح المشروع الروسي فيما خص سوريا الأمر الذي اغضب المملكة التي ترفض أي قرار عربي مناوئ لرغبتها.
أما في لبنان حيث كانت صورة هزيمة المشروع السعودي واضحة وجلية مهما حاولت المساحيق تجميلها ، إذ بعد عامين ونصف العام من تعطيل العمل المؤسساتي لا سيما انتخاب رئيس للجمهورية تخلت السعودية ومن دون سابق إنذار عن رفضها للعماد عون وقالت لأتباعها في لبنان ما معناه بالعامية " قلعوا شوككن بأيديكم". وهذه التغيرات في لبنان ما هي إلا شاهد على تقطع اذرع المملكة في لبنان حيث تركت مواليها في هذا البلد هائمين على وجوههم .
كل هذه الإخفاقات السعودية في المنطقة إضافة إلى استمرار عدوانها على اليمن شكلت نقطة التحول الكبرى نحو التغيير الاستراتيجي الذي بدأت ملامحه تُرسم مع المشهد اللبناني وقبله اليمني والسوري والعراقي، وهي بالمناسبة مشاهد أولية في مسلسل لا زالت فصوله تُكتب تحت عنوان "التغيير القادم في الشرق".
ساحة النقاش