<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس: July 13, 2016
كشف الصحفيان الإسرائيليان عوفر شيلح، ويوآف ليمور في كتابهما “أسرى في لبنان ـــــ الحقيقة عن حرب لبنان الثانية”، أنّ الانتفاضة الثانية كانت السبب الرئيسيّ في استنزاف الجيش الإسرائيليّ وفي تدهور مستوى التنسيق بين سلاحي المشاة والمدرعات وفي التأسيس لهزيمة جيش العدو في حرب تموز عام 2006.
وقال الصحفيان إنّه خلال سنوات الانتفاضة اعتاد قادة دبابات الميركافاه (عربة الرب)، على إدخال دبابة واحدة لإغلاق منطقة فلسطينية بأكملها، وعندما اضطر هؤلاء إلى إدخال أكثر من دبابة واحدة خلال الحرب على لبنان، نسيّ الجنود كيفية التنسيق بين الآليات وكيفية تنفيذ مناورة جماعية.
انتصار حرب تموز لم يكن لبنانيًا فقط بل كان فلسطينيًا أيضًا فالعدو واحد والمقاومة واحدة، على حدّ تعبيريهما. يذكر الكاتبان في كتابهما الجديد أنّ الإدارة الأمريكية ودولاً عربية معينة وجهاتٍ أوروبيةٍ حثّت تل أبيب على توجيه ضرباتٍ عسكريةٍ لسورية خلال حرب لبنان الثانية في تموز الماضي.
وكتب شيلح وليمور إنّه وفي السنوات التي سبقت الحرب على لبنان وعمليًا منذ أنْ بلور الرئيس الأمريكي جورج بوش منظوره بشأن “محور الشر” الذي يضم إيران، وسورية، وحزب الله، وحركة حماس، أوضحت واشنطن بطرق عديدة لدولة الاحتلال بأنّها ستكون مسرورة جدًا إذا وجهت ضربة لسورية في إطار ترتيب الوضع في لبنان، وأوضحت للرئيس السوري بشار الأسد تبعات نهجهِ المعادي لأمريكا عند الحدود السورية - العراقية، وأنْ تسهم تل أبيب بقسطها لاجتثاث علاقة طهران بدمشق وبيروت.
وأضافا أن مسؤولين إسرائيليين اجتمعوا في السنوات الماضية مع نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني ووزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد، خرجوا بشعور واضح مفاده أن واشنطن تكاد تطلب من تل أبيب إيجاد ذريعة لتضرب سورية، وأنّ الصقور في البيت الأبيض ووزارة الدفاع عرضوا هذه المهمة على أنّها بمثابة مهمة يتوجب على تل أبيب تنفيذها، بصفتها حليفة الأمريكيين في المنطقة البالغة الإشكالية بالنسبة للإدارة الأمريكية. وكشف الكتاب أنه في الأيام الأولى لحرب لبنان تجددت هذه الرسائل الأمريكية بقوة أكبر، ونقلت جهات أمنية إسرائيليّة في واشنطن إلى القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب تقارير مفادها أنّ الأمريكيين يريدون أن نقحم سورية في الحرب، ونقل السفير الإسرائيليّ لدى واشنطن داني أيالون أقوالاً بروح مشابهة لرئيس الحكومة إيهود أولمرت.
ويقول المؤلفان إنّ واشنطن لم تكن وحدها التي حاولت دفع حكومة أولمرت إلى مواجهة مع سورية، فقد مررت دول عربية معينة، شعرت بأنها مهددة من جانب المحور الإيراني- لسوري،رسائل إلى تل أبيب جاء فيها أن توجيه صفعة لدمشق ستقابل بالترحاب، كما انضمت جهات أوروبية غاضبة على سورية منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري إلى “جوقة التشجيع″ من وراء الكواليس.
وبحسب الكتاب فإنّ أولمرت، أخذ يفكر في إمكانية مهاجمة سورية، ورغم أنّه لم يتحدث في الموضوع في اجتماعات رسمية لكن مقربين منه أكّدوا أنّ الفكرة بدأت تعجبه، لكن قسمًا من هؤلاء المقربين حذروه من الإقدام على تنفيذ ذلك وطالبوه بعدم الانصياع للمطالب الأمريكية، ويشير الكتاب، إلا أن ما حسم الأمر لصالح عدم مهاجمة سورية هي حالة الجيش الإسرائيليّ المتردية وعدم قدرته على مواجهة سورية.
ويذكر الكتاب أنّه وفي اليوم الأول للحرب طالب قائد الجبهة الشمالية في الجيش أودي آدم بتجنيد لواء في قوات الاحتياط للدفاع عن هجوم محتمل لوحدات كوماندو سورية، لكن بدلاَ من ذلك تم إرسال كتيبة نظامية تم نشرها من جبل الشيخ والمناطق الواقعة غربه، مما أفقد هذا القطاع من الجبهة أية أهمية دفاعية فيما تم تجنيد لواء احتياط فقط في 17 تموز بعد ورود معلومات عن حالة استنفار في صفوف قوات الكوماندو السورية، أمّا قوات الاحتياط المدرعة التي كانت غايتها الدفاع عن الجولان لم يتم تجنيدها بتاتًا سوى في وقت متأخر وتمّ توجيه معظمها للجبهة اللبنانية. كذلك اتضح بعد الحرب أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يكُن بمقدوره مهاجمة أهداف كثيرة في سورية بسبب انشغالهِ المفرط في الغارات ضد لبنان، إضافة إلى أنّ الذخيرة التي تستخدمها المقاتلات الإسرائيليّة أخذت تنقص في مخازن الجيش، وفي موازاة كلّ ذلك بعثت الحكومة الإسرائيليّة برسائل تهدئة لسورية عبر قنوات أجنبية تفيد بأنه لا توجد لدى تل أبيب نوايا بمهاجمة سورية.
ويتناول الكتاب رد فعل الأمريكيين، حيث يبين حالة عدم الرضا عما اعتبروه ترددًا إسرائيليًا” ونقل الكتاب عن مسؤولين في واشنطن كبار قولهم لمندوبين إسرائيليين يبدو أنكم تخافونهم، أيْ من السوريين، وأكّد المؤلفان على أنّه كان الشعور في واشنطن أنّ تل أبيب أظهرت ضعفًا سيكون له تأثير بالغ في أماكن مؤلمة للغاية بالنسبة للأمريكيين وعلى رأسها العراق، كما جاء في الكتاب.
ساحة النقاش