<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
مرحلة «إدارة الأزمة» في سوريا
الاثنين 19 أيلول
غسان جواد - بيروت برس -
الزخم والنشاط المكثف والمشترك في المباحثات الروسية-الأميركية حول الأزمة السورية يقترب ليتم سنة من عمره. ولا تزال ظروف الحل السياسي بعيدة وغير ناضجة على ما تفيد غالبية المؤشرات.
أوّل مفاعيل التدخل العسكري الروسي المباشر بالحرب في أيلول/سبتمبر 2015 جاءت سياسية إلى جانب مفاعيلها العسكرية. فقد أفضت إلى اعتراف واشنطن بوجود طرفين في الأزمة، بعدما كانت تصدر نحو القضية السورية من زاوية ضيقة. زاوية تحصر النقاش في مستقبل الرئيس والدولة والنظام، دون البحث في مستقبل سوريا وضمان وحدتها واستقلالها وصمود مؤسساتها في مواجهة حرب كبرى وإرهاب منظم.
كان صدور قرار مجلس الأمن 2254 في كانون الأول/ديسمبر 2015 محطة أساسية للشروع نحو ما أسماه القرار عملية "الانتقال السياسي". وفي هذا المجال لم ينجح التفاوض حتى الآن في إيجاد تعريف مشترك لمفردة "الانتقال"، والمرحلة الانتقالية.
بيانات كل من "جنيف" و"فيينا" بقيت غامضة وتحتمل كثيرًا من التأويل والتفسيرات المتباينة. واشنطن وحلفاؤها يرون الحل السياسي بخروج الرئيس بشار الأسد، وهذا تصور محفوف بمخاطر أسوأ من استمرار الحرب. وموسكو ودمشق وطهران، ترى في مواجهة الإرهاب ووقف تدفق السلاح والمسلحين إلى سوريا مدخلًا واقعيًا وفعالًا يمهد لحل سياسي مستدام.
عند هذه النقطة لا يزال الاشتباك قائمًا، وإذا لم تقتنع واشنطن وحلفاؤها بضرورة وحتمية بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم، فلا أفق لحديث عن حل سياسي واقعي، أو للقول بقرب انتهاء الحرب.
آخر المحاولات بين الدولتين العظميين جرت قبل أيام، وتمخضت عنها ترتيبات أمنية وعسكرية أعلن عنها وزيرا الخارجية، لتأتي الغارة الأميركية على موقع للجيش السوري في "دير الزور" وتهز التفاهم الموضعي الميداني، وتهدد الأساسات الأميركية-الروسية الضرورية لضمان أي اتفاق.
كيف ستكون واشنطن قادرة على ضمان تنفيذ اتفاق سياسي كبير في سوريا والمنطقة، إذا لم تكن قادرة على حماية تفاهمات أمنية وعسكرية وإنسانية ميدانية؟
هل فعلًا الولايات المتحدة غير قادرة، أم أنّ الإدارة الحالية تمارس خداعًا وتناور وتكسب الوقت قبل أن تغادر؟
يعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما انه أحدث "الزلزال" المطلوب، وفتح المنطقة على جراح وتناقضات كبيرة، وقام بأكبر عملية "إشغال" للجيش السوري والمقاومة وأراح بذلك "إسرائيل". وعليه، سيكتفي من وجهة نظره بهذا "الانجاز" ليأتي بعده رئيس جديد يكمل تنفيذ "المشروع الأميركي" في المنطقة.
هذا التصوّر هو الجواب المنطقي الوحيد، في محاولة فهم ما تريده واشنطن حاليًا. تجميد القتال، والاعتراف بالأمر الواقع الميداني وفتح ممرات "إنسانية"، والشروع في "إدارة الأزمة" وليس البحث عن حل لها.
الأزمة بدورها تنتج وقائعها الصلبة التي لن يكون في مقدور أي "حل سياسي" تجاوزها في المستقبل. وقد يكون الطرح الأميركي الجاهز عندئذ، في الدعوة إلى توسيع الاعتراف بـ"الأمر الواقع" والبناء عليه في تكوين سوريا المستقبلية.
ليس كل ما تريده واشنطن هو قدر يسقط بالضرورة فوق رؤوسنا. لكن علينا معرفة ما تريده الولايات المتحدة من المنطقة حتى تصبح ظروف المواجهة مع مشاريعها في بلادنا أقوى وأفضل. دخلنا في مرحلة "إدارة الأزمة" ومنع الأطراف من كسر "الخطوط الحمر" بعدما سقطت الهدنة وعاد الزخم للميدان.. والسؤال الآن، هل سنرى وقائع ميدانية مفاجئة ومهمة من الآن حتى الانتخابات الأميركية؟ إذا حدث هذا الأمر يعني أن الرئيس الأميركي الجديد سيتعامل مع وقائع مختلفة عن سلفه، وإذا ظلّ "الستاتيكو" الميداني كما هو فإن العامل الذي سيدخل على الصراع في سوريا هو "أسلوب وطريقة" ورؤية الحاكم الجديد للبيت الأبيض تجاه المسألة السورية وقضايا المنطقة..
ساحة النقاش