http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

روسيا في سوريا، مشاركة فاعلة أم استعراض قوة؟؟

الجمعة 13 أيار  2016

عمر معربوني - بيروت برس - 

يكاد يكون هذا السؤال هو الأبرز هذه الأيام، يطرحه الكثيرون كلٌّ من موقعه وبحسب معرفته، ومنهم من يسأله بصيغة هل روسيا معنا أو ضدنا؟ ومنهم من يذهب حد الاتهام بوجود شراكة مباشرة بين روسيا وأميركا، وأنّ الحضور الروسي في سوريا لا يعدو كونه مجرد حضور لتقاسم الحصص والأدوار، وغير ذلك من الأقاويل والعناوين التي تستند في معظمها إلى المشاعر والأحاسيس والانفعال وتفتقد إلى الرؤيا المتكاملة وربط المسارات التاريخية والسياسية، ولأنّ التعرض لأي موضوع يحتاج استعراضه لمعطيات دقيقة وليس توظيفًا لأدوار ورغبات، فالكلام عن الدور الروسي في سوريا يجب أن ينطلق من طبيعة المعركة الحاصلة وأهداف مطلقيها والى أين وصلت.

بدايةً،لا بدّ من التذكير أنّ روسيا الاتحادية الحالية هي الدولة التي برزت على أنقاض الإتحاد السوفياتي السابق،والذي كان لأميركا والصهيونية دورٌ أساسي وكبير في انهياره، وكما كان الإتحاد السوفياتي هدفًا للأميركيين فمن الطبيعي أن تكون روسيا الصاعدة هدفًا.
وبرأيي أنّ تصدي روسيا للقيام بدور ما في سوريا هو بحد ذاته حضور استباقي يشبه إلى حد كبير وجود حزب الله في سوريا، والذي يجب أن نتذكره أيضًا أنّ روسيا هي في موقع الدفاع وليست هي من أطلق الحرب على سوريا، وما تفعله روسيا في سوريا هو الدفاع عن مجالها الحيوي.
وإن كنت من الناقدين لبعض السلوك الروسي حول توقيت تخفيض القوة الجوية، وهو في كل الأحوال تدبير جزئي ولا يرقى إلى مستوى الخطأ الإستراتيجي لمجموعة من الاعتبارات نعلم بعضها ونجهل اغلبها، فقد يكون هذا التدبير مرتبطًا بحراك سياسي وهو شبه مؤكد ودهاء يهدف إلى استنفاذ الأوراق السياسية، وهو ما سنتبيّنه في قادم الأيام، علمًا بأنّ الكثير من الكلام حول القدرة الجوية الروسية في سوريا بما فيه كلام لمسؤولين أميركيين أنّ ما فعله الروس هو تبديل نوعية الطائرات، حيث خفضوا من بعض أنواعها واستقدموا أنواعا أكثر قوة وحداثة كحوامات مي 28 وكاموف 52، بالإضافة إلى حوامات ال مي 24 التي استقدمت في بداية الدخول الروسي، وإبقاء عدد القطع البحرية على ما هو عليه إضافة إلى بطاريات أس 400 المضادة للطائرات.

في الجانب العسكري أيضًا، سجل الميدان السوري حضورًا لأسلحة روسية نوعية كالدبابات تي 90 ولو بأعداد قليلة ومنظومات الحرب الإلكترونية ومعدات كسح الألغام وكشفها، وبعض المنظومات الصاروخية كالسميرتش بي إم 30 وغيرها من المنظومات.
الجدير ذكره أيضًا أنّ الخبراء الروس استكملوا تدريب آلاف الكوادر السوريين في مختلف صنوف الأسلحة، وقاموا بتحديث حوامات ال مي 24 السورية وطائرات الميغ 29، كما أجروا بعض التعديلات على طرازات أخرى كالسوخوي 24 التي يمتلك منها سلاح الجو السوري حوالي 20 طائرة.
هذا في الجانب العسكري، أما في الجانب السياسي فحتى اللحظة تبدي روسيا الكثير من الالتزام في الدفاع عن الدولة السورية في كل المحافل الدولية، وهو بحد ذاته أمر لا يقل أهمية عن الجانب العسكري.

وإذا ما استعرضنا طبيعة الهجمة التي تتعرض لها روسيا، سواء من بعض الجمهوريات السابقة للإتحاد السوفياتي أو من البحر الأسود أو من دول أوروبا الشرقية السابقة أو من أوكرانيا، مضافًا إلى ذلك الضغوط الاقتصادية عبر تخفيض سعر النفط والعقوبات المفروضة على روسيا، فمن الطبيعي في ظل هذه الهجمة أن تعمد القيادة الروسية إلى التعاطي مع الأمور بعقل بارد آخذة بعين الاعتبار كل هذه الضغوط.
في سوريا لا يستطيع أحد أن ينكر أنّ الإنجازات التي تحققت في أرياف اللاذقية وأرياف حلب وبعض مناطق الغوطة الشرقية ما كان لها أن تُنجز لولا الدعم الروسي المباشر، وهي إنجازات أثّرت كثيرًا في خرائط السيطرة وأعطت الدولة السورية دفعًا كبيرًا في المحافل الدولية والدبلوماسية، إضافةً إلى أنّ نقاط سيطرة الجيش السوري حاليًا هي نقاط ارتكاز هامة تؤهله لخوض المعارك بكل أنماطها سواء الدفاعية أو الهجومية التي يعود أمر تقريرها لظروف الميدان وحاجاته.

في البعد الرئيسي، إنّ مجرد صمود سوريا لخمس سنوات متتالية هو بحد ذاته انتصار كبير خصوصًا أننا نعلم طبيعة الهجمة وقدراتها اللامحدودة، فكيف إذا استعرضنا حجم الإنجازات الكبيرة التي حصلت خلال هذه المواجهة الكبيرة، والتي ستستمر وتتصاعد في ظل مشهد إقليمي ودولي مستشرس ومأزوم سواء في تركيا التي تعيش إرهاصات أزمة نظام بأكمله، وهو موضوع سنخصص له مقالًا خاصًا قريبًا،

والسعودية المتورطة في رمال اليمن والعاجزة عن إسقاط سوريا والتي بدورها ستشهد أزمات وليس أزمة في داخلها.
وبالعودة إلى الدور الروسي في سوريا الحاضر منذ بداية الحرب وبقوة، والذي لولاه لكنا في مسار آخر ومشهد آخر، علينا أن نتحلى بالصبر والعزم وأن نقدّر المصاعب والضغوطات التي تواجهها روسيا ومنها بسبب موقفها من سوريا ودورها فيها، مع احتفاظنا طبعًا بحق النقد لبعض السلوكيات التي قد تكون بسبب تناقض المصالح الجزئية وهو أمر طبيعي بين الحلفاء والأصدقاء.

المصدر: عمر معربوني - بيروت برس -
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 16 مشاهدة
نشرت فى 14 مايو 2016 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,037