<!--
<!--<!--<!--
عندما يصرخ أبو لهب في الحجاز وتجيبه حمالة الحطب .. سورية وأبناء الطلقاء
شبكة عاجل الإخبارية - علي مخلوف
01 حزيران 2016
من قاع صحراء الربع الخالي يخرج أبو جهل من حفرته طالباً المزيد من حروب الجاهلية، فتجيبه حمالة الحطب أن في هذا الزمان أحفاد لك حملوا إرثك وقالوا ما قاله أحد أحفاد الطلقاء "لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل"، ينادي أبو لهب مستصرخاً أباطرة الرذيلة أين لهب عاصفة حزمكم أيها الأحفاد، فيُجمع كل التمر والطين لإعادة صناعة تمثال لهبل لكن هذه المرة على شكل ملك بدشداشة! تتحول بقع النفط السوداء إلى مستنقعات تجتمع حولها أعراب الخليج وكأنها مضارب بطون قريش الحانقة على آل عبد المطلب، يصدر القرار البدوي أن لا إسلام إلا "الوهابية" ومن يخالف إرادة آل سعود "أنصاف الآلهة" فهو مرتد يتوجب إقامة الحد عليه.
في اليمن تشتعل أرض الزير سالم وكليب وملكة سبأ، وفي سورية يبكي زينون السوري وتبحث عشتار عن وشاح لتستر به عورتها بعد سبيها، أما في العراق فهناك كربلاء أخرى، وفي ليبيا يعود الزمن إلى عصر التتار وإغارة القبائل على بعضها، فيما تستمر مملكة الصرف الصحي وريثة النهج الجاهلي في إشاعة الفتن والحروب والأحقاد وتمويلها.
وفي آخر تصريحات أحفوريات الصحراء، قال وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، في جدة أن التدخل الدولي البري هو الذي سيحسم الوضع في سورية، مشيرا إلى أن بلاده كانت من أوائل الدول التي طالبت وستستمر في المطالبة بذلك، موضحاً أن موضوع التدخل البري قائم في أي وقت ولكن يحتاج إلى قرار دولي، مذكراً بأن نظامه مستعد لإرسال قوات خاصة ضمن تحالف دولي شرط أن يكون ضمن تحالف دولي كبير.
الجبير لم يوفر فرصة للتأكيد على إصرار الرياض بعملية برية عسكرية في سورية، ويعود ذلك لسببين الأول التأكيد على الموقف السعودي المتعنت غير القابل لأي تسوية دون رحيل القيادة السورية وعلى رأسها صاحب خطاب أنصاف الرجال الذي مرغ عكالات البدو بالوحل بعد حرب تموز 2006 بمعنى آخر هي حرب شخصية ، والسبب الآخر هو عجز تلك الأنظمة وعلى رأسها النظام السعودي الوهابي عن تحقيق أهدافه ميدانياً ففي ريف دمشق كانت عصابات جيش الإسلام وفيلق الرحمن وجبهة النصرة في اقتتال وخصام، وفي الشمال لم تستطع عصابة أحرار الشام وجيش السنة وغيرهما من تحقيق تقدم يُذكر ولم تنجح فكرة منطقة عازلة باتفاق سعودي ـ تركي، أما في إدلب فتكثر غلة الجيش العربي السوري من قتلى المسلحين وآخرها عشرات القتلى من حركة أحرار الشام، كما أن الحديث عن معركة تحرير الرقة ودخول الأكراد على الخط وغضب تركيا واستياء السعودية كل تلك الأسباب تجعل من الجبير يعيد التذكير بمطلب بلاده بشن عملية برية، وحتى الآن يبدو تنفيذ هذا الطلب مستحيلاً بوجود حلفاء سورية الأٌقوياء "روسيا وإيران" والمقاومة اللبنانية وتقدم الجيش العربي السوري.
أما فيما يخص استعداد الرياض لإرسال قوات خاصة ضمن تحالف دولي تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش، فهي مجرد كذبة ودليل على الضعف في ذات الوقت، كذبة لأن السعودية تدعم القاعدة والسلفيين في اليمن ضد الحوثيين، وتدعم المتطرفين كجيش الإسلام وحركة أحرار الشام وجيش السنة وكتيبة ابن تيمية في سورية، والأصوليين في الأنبار والفلوجة وباقي مناطق العراق، أما بالنسبة لدليل الضعف فهو اشتراطها أن يكون جنودها ضمن حلف دولي، على مبدأ الحلف الذي اشترته قبل عدوانها على اليمن، حيث لم تكن لتجرأ على القيام بخطوة عسكرية وهي وحيدة، وهو ما يفسر ضعفها وهشاشة قوتها المصطنعة إعلامياً، ومع ذلك يحاول أبناء الطلقاء في الحجاز المحتل أن ينالوا من سورية أرض التحضر والمدنية القديمة التي يكرهها أهل البداوة والتخلف.
ساحة النقاش