<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
عمان – “رأي اليوم” – خالد الجيوسي: July 12, 2016
على غير العادة، وبعد أيام قليلة من دعوة “غامضة” لاختيار “أجمل كلب” في محافظة جدة السعودية خلال عيد الفطر، كانت قد أثارت غضب الشارع السعودي، واضطرت السلطات إلى منعها، ومحاسبة المسؤولين عنها، جدّد سكان أحد الأحياء في جدة غضب الشارع السعودي في أول أيام عيد الفطر، وذلك بعد أن ظهروا مُحتفلين بطريقة “غريبة” في مسجدهم المُتواجد في ذات الحي.
روّاد مواقع التواصل الاجتماعية السعودية، تناقلوا مقطعاً موثّقاً لسكان الحي، ظهروا فيه وهم يرقصون داخل المسجد، حيث قاموا بتشغيل الأغاني، وتراقصوا على أنغامها، كما تناولوا الطعام داخل الجامع، وهو ما اعتبره الرأي العام مُنكراً، ويجب مُحاسبة المسؤولين عنه، والاقتصاص منهم.
عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، أطلق نشطاء اسم “هاشتاق” تحت عنوان “رقص داخل مسجد”، الدكتور خالد آل سعود قال أن هذا لمشهد مخزي، بعد أن كانت تعمر مساجد الله بالصلاة، وقراءة القرآن، أما حساب ضمير سعودي فأكد أن تلك الأمور يستحيل أن تحدث، لكن تقليص صلاحيات الهيئة، هو من يسمح بذلك، المغرد “ليبرالي” قال أن هذا هو عصر الانفتاح، نغني بالمساجد، ونرقص بجانب المصاحف، أما منيرة العتيبي، فأكدت أن المتواجدين في المسجد لم يرقصوا على أغاني، بل هي مجرد “شيلات” شعبية، يُعبّر فيها السعوديون عن فرحتهم بمقدم أمرٍ ما.
إمام المسجد الدكتور قشمير القرني بدوره، حاول وبعد الهجوم الشعبي العنيف على ما جرى في مسجده باصبرين، وتحميله المسؤولية، بيّن في تغريداته على “تويتر” أنه حرص على اختيار “الشيلات” التي تُرحّب بمقدم العيد، ذو معاني هادفة، ويخلو من الموسيقى، مؤكداً أن الرقص الذي حصل من بعض الأخوة، لم يكن بإذنه، ولا بعلمه، وأنه حُبس عند المنبر، مع بعض المُهنئين، ولم يعلم به إلا مُتأخراً.
مدير فرع عام وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة، علي العبدلي، قال بحسب ما نقلت صحيفة “سبق” المحلية الإلكترونية، أن اللجنة عقدت اجتماعاً مع إمام وخطيب جامع باصبرين، وذلك لمناقشته بما جرى، خلال حفل المعايدة، وتشغيل “الشيلات” في الجامع، وما صاحبه من مظاهر سلبية، وبعد أن أوضحت اللجنة الخطأ للإمام المذكور، واعترافه بخطئه، أوصت اللجنة بإيقافه عن الإمامة، والخطابة فوراً، واستبعاده من المشاركة في الأعمال الدعوية مستقبلاً، بالإضافة إلى اقتصار صلاة العيد في المساجد المعتمدة، والعمل على الاستمرار في مُراقبتها.
وبالرغم أن السلطات السعودية، سارعت إلى التحقيق مع إمام مسجد جدة، ومُعاقبته بالإيقاف عن الإمامة والخطابة، بقي الجدل مُشتعلاً بين رواد مواقع التواصل، فتلك الحادثة تعتبر غير مسبوقة في أوساط مجتمع ديني “محافظ”، كالمجتمع السعودي، وهذا ما دفع بالكثير إلى توجيه اتهامات إلى عصر الانفتاح، الذي تحاول القيادة “الشابة” الجديدة الترويج له، وفرضه، بتقليص صلاحيات “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، والمُطالبة بعودتها، بشكل يحفظ كرامة الدين، وشريعته التي حكمت البلاد، لأكثر من 80 عاماً.
وتشهد العربية السعودية مؤخراً، عدة حوادث غير مألوفة تُؤرّق مجتمعها المُحافظ، وتضع علامات استفهام حول الجهات المُستفيدة، من ترويج مثل تلك “الخروقات”، في نسيج مجتمعها، فأن يجتمع طلاب جامعة تخرّجوا من الجامعة في حفل مختلط في بلاد لا يرى فيها الرجل إلا والدته وأخواته، وأن تدعو جهات تنظيمية لاختيار “أجمل كلب”، وتتعالى الصيحات المُطالبة بقيادة المرأة، والسماح بإنشاء دور سينما، ويصل الأمر لإقامة حفل مُعايدة “راقص” في مسجد، هذا كله لا يبشّر بالخير بالنسبة للمؤسسة الدينية بحسب مراقبين.
السلطات سارعت ربما “شكلياً”، إلى لجم، ومُحاسبة القائمين على هذه التجاوزات، لكن يبقى مجرّد الإقدام على مثل تلك الدعوات “المُحرّمة”، وتنفيذ بعضها على أرض الواقع، طريقاً يُمهّد للانفتاح “الإجباري”، الذي تريده السلطات السعودية “الجديدة”، وهذا ليس كُرمى عيون الشعب “الليبرالي” كما يُشاع في بلاد الحرمين يقول مختصون في الشأن المحلي، بل كُرمى التخلّص تماماً من الاتهامات التي تُلاحق حكومة المملكة، بخصوص تمويل، ودعم التطرف، والإرهاب، المُرتبط بمدى صرامة المنظومة الدينية التي تتحكم بالعباد، والبلاد، وأفكارها “الوهابية” التي يعاني من دمويتها العالم كله اليوم.
الحكومة السعودية يرى مراقبون، أنها تريد إيصال رسالة مفادها، أننا ها نحن أيها العالم نتعرض معكم للإرهاب، بالرغم من انفتاحنا حتى في مساجدنا واحتفالات أعيادنا، بل ونُقتل فيها، (تفجير المسجد النبوي مثالاً)، ورويداً، رويداً، ستقود المرأة، وسيذهب شعبنا “المُحافظ” إلى السينما، وستتحول مدننا إلى أكثر المدن تحضّراً، وانفتاحاً، أعيدوا ثقتكم، وسنتنازل طواعية عن مفاتيح قلاعنا “المُتطرفة” التي تُطلق سهامها عليكم، العالم يحتاج هذا من السعودية بالفعل، لكن هل تنجح السعودية فعلاً، في إبقاء ذلك التوافق السياسي الديني الذي قامت عليه البلاد منذ تأسيسها، خاصة أن وجهها الديني، يبدو أنه يتلقّى الصفعات، يتساءل مراقبون.
ساحة النقاش