<!--
<!--<!--<!--
القتال على أسوار الكرملين أو فتح مغاليق الجليل!؟
السبت 14 أيار 2016
محمد صادق الحسيني - البناء
درع صاروخية في رومانيا!
ومناورات عسكرية في جورجيا!
ونشر قوات في أوروبا!
وإسقاط رأس مجموعة «بريكس» رئيسة البرازيل المعادية لـ«إسرائيل»!
والعمل ليل نهار وبدأب منقطع النظير لاختراق مطابخ صناعة القرار في كلّ من طهران ودمشق وبغداد ومحاولة التسلل إليها…
وأخيراً وليس آخراً اغتيال القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين ذو الفقار على أرض الشام غيلة وغدراً، في غزوة «إسرائيلية» سعودية تركية أردنية أميركية اتخذ قرارها في غرفة موك تحت جنح ظلام الرجعية العربية التي أذلّها ذو الفقار ورجال ذو الفقار وجيش سورية الأسد البشار على بوابات الشام…
لا يمكن وصف كلّ هذا إلا هجمة «إسرائيلية» أميركية مرتدّة وهجوماً معاكساً لثكالى التحالف الدولي ضدّ تحالف النصر الاستراتيجي المبين ومحاولة وقحة لاستفزاز محور المقاومة وإشهار التحدّي أمامه إنْ كان مستعداً للنزال الأكبر…!
إنه زمن شراء الذمم وتوظيف الوصوليين والانتهازيين والمنافقين والنفوذ عميقاً في مراكز صنع القرار على جبهة الخصم بكلّ أنواع الأسلحة الناعمة وما فوق الناعمة…
كلّ التقارير والإشارات والعلامات تفيد بما يقطع الشك باليقين بأنّ العدو الأميركي «الإسرائيلي» السعودي وأذنابه الصغار من إمارات أو مجموعات إرهابية مسلحة، قد قرّروا الضرب من تحت الحزام كما يُقال وأنهم لن يتوانوا عن الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك وأعمق إن لم يرد عليها بحزم…
تشويه صورة المقاومين والمناهضين لمشروع الفتن المتنقلة، وتجفيف منابعهم المالية، كما يفعلون مع حزب الله لبنان، وإن اضطروا إلى السطو عليها وسرقتها، كما فعلوا مع إيران الثورة الإسلامية، ومحاصرة ثورة العرب الأقحاح والسادة الشرفاء في اليمن الكبير، ومنع أهله من التمكن من مضايقه وموارده المائية والنفطية ومواقعه الجيواستراتيجية مرة بحجة النفوذ الإيراني ومرة بحجة التمدّد الشيعي، ودائماً لخدمة العدو الصهيوني ومشروعه التوسعي. كلها محطات تؤكد بأن العدو لم يذعن بعد إلى ضرورة التسليم لشروط المنتصرين الذين هم نحن. نعم نحن الذين أفشلنا مشروعهم الفتنوي، ومشروعهم التوسعي، ومشروعهم لكي الوعي العربي، ومشروعهم لإخضاعنا. بل وجعلناهم يتجرّعون كؤوس السم على بوابات وتخوم وأسوار عواصم المقاومة وسواحلها ومضايقها..
في مواجهة هذا الهجوم المعاكس لابدّ من مراجعة كل ما هو تسويات أو توافقات أو تفاهمات أو حتى مشاريع مفاوضات مع هذا العدو الوقح والمتبجّح وتلقينه دروساً أقسى وجعله يرتطم بصخرة عزيمتنا، وإلا فإننا نكون قد وجهنا رسائل خاطئة له ودفعناه إلى مزيد من التواقح وفتحنا له شهية التوسع أكثر فأكثر…
وبالمباشر وبصريح العبارة نقول: إذا لم توجه رسائل قوية ومباشرة وقوية وحازمة لكل من واشنطن والرياض وأنقرة ودائماً لتل أبيب، فإن على عواصم محور المقاومة أن تتوقع القتال في شوارع عواصمها وعلى أسوار مطابخ صناعة القرار فيها وليس في أرياف المدن السورية والعراقية وفيافي وجبال اليمن وسواحلها…
نعم علينا إعادة إحياء المقولة الأهم التي سبق واتفقنا عليها في المشهد الدمشقي الشهير بأن الدفاع عن أسوار دمشق والأمن القومي السوري وكذلك الدفاع عن تخوم بغداد وأسوار صنعاء هو الدفاع عن أسوار طهران وأسوار موسكو بل وبوابات الكرملين…
ولنتذكر جيداً قول أمير الحرب والسلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صاحب لقب الكرار وحامل سيف ذو الفقار: والله ما غُزي قوم في عقر دارهم إلا ذُلُّوا…!
وان العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم، كما تصرح أدبيات القرآن المجيد.
وإذا كنتم مصمّمين على الحوار مع هؤلاء الأوغاد، فلا بأس من ذلك، ولكن بشرطها وشروطها كما يقول المناطقة والعقلاء، وليكن لسان حالكم كحد أدنى لسان ذلك الحكيم الصيني القائل:
تكلّم بصوت منخفض وارفع عصاً غليظة..!
نعم إنه وقت رفع العصا الغليظة بوجه كل من يتجبّر علينا سواء مَن كان بيته محصّناً بدرع صاروخية أو أوهن من بيت العنكبوت…
وليكن زمام المبادرة بيدنا دوماً حتى يخرج أوباما من البيت الأبيض خائفاً يترقب، ولا يملك إرادة اتخاذ قرار غير قرار الإذعان…!
وهو أمر بات ممكناً ولا يحتاج سوى إلى قرار، نعم قرار الهجوم خير وسائل الدفاع…
ثمة مَن يسأل الآن: هل يُفضي اغتيال ذو الفقار إلى التلويح بأرض الجليل كإحدى خيارات جبهة المقاومة في الردّ على غرفة موك…!؟
وترجيحاته في ذلك هي:
إن «مَن يطمح بالمائة يضمن التسعين»، كما يقول المثل الإيراني الشهير.
وإن مَن عنده أحمد خاتم النبيين يملك كلّ الأنبياء، كما يقول مولانا جلال الدين الرومي.
بعدنا طيّبين قولوا الله…
ساحة النقاش