<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
بين أردوغان والأسد ... صلاة استسقاء.. ولكن لمن المطر ...بقلم : بلال فوراني
2016-07-22
دام برس: بلال فوراني
كان ربيع عربي حين ضرب هذا الإعصار خارطة الوطن العربي .. بدأ من تونس وانتهى في سورية .. وأقسم الكثير من حثالة البشر بأنهم سيصلون في المسجد الأموي وسيأتون من مطار دمشق الدولي .. أقسم الكثير بأن دمشق ستركع على قدميها أمام شعوب تنتفض لأجل الحرية .. أقسم أكثر من رئيس دولة أوروبية ووزير خارجية وملك عربي بأن الأسد سيرحل شاء أم أبى .. وأقسم أكثر المحللين المتواطئين والعملاء بأن سورية ستسقط على أبواب اللحى الوهابية .. وستنحني أمام النفط القطري .. وستنتحبّ أمام الخيانة العربية من مصر وعمان وبيروت ... ولكن دمشق لا ترضى الذلّ .. وسورية لا تركع لأحد .. ؟؟
في الانقلاب الأخير الذي حدث في تركيا .. تبعثرت التحاليل البولية من مراحيض الأمة العربية .. فقالوا أن شعب يحب رئيسه قد نزل للشارع لأجله .. بمجرد مكالمة على السكاي بي .. هذا الرئيس لا يصح أن يكون رئيس أصلا .. الرئيس الذي يختبأ وراء وسيلة اتصال ولا يعرف أن يصل إلى محطة رسمية في بلده خلال أربع ساعات ,, فهذه مسخرة لا تنطلي إلا على أغبياء العرب .. هل تصدقون أن الأجانب صدقوها .. ضحكوا عليها .. وقالوا ضربة معلمّ ... ضربة ابن حرام تنازل عن الكثير مقابل بقائه على عرشه .. أسالوا أمريكا التي أعادته إلى عرشه بطائراتها .. اسألوها بماذا رضي هذا الحقير حتى جاءت تدافع عنه بعد ساعتين من الانقلاب الفاشل.. ؟؟
الكثير من أبناء الثورة السورية القذرة .. بدئوا يهللوا بفوز أردوغان على هذا الانقلاب الفاشل .. والمضحك أنهم سوريين .. لكن صدقوني لم أرى أشرف من هذا الشعب ولا أوسخ منه .. لقد نبت في بستان سورية كثير من الأشواك القذرة .. منهم الذين تخدروا باسم الدين .. ومنهم من تخدر باسم الانتقام .. ومنهم من تخدر باسم المصلحة .. ولكن الخمر الذي شربوه سيأتي يوما ويصحون منه .. والكأس التي شربوا منها ستصير خنجرا في خاصرتهم يوما .. لأني لا أستطيع أن أرى سوري في دولة أوروبية يهللّ لأردوغان .. وهو من لم يهللّ يوما لوطنه الذي يحترق .. لا أستطيع أن أصدق عيوني حين أرى أبناء من سورية يصلون لأردوغان وهم بحياتهم كلها لم يصلوا ركعة لله ...؟؟
سألخص لكم اليوم ما يحدث في سورية .. بطريقة يفهمها السوريين الشرفاء والسوريين النذلاء .. سيفهمها كل عربي .. ما زال فيه ذرة من شرف أو نخوة أو عروبة ...؟؟
