http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

لماذا ستنتصر سوريا؟؟

السبت 30 تموز  2016

عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.

بعد أقل من شهر على إطلاق الحرب على سوريا كان السؤال الذي انتشر انتشار النار في الهشيم: متى سيسقط "النظام"؟ وتتالت الشهور والجمعات ولم تسقط الدولة. أما لماذا وَضعتُ كلمة النظام بين مزدوجين وختمت بـ"لم تسقط الدولة"؟ فلأنّ الأمر بصراحة يرتبط بعمق معرفتنا بتفاصيل المنظومة لا النظام، كما يحلو لأعداء سوريا حتى اللحظة استخدام الكلمة كمصطلح يعكس في الحقيقة مضمون الهدف الحقيقي من شنّ الحرب على سوريا، وهو تدمير سوريا ولا شيء آخر، وهو أمرٌ أدركتاه منذ اللحظة الأولى وسيدركه كل عاقل حتى لو خضع للتضليل عاجلًا أو آجلًا. فالنظام هو المنظومة القانونية والدستورية والحزبية والجبهوية والمنظمات الشعبية بمختلف قطاعاتها، ومؤسسة الجيش والقوى الأمنية والإستخباراتية، والتي تشكل حتى اللحظة عماد قوة المواجهة والتي تحملت وستتحمل العبء الأكبر من التضحيات وتبعات المهمات الملقاة على عاتقها، مع الإشارة والتأكيد إلى أنه لو كانت سوريا نظامًا على شاكلة الأنظمة الأخرى التي هوت سريعًا لكان مصير الدولة في سوريا مماثلًا لتلك الدول. أما شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام"، فهو نفسه الذي استخدم قبلًا في تونس ومصر وليبيا لتبرز بعده مصطلحات بديلة للجيش لإسقاط الشرعية والقانونية عنه، كـ"كتائب الأسد" و"عصابات الأسد" و"النظام المجرم"، وما إلى ذلك من مصطلحات استخدمت في ليبيا بوصف الجيش بـ"كتائب القذافي"، مع بروز شعارات طائفية ومذهبية في التظاهرات الأولى "العلوي عالتابوت والمسيحي عبيروت" وأُحرقت أعلام حزب الله وصور السيد حسن نصرالله ولم يصدر بعد حينها أي موقف عن الحزب أو السيد حسن نصرالله، ما يدل على طبيعة المسارات المعدّة مسبقًا والمرتبطة بتهيئة الظروف لمرحلة السقوط الذي لم يتحقق ولن يتحقق، ليس عنادًا منا أو مكابرة وإنما بسبب عدم توفر شروط السقوط وتراكم شروط الانتصار يومًا بعد يوم.

