<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
خفايا الجبهة الشمالية لحلب وكيف اشترت السعودية الصواريخ ومن نقلها لـ’النصرة’؟
2016-07-03
دام برس - حسين مرتضى :
ما أن انتهى تحليل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ذكرى أربعين القيادي الشهيد السيد مصطفى بدر الدين "ذو الفقار"، حتى بدأت ملامح معركة جديدة تلوح بالأفق في حلب وعمقها الاستراتيجي.هي كلمة السر في الميدان الحلبي. المعركة باتت واضحة لدى كل الأطراف، معركة فاصلة في السياسة والحرب بكل ما للكلمة من معنى، أيام طويلة سيكون خلالها محور المقاومة في مواجهة مباشرة مع أتباع السعوديين، هناك في معارك ريف حلب، حيث يشارك بشكل فعلي ضباط سعوديون وأتراك، وغرف عمليات دولية وإقليمية. هذه الجبهات تلقفت أمر البدء من خطاب السيد نصر الله، وانطلقت في تغيير تكتيك القتال والإدارة والتحكم بجبهات حلب، فأهمية معركة حلب تتعدى الجغرافيا لتصل الى منحى استراتيجي عبر تكتيكات مختلفة، من إعادة التخطيط والتجمع والتحشيد،ونشر القوات واستخدام اختصاصات جديدة في الحرب البرية ومسرح العمليات العسكرية، والتركيز على الثقل الهجومي على محاور عدة كان أبرزها المفاجأة في الريف الشمالي، ومزارع الملاح،في ترجمة واضحة لهذه المرحلة الجديدة.هذه المعركة والسيطرة جسدت بشكل واضح على ارتباط الثقل الهجومي في حلب بعمق استراتيجي، يتخطى جبهة النصرة ليصل الى الدول الداعمة لها،وقد استخدمت غرفة العمليات المشتركة بين الجيش السوري والمقاومة والخبراء الإيرانيين،أسلوب تقسيم المحور الواحد الى عدة جبهات، للاستفادة من الغطاء الناري الكثيف وغير المسبوق، كما حدث في الملاح في ريف حلب الشمالي، ما يمنح الأفضلية للقوات البرية بالتقدم والسيطرة والتثبيت، في ظل فقدان الإدراك لدى المجموعات المسلحة. هذا التكتيك مكن الوحدات المهاجمة من الوصول الى المزارع الجنوبية للملاح، بعد سيطرتها على الشمالية، ودحر المجموعات التكفيرية في تلك المنطقة. وقد ساعد تقسيم المحاور الى جبهات الجيش السوري والمقاومة على إيهام المسلحين بان الهجوم سيكون على محور بني زيد، بعد أن تركز القصف المدفعي والجوي على محاور بني زيد والكاستلو، إلا أنّ الهجوم الفعلي كان على جبهة الملاح في المحور الشمالي لريف حلب، وهذا ما يفسر محاولة المجموعات المسلحة فتح المعركة في جبهة الكاستلو، ظناً منها أنها اكتشفت الخطة، بينما كانت تسير التحضيرات على مزارع الملاح. أما الأمر الأهم الذي ساعد المحور على تجاوز عقبة الملاح، فهو المعرفة الاستخباراتية الدقيقة بكميات الأسلحة ونوعياتها والتي دخلت الى تلك الجبهات، في محاولة من الدول الداعمة لتحصين تلك الجبهات، وهذا التسليح الكمي والنوعي كان رأس الحربة فيه السعودية وتركيا، ما يؤكد مجدداً أن تلك المعركة هي إقليمية وتتجاوز الجغرافيا، وإنها تخلصت من المواجهة غير المباشرة الى المواجهة الإقليمية المباشرة، حيث تشير المعلومات التي وصلت الى غرفة العمليات المشتركة في حلب، الى أن السعودية تجاوزت التسليح الى وجود ضباط لها يقاتلون على الأرض مع المسلحين، ويشاركون في إدارة غرف العمليات. وأكدت هذه المعلومات أن تكتيكات المقاتلين وطرق الاتصالات الحديثة ووسائلها، بالإضافة الى التشفير كل هذا لا تستخدمه إلا الجيوش التي تدربت لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أما المعلومات اللوجستية التي حصلت عليها المقاومة، فكانت تشير الى أن جبهة الريف الشمالي لحلب، حصلت على كميات جديدة من الأسلحة تم نقلها عبر تركيا،وهي المزيد من صواريخ "تاو" المضاد للدروع والذي سلم الى قيادة الفرقة 13 وجبهة النصرة، بالإضافة الى تزويد أحرار الشام للمرة الأولى بشكل مباشر بأكثر من مئة صاروخ. هذه الصواريخ التي وصلت الى ريف حلب الشمالي كانت جزءاً من صفقة صواريخ أبرمتها السعودية وكلفتها حوالي 900 مليون دولار، لإمداد المسلحين بأكثر من 13 ألف صاروخ، كما وردت المعلومات لقيادة العمليات بامتلاك المسلحين صواريخ من نوع " فاكتوري" أو التي تسمى "فاغوت" والتي يصل مداها الى أكثر من 2500 متر. وهذه الصواريخ كانت قد سلمت للمسلحين بشكل مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي شحنتها من بلغاريا، حيث دفعت السعودية ثمن الصاروخ الواحد حوالي 30 ألف دولار، وتولت الولايات المتحدة شحنها، فيما سلمت جماعة نور الدين زنكي وجماعة جند الأقصى مدافع من عيار 152 ملم كانت قد أدخلتها تركيا، لهم وهي مدافع كانت قد اشترتها من الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق.هذه المعلومات جمعيها تفسر سبب الاستخدام الكثيف للصبائب النارية، والكثافة النارية التمهيدية قبل دخول قوات المشاة، وعدم الاعتماد على الآليات والمدرعات بشكل كثيف، ما افرغ هذا التسليح الجديد من قوته، وجعل المسلحين في حيرة من أمرهم، وافشل خطة الولايات المتحدة والسعودية وتركيا، بعد أن سحبت غرفة العمليات المشتركة البساط من تحت أقدام المسلحين، وزجتهم في دائرة خطتها العسكرية التي تستخدم للمرة الأولى، وهذا يفسر فشل وكشف المقاومة لخطط عديدة كانت المجموعات المسلحة تحاول من خلالها استهداف مدينة حلب وأحياءها المدنية، وهذا ما يكشف عنه أسلوب المواجهة في جبهة الكاستلو من المحاور الشمالية في ريف حلب.التقدم الأخير في محور مزارع الملاح يشكل بالعلم العسكري التمهيد الناري لاختراق جبهات بعمق أكثر، واستخدام تكتيكات مختلفة تعتمد على حرب العصابات والعملية المحدودة التي تخطط وفق معلومات استخباراتية، وتؤثر ثأثيراً كبيراً على المسلحين، وهذا ما تنتظره محاور الاشتباك في حلب وجبهاتها، بعد أن تتوافر المعلومات والظروف الميدانية، والتي ستكون أسهل بعد التقدم في الملاح وإغلاق طريق الكاستلو، ما يعزز فرص الجيش وحلفائه في خنق فعلي للمجموعات المتمركزة في أحياء حلب الشرقية.
ساحة النقاش