بدأ الأمر كامتداد لأظافر أطفال في درعا ... رغم أن الأنفاق التي بنيت في حمص كانت من خمس سنوات ... بدأ الأمر كأنه رغبة شعب يريد إسقاط النظام .. رغم أن خيام اللجوء قد بنيت في تركيا قبل سنة من اندلاع الحرب في سورية ... الحمار فقط وأبناء هذه الثورة من يصدقون أن ما يحدث هو إرادة شعب وربما إرادة الرب في ملكوته .. ولكن هل تخبروني لما سورية صامدة حتى هذا اليوم في وجه 82 دولة تحارب ضدها .. هل تخبروني لما هذا الجيش ما زال يحارب حتى هذا اليوم في وجه كل من يرمي رصاصة على وجه دمشق .. هذا الجيش ليس طائفي .. ففيه السني والشيعي والدرزي والعلوي والمسيحي .. أكثر ما يضحكني في قنوات العهر الخليجية .. بأنها تقول بأن الجيش العربي السوري هو قوات الأسد .. فإذا كان الأسد علوي فلما يدافع عنه السني والدرزي والمسيحي ..؟؟
هل تعرفون ما أضحكني وأوجعني أكثر شيء .. صديق عمري الذي كنت لا أملك غيره ...حين قال لي أن داعش هي من صنيعة النظام ... وأن ما بحدث في سورية ما هي سوى ألعوبة من إيران الشيعية بالاتفاق من روسيا الكافرة ... لا بأس سأحاول أن أتفهم تخلفك هذا .. ولكن أخبرني بربك هل تعرف أن فلسطين محتلة منذ ثلاث وستون سنة من الصهاينة .. هل تستطيع أن تخبرني كيف خلال هذه السنوات كلها لم يطير كلب من كلاب الوزراء العرب إلى مجلس الأمن كي يعترضوا على إجرام اليهود بحق أخوتك المسلمين .. وطار وزير خارجية السعودية وقطر في سنة واحدة إلى مجلس الأمن كي يدينوا الإجرام الذي يحدث في سورية .. هل تستطيع أن تخبرني لما الجامعة العربية العاهرة اعتبرت حزب الله حزب إرهابي .. وهو الوحيد الذي أوجع إسرائيل وشفا صدور عرب كثير منهم .. هل تستطيع أن تخبرني لما تقصف السعودية دولة العهر والفجر .. دولة مسلمة اسمها اليمن وتجمع معها تحالف قذر مثلها .. ولم تجمع يوما عربي على عربي كي يحاربوا في إسرائيل .. هل تستطيع أن تخبرني أيها المعتوه وعذرا منك لهذه الصفة .. هل تخبرني لما تأكل من خير الجمهورية العربية السورية وأنت أصلا زورت شهادتك باسم الجمهورية العربية السورية كي تعمل ما تعمله اليوم في قطر وتطعم عائلتك باسم شهادتك المزورة ....؟؟
أردوغان في انقلاب واحد فقط ... أرتجف مثل الفأر الذي يبحث عن مأوى .. لم يستطع الوصول إلى محطة فضائية كي يقول ما يريد قوله لشعبه .. وأمريكا التي تدافع عنه في أول ساعات الانقلاب لم تبدي أي اهتمام بما يحدث .. الشيء اللافت أن من كان في الانقلاب هو جنرال الجوية .. بمعنى أن أي طائرة أو هيلوكبتر لن تطير من دون إذنه .. وخلال ساعتين لم نسمع عن طائرة أمريكية قد لاحت في السماء .. وبعدها بدأت طائرات القاعدة الأمريكية في تركيا تقلب الموازين .. وتدافع عن كلبها المسكين المدعو أردوغان .. ترى بماذا رضي هذا الاجير حتى يدافعوا عنه .. وبماذا وافق كي يقلبوا الانقلاب الناجح إلى انقلاب فاشل ... يقولون أنها إرادة شعب .. بل هي إرادة أمريكا أيها الأغبياء .. ؟؟
في انقلاب واحد ضد هذا الممثل الحقير .. قام بما يلي لمن لا يعرف :
عزل 2000 قاضي وإحالتهم للتحقيق بتهمة الولاء للانقلاب.
القبض على 4586 شرطي وزجهم السجون التركية من دون محاكمة.
عزل 1459 مدرس جامعي من جامعاتهم من دون أي سبب.
توقيف 2689 موظف حكومي على دعمهم لهذا الانقلاب الفاشل.
قتل 554 جندي ممن نزلوا للشوارع وممن ظلوا في ثكناتهم في يوم الانقلاب.
