http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

أبعاد ومخاطر عمليات القاع الانتحارية..

الثلاثاء 28 حزيران  2016

عمر معربوني - بيروت برس - *ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.

يومٌ عصيب مرّ على بلدة القاع اللبنانية امتدّ من الفجر إلى منتصف الليل، حيث شهدت البلدة ثماني عمليات انتحارية نفّذها انتحاريون على دفعتين صباحية ومسائية نتج عنها شهداء وجرحى، وأدّت إلى حالة من الخوف في ظل تضارب بالمعلومات حول مسار العمليات وكيفية وصول الانتحاريين إلى البلدة وحصر الاحتمالات بين احتمالين لا ثالث لهما.

وقبل الدخول في الاحتمالات، أودّ الإشارة إلى أنني كنت استعرضت في مقال سابق مواطئ القدم والملاذات الجديدة للتنظيمات التكفيرية بعد دخولهم في مرحلة الانكفاء في سوريا والعراق، وكنت قد أشرت حينها إلى أنّ لبنان من البلدان المرشحة ليكون موطئ قدم وملاذ لهؤلاء، وعليه فإني سأحصر الموضوع في الاحتمالات المرتبطة بتفجيرات القاع وأبعاد ومخاطر هذه التفجيرات.

-  الاحتمال الأول أن يكون الإنتحاريون قد نجحوا في التسلل من الجرود واخترقوا دفاعات الجيش اللبناني ونقاط مراقبته، وهو أمر شبه متعذر برأيي لسببين: الأول كثافة نقاط المراقبة، والثاني عدد الانتحاريين الملفت للنظر والذي يمكن ملاحظته ويصعّب عليهم إمكانية العبور والوصول إلى البلدة.

-  الاحتمال الثاني هو عبور الانتحاريين المنطقة الفاصلة بين مشاريع القاع والبلدة، وهي منطقة زراعية حيث يوجد 48 مخيمًا للسوريين الوافدين إلى لبنان، وهو أمر إن كان صحيحًا يطرح مجموعة كبيرة من الإشكاليات والتساؤلات حول استخدام الإرهابيين للمخيمات كملذات آمنة، وهذا يعني وجود متعاونين آخرين إضافةً إلى تواجد عدد آخر من الإرهابيين.

في المباشر، يمكن القول إنّ تفجير الانتحاريين أنفسهم بالتتالي يعني وجود مستوى عالٍ من الإعداد والتخطيط والمتابعة، بمعزل عما إذا كانت القاع هي الهدف المباشر لهم أو أنها كانت مجرد نقطة عبور للانتقال إلى مناطق أخرى،وفي كلتا الحالتين نحن أمام عمل نمطي يؤشر نحو تنظيم "داعش"، حيث تمّ استخدام نفس النمط في تفجيرات مدينتي جبلة وطرطوس السوريتين منذ فترة، باختلاف أنّ تفجيرات جبلة وطرطوس التي نفذها 11 انتحاريا احتوت على سيارت مفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات إضافةً إلى الانتحاريين المزودين بأحزمة ناسفة.
ومن خلال متابعة التفاصيل، يتأكد لنا أنّ حجم العبوات الناسفة لم يتجاوز الـ2 كلغ وعدد كبير من الكرات الحديدية لإلحاق أكبر ضرر بالمواطنين، وهذا ما يدل عليه شكل الإصابات ونوعيتها.

في الأبعاد والمخاطر لا بدّ من التعاطي مع المستجدات بالكثير من الموضوعية وبأعلى مستوى من الحرص على مقاربة الأهداف المباشرة وغير المباشرة للتفجيرات حتى لا نقع في فخ الفتنة، وهو برأيي الهدف الأكبر لقيادة الانتحاريين وهو أمر سنتعرض له في السياق بعد توصيف المرحلة، والتي برأيي يجب أن تدفع بمختلف فرقاء لبنان إلى مزيد من التوحد والتقليل من حجم الانقسام الحاصل حول طبيعة الصراع في المنطقة بمجملها ولبنان من ضمنها.