الهدف الأول كان ضرب الجيش عبر تهشيم بنيته وتقسيمه في المرحلة الأولى، كمقدمة لبعثرته وإنهائه كما حصل مع الجيش العراقي في المرحلة الأخيرة، وتم إنشاء "الجيش السوري الحر" على غرار "جيش لبنان الجنوبي"، وهو جيش "دولة لبنان الحر" في الجنوب بقيادة سعد حداد، وتمّ استبدال علم سوريا وهو علم الوحدة العربية بعلم الانتداب، لتبدأ الدعوة إلى انشقاقات في الجيش لم تصل في ذروتها إلى نتائج دنيا حيث لم يسجل حتى اللحظة انشقاقات لم تتجاوز نسبة 9% من عديد الجيش، وهو الأمر الذي شكل عائقًا أمام مخططي الهجمة وكانوا يراهنون على حدوث عكسه تمامًا، وهو السبب الذي كانوا وضعوا بسببه نهاية سنة 2012 موعدًا أقصى لسقوط الدولة السورية وتعميم الفوضى فيها على غرار ما يحصل في ليبيا. ولم تسقط الدولة السورية ولن تسقط، وهنا لا نتكلم عن السلطة السياسية التي من شأن السوريين وحدهم تحديد خياراتهم بخصوصها من خلال مؤسساتهم الدستورية وعبر الحوار السوري - السوري الآتي لا محالة كبديل عن كل ما هو مطروح حاليًا. محطات كثيرة وخطيرة تم تجاوزها وصارت من الماضي، إلّا أنّ تذكرها يشكل السبب الرئيسي للدلالة على حتمية الانتصار، فمئات "الغزوات والخطط" فشلت وارتدت نتائج فشلها على مطلقيها، من غزوة دمشق الكبرى إلى عملية اغتيال خلية الأزمة إلى احتلال حلب وتحرير حمص وأريافها وإغلاق كامل الحدود اللبنانية وتحرير المقلمون من القصير حتى الزبداني، حيث لا تزال بعض البؤر المحاصرة في سرغايا ووادي بردى ومعها الزبداني ومضايا التي خرجت من دائرة التأثير في الحرب. وهذه المنطقة في المناسبة كانت منطقة السيطرة الأخطر، حيث سميت الخطة المرتبطة بها بالخطة الرابعة أو خطة ربط القلمون بحرمون، وهي في الجغرافيا المنطقة التي كان مرسومًا لها أن تُطبق على العاصمة دمشق من القلمون بالتوازي مع الغوطتين الشرقية والغربية وجبهات القنيطرة والجنوب، وهو ما لم يحدث بل حدث عكسه تمامًا حيث القلمون محررة والغوطة الشرقية محاصرة وداريا أيضًا ووضع الجيش السوري في مناطق القنيطرة ودرعا في تقدم. ويبقى أنّ التحول الأهم هو فشل كل "الغزوات" التي ارتبطت بمدينة حلب من معركة بتر الكافرين مطلع 2014 وصولًا إلى عمليات التحرير الكبرى في أرياف حلب، وأخيرًا إقفال معبر الكاستيلو وحصار الجماعات الإرهابية داخل الأحياء الشرقية للمدينة، ولا ننسى طبعًا عمليات تحرير أرياف اللاذقية وتدمر وأجزاء كبيرة من الريف الشرقي لحمص.

وإن كنا سنتوسع في استعراض التحولات،فإننا سنحتاج إلى آلاف الصفحات لشرح التفاصيل واستعراضها،وعليه فإننا سنكتفي بعرض التحولات من مرحلة امتصاص الصدمة إلى مرحلة الدفاع السلبي وفيما بعد الدفاع الإيجابي ومن ثم البدء بمرحلة الهجوم المضاد، وكان عنوانها الرئيسي هو إبعاد الخطر عن العاصمة دمشق والمنطقة الوسطى بما فيها حمص، وربط المدن الكبرى ببعضها عبر طرقات رئيسية وفرعية شكلت السبب الأساس في نجاح عمليات المدافعة والانتقال فيما بعد وحتى اللحظة إلى عمليات الضغط والتحرير التي سيكون استكمالها أسهل إذا ما استطاع الجيش السوري وحلفاؤه إنهاء معركة الأحياء الشرقية لمدينة حلب،والتي أتوقع أن تعمل أميركا بكل جهدها لعرقلتها من خلال"الملف الإنساني "، وهو السلاح نفسه الذي يستخدم في كل مرة تُهزم فيها الجماعات الإرهابية.

سوريا التي لم تسقط لن تسقط، فالصمود الأسطوري في وجه هجمة غير مسبوقة والإنجازات المتتالية منذ سنة تقريبًا سترسم معالم مشهد مختلف أساسه الانتصار على الإرهاب، وهو المدخل الطبيعي للولوج بعملية سياسية تتوازى مع عملية إعادة الإعمار التي ستكون مهمة كل القوى السورية، سواء السلطة أو المعارضة الوطنية التي تملك برامج سياسية ستطرح للنقاش وطبعًا سيكون تأثيرها بما يتناسب مع أحجام تمثيلها للتأسيس لسوريا المستقبل، التي نتمنى أن يتشارك أبناؤها الحياة معًا ومصلحة سوريا هدفهم المشترك.

المصدر: عمر معربوني - بيروت برس -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2016 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,041