<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
على طريق الرقة .. دمشق أنقذت موسكو من ‘‘كمين منبج‘‘ الأمريكي
2016-06-22
دام برس عاجل - ماهر خليل:
تراجعت وحدات الجيش السوري في اليومين الماضيين عن مواقع سيطرتها بين مفرق الرصافة والطريق الواصل إلى مطار الطبقة، بعد "ضغوطات انتحارية" تعرضت لها القوات المقتحمة من قبل عناصر تنظيم داعش، الذي استقدم مئات المقاتلين التابعين له من مدينة الرقة، والتي أشرك فيها "عناصر الحسبة" للمرة الأولى له منذ تأسيسه، ما يدل على الوضع الحرج الذي وصل إليه هذا التنظيم بعد ضغوطا عسكرية من الجانب السوري من جهة، والجانب العراقي من جهة أخرى، والتي انتهت بسيطرة الجيش العراقي على مدينة "الفلوجة" العاصمة الثانية للتنظيم في العراق بعد الموصل.
انسحابات الجيش السوري الأخيرة، تركت عشرات الأسئلة ورائها، ليس بما يخص انسحاب الجيش السوري وحلفائه من مناطق سيطرته والذي كان على وشك إسقاط مطار الطبقة نارياً ومن ثم السيطرة عليه بمسافة تقل عن 10 كلم فقط، لكن محور الأسئلة حقيقةً هو، كيف تمكّن التنظيم من استقدام قوة مؤازرة له من الرقة؟ ولماذا تزامن استقدام هذه القوة، مع توقف ميليشيات "قوات سورية الديمقراطية" الانفصالية عن التقدم باتجاه مدينة منبج، التي لا تقل أهميتها بالنسبة لداعش عن الرقة، كما أن إسقاطها والسيطرة عليها يعتبر ضربة كبيرة للتنظيم ونقطة تُرفع لحساب قوات "قسد" الانفصالية من جهة أخرى، ولماذا اختارت "قسد" التحرك عسكرياً بمحيط المدينة بدل من تنفيذ الاقتحام وسط انهيارات متتالية لدفاعات داعش و"انسحاب عناصره" بعد "معارك وهمية" أمام قوات "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة .. هل للتوافق الروسي - الأمريكي أي علاقة بالأمر ..؟؟
كثيرةٌ هي الأسئلة المطروحة حول ملف الرقة حقيقةً، لكن بالمحصلة، فقد كان هناك اتفاق أمريكي - كردي انفصالي لمنع إسقاط مطار الطبقة العسكري على مايبدو، فالخطة الأمريكية والتي وقع الجانب الروسي ضحيتها، كانت تقتصر على إشغال تنظيم داعش في مدينة منبج ريثما تستكمل القوات العراقية تقدمها باتجاه الفلوجة، وبعد السيطرة عليها، أي الفلوجة، تستكمل واشنطن عملياتها باتجاه "منبج" لتكون هناك معركة تحصيل حاصل بين الانفصاليين وتنظيم داعش، كي يتمكن أحد طرفي القتال إنهاك الآخر، وبالتالي تكون واشنطن "نفّست" الغضب التركي من التقدم الكردي على حدودها من خلال استنزاف "قسد" في محيط منبج، لكن التقدم السريع الذي حققه الجيش السوري وحلفائه باتجاه مطار الطبقة بدايةً، دفع الجانب الأمريكي لتسريع عملياته العسكرية في العراق وإنهاء وجود داعش في الفلوجة، لتقوم بعدها بوقف العمليات العسكرية باتجاه منبج بشكل شبه كامل، وإعطاء فرصة للتنظيم الإرهابي لدفع قواته باتجاه مدينة الطبقة علّه يتمكن من وقف العمليات العسكرية السورية باتجاه أبرز معاقله .. وهذا ما حصل ..
انسحاب الجيش السوري بحسب مصادر ميدانية باتجاه نقاطه في الرصافة كان مدروساً، أمام مئات الانغماسيين وعشرات السيارات المفخخة التي استخدمها التنظيم لوقف منجزات الجيش، فالثبات بالمواقع المُسيطر عليها سابقاً "انتحاراً"، فكان القرار بتنفيذ انسحاب على مراحل ترافق مع استهداف عناصر التنظيم المهاجمة وكسر عنصر المفاجأة هناك، خاصة وأن طريق العودة إلى مطار الطبقة بات مفتوحاً بالرغم من "الانسحاب المؤقت" للوحدات المقتحمة، لكن كان من المهم بالنسبة للجيش التقليل من خسائره أمام الجحافل الانتحارية، وهذا ما يعيدنا إلى "الخيانة" التي نفذتها واشنطن بحق موسكو ..
الكلام الروسي أول أمس عن "نفاذ صبرهم" من تأزم الوضع السوري ليس عبثياً، لكنّه جاء متأخراً في الحقيقة، حيث كان على الجانب الروسي الاستماع للنصائح السورية منذ إعلان "الهدنة الأولى" في ريف حلب .. وعشرات التحذيرات التي نقلها ضباط الجيش السوري للجنرالات الروس المواكبين للعمليات العسكرية إبّان "عاصفة السوخوي" الشهيرة، والتي حققت مكاسب كبيرة للجيش السوري أمام تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، لكن على ما يبدو أن موسكو فضّلت "حينها" إعطاء "مشاورات جنيف" فرصة على حساب الميدان السوري، لتقع بفخ "الهدن" المتتالية لاحقاً في مدينة حلب التي تعرضت لآلاف "القذائف الجهنمية" وريفها الذي خسر فيه الجيش وحلفائه عدداً من المناطق الإستراتيجية ..
هل تعود "عاصفة السوخوي" قريباً إلى سورية .. ؟؟، هو سؤال على لسان الشارع السوري عموماً، ليس تقليلاً من قدرة الجيش السوري على تحقيق المعادلة، وإنما لأن روسيا أضحت طرفاً "محارباً" على الأراضي السورية؟، وبالتالي بات مطلوباً منها الخروج بقرار نهائي، إما الاستمرار بالهدن على حساب الواقع الميداني السوري الذي يتغير أمام استقدام واشنطن ومعها دول الخليج وتركيا آلاف المقاتلين الجاهزين من كل أصقاع الأرض ليس لكسب معارك والسيطرة على مناطق إستراتيجية في سورية فقط، وإنما لإحراج الجانب الروسي وإخراجه من المعادلة السورية بخفّي حنين .. وإما اختيار "عاصفة سوخوي" ثانية أقوى من الأولى وأكثرها صرامة، لكسب التحدي الذي فرضته واشنطن عليها خاصة بما يخص مدينة حلب ..!!
زيارة وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" إلى سورية ولقائه الرئيس بشار الأسد، ومن ثم قيامه بجولة ميدانية على مواقع الجيش السوري والوحدات الروسية المرافقة له في ريف اللاذقية، وإنهاء الزيارة في ساحة مطار حميميم للاستماع على آراء الضباط المكلّفين بمراقبة "خرق الهدن" منهم وآخرين مكلفين بـ"تنفيذ "عاصفة السوخوي" القديمة، يعني أن الروسي فعلاً "نفذ صبره" بحسب رئيس أركان الجيش الروسي "فاليري غيراسيموف"، وبالتالي من المتوقع أن تغيّر روسيا من سياسة "النفس الطويل" الذي تمارسه أمام واشنطن، التي على ما يبدو فهمت الرسالة الروسية جيداً عندما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أمس، أن "الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من الحرب على العراق، في العام 2003، تؤكد عدم وجود حل عسكري للنزاع في سورية". وفهمكم كفاية ..
ساحة النقاش