<!--
<!--<!--<!--
أزمة الكركارات و سياسة حافة الهوية ؟
أضيف في 29 غشت 2016 الساعة 11:21
الصحراء زووم : سيدي الشاوي
سياسة عدائية نهجتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الاتحاد السوفياتي ،على عهد الرئيس دوايت ايزنهاورDwight Eisenhower تسعى من خلالها إلى تحقيق الأمان عن طريق تصعيد الأزمة والوصول بها إلى حافة الحرب النووية.
تنسب سياسة حافة الهاوية Frinkmonship إلى وزير الخارجية الأمريكي فوستر دالاس Jhon Foster Dulles الذي يقول : "عليك أن تتحين الفرص من اجل السلام تماما كما هو واجب عليك أن تتحين الفرص في الحرب، والبعض يقولون بأننا قد أشرفنا على حافة الحرب... نعم لقد أشرفنا على حافة الحرب لكن المقدرة على الاقتراب من الحافة دون التورط في الحرب هي فن ضروري.. لأنك إذا حاولت الهرب او فزعت من المضي نحو الحافة تكون قد ضعت.. لقد كان لزاما علينا أن نطالع الهاوية وجها لوجه فسرنا إليها وتطلعنا على وجهها.. لقد قمنا بإنجاز هائل". وتندرج هذه السياسة ضمن ما عرف بمفهوم الاحتواء الذي حكم العلاقات مع الإتحاد السوفياتي طيلة فترة الحرب الباردة ، وإن تعددت مضامين هذا المفهوم باختلاف الظروف والملابسات .
وظهر مفهوم سياسة الاحتواء Containment policy لأول مرة ، عندما كتب الدبلوماسي الأمريكي جورج كينان في فبراير 1946 رسالة مطولة من موسكو وصف فيها أهداف القوة في السياسة الخارجية السوفياتية ، المستوحاة من النظرية الثورية كما من التقاليد القيصرية ، واقترح احتواء هذا الضغط بقوة مضادة .
وقد أوضح نظرته في مقال دون توقيع نشر في مجلة Foreing affairs عام 1947 " العنصر الأساسي في كل سياسة الولايات المتحدة حيال الإتحاد السوفياتي ، يجب أن يكون السد الطويل والصبر ، لكن الحازم والحذر من الاتجاهات الروسية التوسعية ".
عبر جورج كينان عن ضرورة التخلي عن المدخل القانوني للعلاقات الدولية مع الإتحاد السوفياتي معتبرا أنه يجب أن تستمر النظرة لهذه الدولة كمنافس لا كشريك في المجال السياسي ، ونادى كينان بأن تسلك الولايات المتحدة حيال الإتحاد السوفياتي سياسة " رد الفعل المقابل للتحدي " من خلال إقامة الحصار حول الدول الاشتراكية. مقتطف من رسالة لنيل الدكتورة في العلاقات الدولية موضوعها " السياسة الأمريكية تجاه شمال أفريقيا - دراسة في الموقف الأمريكي من قضية الصحراء منذ 1975 ص 52 والهامش رقم 75 في ص 55.
أصبح الإتحاد السوفياتي من التاريخ وتسيدت الولايات المتحدة العالم بعد انهياره ، ولازالت هذه السياسات الخارجية التي أبدعها دهاقنة السياسة والفكر معا ، تطبق من أطراف العلاقات الدولية اليوم طبعا مع استحضار الظروف المحيطة والمتغيرة .
ومن ذلك فيما نعتقد ، ما ينهجه المغرب وجبهة البوليساريو مِِِؤخرا في تدبير الصراع حول الصحراء. والذي يشكل رغم المآسي الإنسانية المترتبة عنه مجالا خصبا يسمح بتجريب مجموعة من النظريات الفكرية في حقل العلاقات الدولية.
ويبقى التساؤل المشروع ونحن نعيش أزمة الكركارات والناتجة عن عدم إيجاد حل لقضية الصحراء ، هل سيكون لكل من طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو ، القدرة على الوصول إلى حافة الهاوية دون الوقوع في المحظور وهو المواجهة المسلحة والحرب ، التي لها للأسف نظريات وقوانين أخرى.
ساحة النقاش