المؤكد وبنظرة واقعية أنّ ما نتعرض له هو خطر وجودي وليس مجرد خطر عادي يمكن تجاوز تداعياته بإجراءات روتينية، حيث يعتبر التكفيريون لبنان على مختلف مسمياتهم جزءًا من ولاية الشام وساحة جهاد وليس مجرد ساحة نصرة، كما أنّ قسمًا كبيرًا من قياداتهم يعتبرون أنهم تخطّوا مرحلة الإعداد وانتقلوا إلى مرحلة التمكين ولو في مراحلها الأولى، حيث لا يلزم أكثر من إطلاق الشرارة لتبدأ عملية التحشيد الكبرى من خلال استخدام القواعد الشعبية المؤمنة بفكرة الخلافة وبأنّ الصراع هو بين السنّة والشيعة، وربما كان اختيار القاع مدروسًا حيث يمكن بعد إحداث الفوضى وعدد كبير من الضحايا أن تتم عمليات انتقامية من مخيمات السوريين، ما يأخذ الأمور باتجاه الفوضى وهو أمر كافٍ برأيهم للاستخدام والتوظيف سواء مباشرة أو في الزمن القريب.

ولمن لا يعلمون، فموقع القاع الجغرافي يشكل عقدة ربط بين الجرود التي يتواجد فيها تنظيم "داعش" ومنطقة جوسيه وتاليًا القصير السورية، مع الإشارة إلى أنّ هذا السيناريو غير المجدي عسكريًا ولا يمكن من خلاله تحقيق سيطرة عسكرية يمكنه أخذ الأمور إلى الفوضى بمنطق الفعل وردة الفعل، التي إن حصلت كان يمكن أن نكون الآن في وضع مختلف تمامًا من حيث النتائج.

والمطمئن في الأمر حتى اللحظة هو أنّ المعلومات تشير إلى دخول الانتحاريين لبنان حديثًا ومكوثهم في البلدة نفسها بحسب آخر المعلومات، ما يخفف من التصويب نحو المخيمات كبؤر محتملة لتواجد الإرهابيين، ولا يلغيه كاحتمال يجب تثبيت النظرة بخصوصه وهي عدم التعميم بأنّ جميع من في المخيمات إرهابيين وعدم الذهاب إلى الاسترخاء الأمني، بل اعتبار أنّ المخيمات يمكن أن تضم إرهابيين وهو أمر حصل في عرسال بعد الهجمات على الجيش اللبناني حيث انطلقت الموجة الأولى للهجوم من مخيمين قريبين من مواقع الجيش وتم خطف الجنود، وهما مخيما "من هنا مرّ السوريون" و"التلاحم".

وإن كنت لستُ من الذين يحبذون التعاطي مع قضية المخيمات بأبعاد عنصرية وانتقامية، إلّا أني اعتبر بأنّ إجراءات محددة باتت ضرورية لتأمين أعلى مستوى من الأمن الوقائي تساهم في حماية لبنان والسوريين الوافدين إليه معًا، وذلك من خلال:

1- البدء بعملية مسح شاملة للسوريين والأجانب المتواجدين على الأراضي اللبنانية عبر استمارة استبيان تحتوي على الضروري من المعلومات، وتتولى البلديات كسلطة محلية تنفيذها أما بمبادرات ذاتية أو من خلال تعميم إداري يصدر عن وزارة الداخلية والبلديات، ويتم تسليم المعلومات بعدها لمخابرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى لاعتمادها كقاعدة بيانات تساهم في إجراء التحليلات والتقاطعات اللازمة للوصول إلى أعلى مستوى من الأمن الوقائي.

2- تخطي التجاذبات السياسية والشروع بالتواصل الفوري مع أجهزة الأمن السورية المختلفة كضرورة تحمي البلدين، حيث لم يكن ولا يمكن بأي وقت فصل الملفات وتفكيكها لارتباط البلدين بجغرافيا مشتركة ومشاكل ومخاطر واحدة.

3- البدء بحملة توعية عبر وسائل الإعلام وبالتواصل المباشر مع مخيمات الوافدين السوريين لشرح طبيعة المخاطر الناتجة عن الإرهاب وتحفيز روح المبادرة لديهم في التبليغ عن أي مشبوهين، وعلى أن تشمل الحملات أيضا المواطنين اللبنانيين، والتنبيه من مخاطر الانزلاق إلى اتهامات جماعية وممارسات غير مقبولة تجاه الوافدين السوريين وحصر الاتهام بمن يثبت عليه صفة الإرهابي.

إنّ حجم المخاطر الناتجة عن التفجيرات ونتائجها يقتضي أيضًا من البعض نظرة مختلفة في توصيفهم لطبيعة الصراع والابتعاد عن الرعونة والحماقة والولدنة السياسية في مقاربة قضايا تندرج ضمن الأمن الوطني والقومي، ويمكن تلافي نتائجها الخطرة بالتقليل والتخفيف من حجم التحريض بحجة الاختلاف، فالجميع في مركب واحد وغرق المركب يعني غرق الجميع.

المصدر: عمر معربوني - بيروت برس -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 29 يونيو 2016 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,501