<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
من الموصل إلى دير الزور.. أميركا تواصل سياسة الخبث
الثلاثاء 18 تشرين الأول2016
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
أميركا التي خطّطت وتعمل على تنفيذ مخططها لا تزال قادرة على التحكم بالكثير من مفاصل الصراع الذي كانت تأمل أن تحسمه بوقت قصير، وتؤمن من خلاله هيمنة تامّة على المنطقة وثرواتها، وهو الأمر الذي جوبه من قوى محور المقاومة وغيّر من معالم الصراع ومساره بسبب الإرادة الواضحة والثابتة بضرورة إفشال المخطط وتحقيق الهزيمة فيه.
باختصار، يمكننا القول أن المخطط الأميركي لم يحقق أهدافه ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة الهزيمة، وهو ما ينبئ بتواصل الصراع المفتوح والشامل، فمع كل تراجع للمخطط الأميركي سنشهد شراسة اكبر في استمرار أميركا بمتابعة سياساتها ونهجها طالما أنها لا تقدم خسارات مباشرة مالية وبشرية، وهي التي تندرج ضمن سياسة الحروب البديلة التي باتت أميركا تعتمد فيها على جماعات تابعة لها في كل بلدان الصراع، وخصوصًا الجماعات التكفيرية المتطرفة التي يشكل الفكر الوهابي أساسًا لها ولو اختلفت المسميات، وهو أمر بدأ مع البريطانيين والفرنسيين عندما قدّموا الدعم لجماعة الأخوان المسلمين، وانتقل الدعم لاحقًا إلى كنف الأميركيين حيث نذكر كيف تم وضع الأخوان بمواجهة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مصر وبمواجهة الرئيس الراحل حافظ الأسد في سوريا.
هذه الأيام لم يتغير المشهد كثيرًا، حيث تخوض أميركا معاركها بالاعتماد على الجماعات التكفيرية مستخدمة مسميات مختلفة كالمعارضة المعتدلة والحركات الثورية، وما إلى ذلك من مسميات ليست إلا أوعية لمادة واحدة، والهدف هو إمكانية القيام بالمناورات السياسية لتغيير أنماط المواجهة والتمكن بشكل دائم ومستمر من استمرار الاستثمار في الجماعات التكفيرية.
في هذه المرحلة نعيش بدايات انطلاق معركة الموصل، والتي يبدو واضحًا أنها تهدف من ضمن أهدافها إلى دفع قوات داعش للانسحاب باتجاه الرقّة ودير الزور، حيث ومن خلال متابعة تقدم القوات العراقية نرى أن التقدم لم يشمل المنطقة الغربية للموصل، ليس المدينة فقط وإنما منطقة الموصل بأكملها.وهنا لا بد من طرح مسألة بغاية الأهمية، وهي الجهة الفعلية التي تقود العمليات وتنسيق الجهد الناري بما فيه القصف الجوي. فرغم إعلان القيادة السياسية العراقية أن قيادة العمليات هي حصرًا بيد القيادة العسكرية،إلّا أن مجموعة من التساؤلات ترتبط بشكل انتشار القوات وتقدمها تذهب بنا إلى طرح العديد من الأسئلة وعلى رأسها سؤال كبير: هل تدرك القيادة العراقية فعلًا الهدف الأميركي بدفع داعش نحو المنطقة الشرقية في سوريا، وإذا ما كانت تدرك ذلك فما هي الإجراءات التي ستقوم بها القوة الجوية العراقية بهذا الصدد؟
هنا لا بد من الإشارة إلى أن مسرح العمليات واسع جدًا، وان قوات داعش تنتشر على كامل الأراضي التي سيطرت عليها سابقًا ومن ضمنها منطقة الحويجة جنوب الموصل،والتي تعتبر خاصرة رخوة يمكن لداعش من خلالها القيام بمناورات التفاف واسعة يعيق من خلالها تقدم القوات العراقية ويؤمن جذب قسم كبير منها وخصوصًا القوات المرتبطة بمعركة الموصل.
في المباشر،إنّ تعدّد القوات التي تحيط بمدينة الموصل من البشمركة الكردية إلى الحشد الشعبي العراقي إلى تشكيلات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية يضعنا أمام مشهد معقد في منظومة القيادة والسيطرة التي تحتاج إلى مستوى عالٍ من الخبرة في تنسيق الجهود وقيادة القوات.
وتبقى المسألة الأخطر المرتبطة بنتائج معركة الموصل هو تسلل أعداد كبيرة من مقاتلي داعش إلى سوريا للضغط على منطقة دير الزور بشكل رئيسي، وتحقيق ما عجزت عن تحقيقه الغارات الأميركية الأخيرة على مواقع الجيش السوري، حيث كان مقررًا أن يسيطر داعش بعد الغارات على مواقع الجيش في كامل جبل الثردة، وهو ما لم يتحقق بسبب تدخل الطيران السوري والروسي الذي قام بسرعة بضرب قوات داعش ومنعها من تنفيذ أهدافها.
وعلى هذا الأساس، يبدو ضروريًا تفعيل آليات التنسيق بين القيادتين العراقية والسورية مع القيادة الروسية لإيصال المعلومات عن تحركات قوات داعش واستهدافها، خصوصًا إذا ما علمنا أن المنطقة الفاصلة بين الموصل ودير الزور بغالبها هي مناطق صحراوية وجرداء يمكن للطائرات العمل فيها بفعالية إذا ما تم استثمار المعلومات التقنية للأقمار الصناعية ووسائط المراقبة المتعددة، وهو ما ننتظره لتأمين عدم وصول أرتال داعش المنسحبة من منطقة الموصل باتجاه دير الزور، وهي أرتال تتحرك هذه المرة بأعداد قليلة ما يعني ضرورة القيام بجهد استثنائي وجبار.
في كل الأحوال، سيشكل هذا الخبث الأميركي مادة أساسية للجانب الروسي للتدخل الناري واستهداف أرتال وقوات داعش، بما يعنيه ذلك من صعوبات وجهد يتطلبه الأمر.وفي حال لم ترتقِ الأمور إلى المستوى المطلوب، فإننا سنكون أمام انتكاسات خطيرة قد تتعرض لها وحدات الجيش السوري في منطقة دير الزور.
ساحة النقاش