<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
مرجع عسكري: الحدود الشرقية تحت السيطرة الكاملة
الجمعة 07 تشرين الأول 2016
نقولا ناصيف - الأخبار
يغادر قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى الولايات المتحدة منتصف هذا الشهر، للمشاركة في الاجتماع الدوري لقادة جيوش البلدان المنخرطة في التحالف الدولي ضد «داعش». ويعنى الاجتماع بوضع خطط المرحلة المقبلة من المواجهة
مع انه ليس عضواً في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة، ويضم معظم دول العالم المؤثرة والمعنية بمن فيها الدول العربية باستثناء سوريا واليمن، إلا أن لبنان إحدى الدول الرئيسية في الصدام المباشر مع التنظيم الإرهابي عند حدوده الشرقية.
وهو ما يُكسبه مبرر حضور اجتماع التحالف وهو الخامس بعد سلسلة سبقته في الولايات المتحدة والسعودية وقطر والكويت، ومشاركته في توصياته، انطلاقاً من اعتقاد واشنطن ودول التحالف ــــ يقول مرجع عسكري ـــ بحتمية تضافر الجهود لمحاربة «داعش»، سواء من خلال البلدان التي تقاتله من دون أن تكون على تماس مباشر معه كالولايات المتحدة وكندا وأوروبا، أو تلك التي تقاتله على أراضيها كلبنان.
على ان تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش والتنظيمات المتطرفة عند الحدود الشرقية في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع عمليات أمنية لمديرية المخابرات في الداخل آخرها اعتقال أمير «داعش» عماد ياسين داخل مخيم عين الحلوة في 22 أيلول، تحمل مرجعاً عسكرياً على التأكيد أن المؤسسة العسكرية نجحت إلى حد بعيد في الإمساك بالمبادرتين العسكرية والأمنية. إخراج ياسين من المخيم دونما طلقة رصاص واحدة، في مهمة نفذها عناصر المديرية بلباس مدني انتهت فور العثور عليه بإطلاق قنابل دخانية جعلته خلال دقائق خارج المخيم من غير ان يعرف سكان حيّ الطوارئ ما الذي أضحى وأين اختفى ياسين. بكثير من التنسيق بين غرفتي عمليات القيادة ومديرية المخابرات تتجمّع المعلومات، تمهيداً لاتخاذ القرار باستثمارها وتنفيذ خطة تحرّك سواء من خلال عناصر المديرية أو في نطاق العمليات العسكرية للجيش. في اليومين المنصرمين اعتقل الجيش لبنانيين اثنين ينتميان إلى «داعش» يملكان مستودع أسلحة، لم يصر بعد إلى الكشف عن عملية توقيفهما في انتظار استكمال التحقيقات.
بيد ان ارتياح المرجع العسكري لا يقلل من مخاوف تفاقم الأعمال العسكرية في سوريا أخيرا، وان في حلب البعيدة من الحدود الشرقية والشمالية للبنان. إلا أن معطيات الأيام الأخيرة تحمله على مراقبة تطورات ما يجري هناك، ومحاولة فتح جبهة في حماه لتخفيف ضغوط الجيش السوري وحلفائه بعد إحرازه أكثر من تقدم في حلب. ومن ثم سعي التنظيمات الإرهابية إلى ثغر عسكرية جديدة في حماه تعيدها مجدداً إلى حمص، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان. وهو في رأيه مبعث اهتمام الجيش وقلقه في الوقت نفسه، مع أن لا أحداث مستجدة على الأرض في الأماكن المحتملة للثغر تلك، بعدما أرسل الجيش السوري تعزيزات إلى حماه لمنع سقوطها.
اعتقال لبنانيين في «داعش» لم يُكشف عنهما يملكان مستودع أسلحة
ورغم أن اشتباكات الأيام القليلة المنصرمة عند الحدود الشرقية دارت بين «داعش» و«جبهة النصرة» للسيطرة على مراكز، إلا أن تحرشهما بالجيش انحسر الى حدّ بعيد في الآونة الأخيرة، بعدما أدى تعزيز عتاده وتسليحه بقدرات جديدة لم تكن متوافرة لديه، إلى تجميد أي محاولة للاعتداء عليه، ما اتاح له تنفيذ عمليات استباقية عدة.
