<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
صراع حافة الهاوية.. والمنطقة على خط الزلازل
الخميس 06 تشرين الأول 2016
عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
وأخيرًا ظهر الخبث الأميركي إلى العلن ليبدو مسؤولو الإدارة الأميركية في أعلى حالات التوتر، وخصوصًا في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع بعد امتصاص الروس لسلسلة الخدائع الأميركية واستئناف الجيش السوري لعملياته العسكرية في أكثر من جبهة وخصوصًا في جبهات حلب، حيث يحرز الجيش تقدمًا مستمرًا تمثل في تحرير مخيم حندرات ومناطق في الشقيف وبات يشرف على دوار الجندول إحدى عقد الربط الأساسية لأي هجمات لاحقة. إضافة إلى التقدم المستمر في الأحياء الشرقية وكسر الحد الأمامي للجماعات المسلحة، حيث أصبحت وحدات الجيش السوري تمتلك أكثر من رأس سهم للتقدم داخل الأحياء الشرقية ما يدل على نية الجيش تقطيع أوصال نقاط تمركز وتجمع الجماعات المسلحة وعزلها عن بعضها ضمن بؤر متعددة، وهو نمط قتالي إذا ما استمر سيساهم في حسم معارك الأحياء الشرقية في وقت قياسي على غير ما هو متوقع.
إنّ سير العمليات القتالية في حلب يؤشر أن الجماعات المسلحة قد تدخل مرحلة الانهيار الإدراكي والنفسي قريبًا، ما يعني قرب إعلانها للاستسلام. وما يدعم هذا المسار هو ما قاله ديميستورا حول استعداده لمرافقة الراغبين بالخروج من أحياء حلب الشرقية، وهذا الكلام بحد ذاته يشكل مدخلًا لإنهاء معركة أحياء مدينة حلب حيث كان هدف الجيش السوري الأساسي الوصول إلى إنهاء هذه المعارك عبر مسارين لا ثالث لهما عبر تحقيق الهزيمة في الجماعات المسلحة أو إجبارها على الدخول في تسوية على غرار التسويات السابقة في حمص وداريا وغيرهما، وفي كلا الحالتين يبدو واضحا اتجاه الأمور والنتائج التي سترسو عليها.
معارك أخرى على جبهات أخرى لا تقل أهمية في مسارها ونتائجها المتوقعة عن جبهات حلب، وخصوصًا في جبهة خان الشيح - الدرخبية غرب العاصمة دمشق، أوصلت الأميركيين كداعم رئيسي للجماعات المسلحة إلى أعلى مراحل التوتر والتهديد بإجراءات عسكرية واستخباراتية ضد سوريا، في محاولة للضغط على الروس وعلى القيادة السورية، وهو أمر لم يقتصر على الأميركيين وحدهم حيث شهدنا تصريحات أوروبية وخصوصًا منها الفرنسية.
هذا في الجانب السياسي، أما في الجانب العسكري فمن المؤكد أن الأميركيين عمدوا إلى تزويد الجماعات المسلحة بدبابات معدلة في أوروبا الشرقية وبصواريخ تاو المعدلة وكذلك منظومات راجمات صاروخية وصواريخ مضادة للطائرات، في محاولة لتعديل ميزان القوى لمصلحة الجماعات المسلحة وربما الدخول على خط المعارك بشكل مباشر، وهو ما يعني الدخول في مرحلة المواجهة الشاملة والمفتوحة.
في المقابل، بدأ الروس باستقدام منظومات أسلحة سواء منها القطع البحرية المزودة بأسلحة متقدمة أو منظومات الدفاع الجوي الحديثة، وغيرها من الإجراءات التي تعتبر إجراءات احترازية ودفاعية والاستمرار في دعم عمليات الجيش السوري.
أما بخصوص الإجراءات التي سيقوم بها الجيش السوري، فهي بالتأكيد ستكون إجراءات متدحرجة تتناسب مع حجم ونوعية الضربات المحتملة التي ربما سيقوم بها الأميركيون، وهي في مكان ما ربما تصل إلى حد الدخول في مواجهة لا حدود لها في المكان والزمان سيكون الهدف الرئيسي فيها توجيه ضربات صاروخية مدمرة للكيان الصهيوني على الجبهتين اللبنانية والسورية. فالقيادة السورية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي تطور يصل إلى استهداف منظومة القيادة والسيطرة والقواعد الجوية، حتى ولو كانت الضربات ستستهدف مدارج المطارات العسكرية كما تم الترويج له عبر أكثر من قناة لمنع الطائرات السورية من الإقلاع واستهداف الجماعات المسلحة.
الرد سيكون مزلزلًا وكبيرًا ومدمرًا للكيان الصهيوني ولن يقتصر على تلقي الضربات هذه المرة، فكامل أراضي فلسطين المحتلة تقع تحت مرمى الصواريخ السورية وصواريخ المقاومة اللبنانية ضمن بنك أهداف يصل إلى آلاف الأهداف ومن ضمنها مراكز الاتصالات ومنظومات القيادة والسيطرة والقواعد الجوية والبحرية، وربما تطور الرد حد استهداف العمق السكاني في "تل أبيب" وضاحيتها "غوش دان" إذا ما استهدفت الضربات الأميركية مناطق سكنية في سوريا ولبنان.
هذا السيناريو هو على الأرجح سيكون عنوان المواجهة التي ستحتوي على تفاصيل كثيرة ومفاجآت ستمنع الأميركيين من تنفيذ حماقاتهم، وهو بالتأكيد سيناريو سيصل إلى الأميركيين والصهاينة عبر قنوات الاتصال الموجودة مع الجانب الروسي.
المرحلة الحالية هي المرحلة الأكثر توترًا والتي ستتجه فيها الأمور إلى سلوك مسارات شديدة التعقيد وستكون مرحلة زلزالية بامتياز.
ساحة النقاش