من يقرأ هذه الأرقام سيرى شيئين ... إما ما حدث كان تمثيلية حقيرة .. أو أنها حالة انتقام مدبرة سلفاً .. وفي كلتا الحالتين فقط سقط أردوغان والذين يبتهلون باسمه في دوامة اسمها الحقد .. فكما حقدتم فهؤلاء لهم أهل وأقارب أيضا .. وهم لن ينسون كما أنتم لا تنسون .. وستكون خاتمته على يد هؤلاء الذي زرع في قلوبهم الحقد .. وهذا ما يميزه عن الرئيس بشار .. رغم كل الدعاية الساقطة التي جعلت كل من يدافع عن الحق في سورية .. مجرد شبيح داعم للنظام .. فهو لم يصل إلى مرحلة أن يقوم باعتقالات تعسفية بحق من هب ودب .. وسجن من هب ودب .. ويصير فأرا حتى يختبأ وراء شاشة سكاي بي كي يخاطب شعبه ... يكفي الرئيس بشار شرفا وقوة .. أنه ما زال حتى اليوم يدير شؤون بلده من مكتبه في دمشق .. ويقود سيارته بنفسه وباعتراف مراسلين أجانب .. ويكفيه فخراً .. أنه رجل يحبه نصف شعبه إذا لم يكونوا أكثر .. ويكفيه فخراً أنه في جانب مغضوب عليه وملعون كل من يتكلم فيه .. جانب المقاومة وجانب فلسطين ...؟؟
أردوغان شخص وصولي ومريض بالسلطة .. ويحلم بأنه سيكون سلطان زمانه .. دخل من باب الإسلام على ظهر الإخوان المسلمين القذرين .. كي يوهم الناس بأنه شخص متوازن بين حقوق الدولة وحقوق البشر .. تماما كما كان سلفه المريض رئيس مصر مرسي .. الفرق بينهما أن أردوغان كان أخبث منه فزرع في السلطة القضائية والدفاعية من يدافعون عنه .. مرسي كان غبي حتى بشهادة طبيب الأسنان ..ولكن أردوغان مجرد ثعلب حقير يلعب على الحبال ويتفنن بخلق الطيور من قبعة قذرة اسمها شرعية .. ولكن لن يطول أمره ولن يتحقق من يريده مريدوه منه .. فقد انفضحّ .. نعم هو مفضوح إن لم يكن أمام أغبياء الأمة العربية .. فهو مفضوح أمام ساسة الدول الغربية .. والله الذي يتاجر به وباسمه سيفضحه ... وسيلعنه ويلعن كل من آمن به .. لأنهم مجرد قطيع من الحمير يشمون وراء راعي قذر ...؟؟
بشار الأسد رجل لم تخلق مثله الرجال ... وأقولها بكل صدق .. فأنا أصلا لست موظفا في الدولة السورية ولا حتى أعيش فيها اليوم .. حتى لا يأتي خنزير ويقول أني أقبض على كلامي هذا المال .. لا لست مثل غيري من نارام سرجون أو غيره من الكتّاب السوريين الذين يأخذون في النهاية الموافقة على ما يكتبون .. أنا أكتب ما عندي وبحريتي من دون إملاء أحدهم ولا أخذ إذن من القصر الجمهوري .. أنا أكتب عن رجل ما زلت أؤمن كما قال جبران أن من يختلف اثنان على شيء فهو شيء عظيم ... فما بالك إذا اختلف نصف العالم عليه ..هذا الرجل يدوم لأنه الحق معه .. لأن بوصلته واضحة ضد إسرائيل .. وطريقه أوضح ضد الإرهاب .. هل رأيتم أكثر منه مكروها في العالم .. إن لم يكن السيد حسن نصر الله .. فقط لأنهم يقولون لا لإسرائيل ..لا لاحتلال فلسطين ..وستعود فلسطين غصبا عن كل ملوك العرب من الخليج ....الذين حتى اليوم يتآمرون على سورية بدعم إسرائيل ..بربكم هل رأيتم خنزيرا خليجيا برتبة ملك أو أمير أو رئيس يقول ..بوصلتنا فلسطين..وسنحررها رغما عن صهاينة العالم ...؟؟
من يفتح دفاتر التاريخ .. يعرف بأن الحق لا شبيه له .. ولو كانت أوراقه تشبه أوراق الحق .. وأن الباطل سيموت ولو طال به الدهر .. ومن يصلي في مسجد ليس كمن يحلم بأن يصلي فيه .. ومن يقف في وجه 82 دولة عربية وغربية ليس كمن يركع أمام دولة واحدة .. وأن الياسمين الدمشقي أشرف من خوازيق العثمانيين .. وأن أبواب دمشق لا يفتحها سلطان مريض ولا كلب لبناني مشكوك في أصل نسبه السعودي .. وأن ماء سورية أطهر من دماء أهل الخليج بأجمعهم . وأن فلسطين ستظلّ كعبتنا المسلوبة.. طالما هناك صهيوني حقير وعربي أحقر منه .. يقولون أن المطر ما هو سوى ماء ينبع عكس الجاذبية .. وأن تمثيلية مرمرة هي دليل على شرف مشبوه في أردوغان .. ومن يضع يده في يد إسرائيل ولو كان بسفارة .. فعذرا منكم .. كيف يصدق المرء شخصا وهو يصافح قاتله ..؟؟
على حافة أردوغان والأسد
فرق كبير بين الطزّ والمرحبا
فرق كبير بين من يكفر ويؤمن بالربّا
أردوغان ممثل حقير سينتهي دوره يوما
والأسد سيظل للتاريخ وطنّ يعيش بنبضّه الشعبا
ساحة النقاش