يضيف المرجع العسكري: «أكثر من أي وقت مضى، باتت للجيش عيون في المواجهة مع داعش بفضل دفعات المساعدات العسكرية الأخيرة، من بينها طائرات بلا طيار متطورة. صار في الإمكان استكشاف الحدود الشرقية كلها بلا استثناء ليلاً ونهاراً، ما لم يكن متوفراً قبلاً، ولم يسبق أن امتلك الجيش هذا الطراز من الأسلحة. أن نعرف تماماً ماذا يجري أمامنا على مسافات بعيدة وسبل الوصول إلى الأهداف. تتفادى طائراتنا الوصول إلى داخل الأراضي السورية، إلا أنها بدأت تحكم سيطرة المراقبة الكاملة والدقيقة على طول الحدود. قبل قرابة ثلاثة أشهر حصلنا على دفعة من الطائرات والأسلحة المتطورة. بعضها يمكّننا من ان نشاهد ما تصوره الطائرة في غرفة عمليات الجيش مباشرة دونما انتظار عودتها. على صعيد المدفعية أضحت تغطي كل الحدود الشرقية. أضف استمرار تنفيذ برامج تزويدنا الصواريخ والذخائر. نهاية السنة ننتظر تزويدنا ست طائرات سوبر توكانو من صنع أميركي، قاذفة الصواريخ في قتال الجبال تنضم إلى طائرات سيسنا الموجودة لدينا للمهمة نفسها. مساعدات في معظمها أميركية تقدم هبات إلى الجيش، ناهيك بمساعدات عسكرية بريطانية وفرنسية وايطالية قليلة، إلا أن العامود الفقري للمساعدات التي نتلقاها أميركي».
يعزو المرجع العسكري مبررات المساعدات العسكرية للبنان الى التقييم الايجابي الذي يظهره الغرب حيال أداء الجيش اللبناني في المواجهة مع «داعش»، ما يعكس مفارقة مثيرة للانتباه هي ان الغرب «مقدار لامبالاته بالمشكلات السياسية التي يتخبط فيها لبنان عبر الشغور الرئاسي وأزماته السياسية، لا يتردد في إبداء حرصه على الاستقرار والحؤول دون أي اضطرابات». وهو ما سمعه قائد الجيش أكثر من مرة إبان مشاركته في اجتماعات عسكرية في الولايات المتحدة، بالتركيز على أهمية ضبط الأمن في لبنان.
في الاجتماعات الأخيرة له في واشنطن في شباط الفائت، لدى مقابلته مسؤولين في الكونغرس ووزارتي الدفاع والخارجية في موضوع برامج تسليح الجيش، سمع عبارات مماثلة: عندما تأكدنا من أن الجيش نجح في الصمود في مواجهة الإرهاب، بات من الضروري الرهان عليه والاستثمار فيه.
قال احد المسؤولين في وزارة الخارجية لقهوجي في الزيارة تلك: سنظل نساعد الجيش اللبناني ما دام صامداً وواقفاً على قدميه في جبه الإرهاب، وهو مصدر استثمارنا.
تحدّث المسؤول نفسه ايضاً عن تراجع في مساعدات عسكرية أميركية لجيوش في دول لم يسعها الدفاع عن حدودها ومواجهة الإرهاب.
في السياق ذاته يشير المرجع العسكري إلى مشاركة لبنان في مؤتمر التحالف الدولي ضد «داعش» والتنظيمات الإرهابية ومنها «جبهة النصرة»، للاطلاع على خطط مواجهتها في المرحلة المقبلة وتقييم تطورات الأشهر المنصرمة منذ الاجتماع الأخير للتحالف «انطلاقاً من النظرة الدولية المشتركة حيال الإرهاب، وهو انه يهدّد اي بقعة في العالم، ولا يقتصر على أماكن انتشاره، ما يجعل الخطر يطاول الدول جميعاً، مع الأخذ في الاعتبار ــــ خلافاً لجبهة النصرة المنتشرة في سوريا فقط ــــ ان داعش تمدّد في العراق وسوريا ووصل الى الحدود اللبنانية، وراح يدق أبواب دول الغرب والشرق على السواء».
ساحة النقاش