<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
نوبات الصرع السعودية والنيل من مصر
شبكة عاجل الإخبارية ـ إيفين دوبا
05 تشرين الثاني 2016
في أميركا، ثمة من يعتقد أن السعودية ليس لها مناص من دعم الاقتصاد المصري خشية انزلاق بلاد النيل إلى الفوضى، فتصبح هذه الخاصرة رخوة، «حديثو النعمة» في الرياض ينسون هذا الأمر كثيرا، أو يتناسون، أنهم «بلا منية» على القاهرة لأن بيتهم الذي أصبح أوهن من بيت العنكبوت بسبب تقليد الكيانات المسبقة الصنع في المنطقة، لا يمكن أن يقوم إذا ما صارت خاصرتهم من الجهة المصرية رخوة.
من يدفع باتجاه الدعم المالي لمصر من الجانب السعودي هم الأميركيون، فالآخرون لا يريدون بتاتاً مشاهدة أحداث في مصر على غرار ما تتم مشاهدته في بلدان أخرى إقليمياً، يسمى هذا توازنا استراتيجيا تحرص واشنطن على تحقيقه مهما بلغ الثمن في ظل التوتر والحدود المفتوحة أمام تدفق الأزمات والصراعات،أما السعوديون المرغمون على ذلك،لا تعنيهم الاستراتيجيات غالبا وجل ما يفهمونه هو تقديم الهبات « ولحسها » فيما بعد.
مهما بلغت المساعي السعودية لإهانة مصر فهي لن تعدو كونها صراخا كيديا، حجم البلدين معروف تاريخيا وجغرافيا وسياسيا ولا يمكن بأي حال إجراء مقارنة،حتى أن الاستقواء السعودي الذي كان يمارس على دول كمصر،أصبح مهددا بالانهيار مع النظر إلى لهاث الرياض المتسارع لإيجاد وسيلة لوقف التراجع العالمي في أسعار النفط، ضمن هذا المناخ السعودية تفقد كبريائها، وما جرى في لبنان مؤخرا حينما جال مبعوث المملكة متملقا الأطياف، يؤكد أن الرياض أقل من «رجل كرسي» على مستوى التسويات الكبرى والمتوسطة.
لكن ماذا يعني أن 25 مليار دولار ضختها السعودية لم تفلح بشراء مصر؟، كثيرا ما يعتقد السعوديون أنهم ذو صولة وجولة بمجرد أن يمدوا أيديهم إلى جيوبهم، لكن هذه «السكرة» تتلاشى في أول صدمة مع الواقع ليحل محلها الشعور بالحقد، والسعي للنيل بأية طريقة، المشكلة في الرياض إتباعها الطرق «الولّادية» في العداء، ما جرى مثلا في منظمة التعاون الإسلامي حينما قام رئيسها السعودي الجنسية بتجاوز حدود اللياقة التي يجب على أية منظمة دولية أن تتحلى بها، واستقال، مع ذلك، لم تنجح «الولدنة» السعودية باستعادة ماء الوجه وثني مصر عن موقفها في مجلس الأمن بتأييد القرار الروسي.
ليس من الغريب أن تخسر الرياض أصدقاءها في لبنان والقاهرة دفعة واحدة، لأنها سياسيا «تلاطش» على مستوى المنطقة وتضرب يمينا ويسار، كما أن نوبات الصرع التي تنتاب السعودية دبلوماسيا من حين إلى آخر باتت دليلا على اقتراب الرياض من ضرورة «الحَجْر» الكامل، تخيلوا أن السعودية ما زالت تعكر حليب البقرة الدولية بماء مستنقع التطرف السياسي، وتحاول الاصطياد بالماء العكر الذي انقلب دلوه على كل من حاول تسويقه في سورية والعراق، لا شيء سوى تفسيرين، إما أنّ السعودية منعزلة عن العالم ولا أحد يتناولها باستشارة حقيقية في الكواليس، أو أنها في غيبوبة عن مجريات الأحداث ولم تعد تفهم، لذلك فإن دبلوماسيتها بدأت تنطق عن الهوى وأبعد من ذلك، باتت تتحدث بكلام غير مفهوم وجمل ليست رتيبة، حقا أنه «الصرع» السياسي قبل النهاية.
ساحة النقاش