<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
ذو الفقار.. بدر المقاومة وحارس أمجادها!
الجمعة 13 أيار 2016 14:57
عباس الزين - بيروت برس -
على طريق القدس تسقط الدماء، بوصلةً لمن يودٌّ العبور نحو الحرية، علينا فقط أن ننظر إلى اتجاه السائرين، نتبعهم بكل ما لدينا من ثقة بهم، وبأنَّ فوهة بندقيتهم طريقنا الوحيد، وعروجهم ضمانة بقاء قضيتنا على قيد الحياة. تمكن مصطفى بدر الدين من هزيمة الموت أخيرًا، قتله بالشهادة، لم يكن ذو الفقار شبحًا كما تخيله البعض، لا، بل هو أسمى الحقائق التي لا يمكن تكذيبها، سنواتٌ مضت تنقّل المجاهد الشهيد من الجنوب، البقاع الغربي ومن ثم سوريا، غير ما خُفي، لا يعلمه إلا الله والأقربون، حاملاً بندقيته متوكلاً على ربه، ساعيًا إلى النصر أو الشهادة، لا خيار ثالث للعظماء أمثاله، وهو اعلم الناس بأن الأرض التي ترتوي بالماء لتنبُت، لا ترويها إلا الدماء لتبقى.
حاولوا بشتّى الوسائل الانتقام من الشهيد مصطفى بدر الدين، حسبوه انتقامًا يليق بالهزائم التي ذاقوها بفضل سواعده، إلا أن عطاء الشهيد يبقى شاهدًا على هزيمتهم، وإن وصلوا إليه جسدًا، لن ينالوا من تاريخه، وما جهزه لهم في المستقبل، كان الشهيد ذو الفقار المطلوب الأول للمخابرات الأميركية والإسرائيلية بعد استشهاد رفيق دربه عماد مغنية، وعندما عجزوا عن الوصول إليه، حرّكوا المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق حريري نحو اتهامه بالضلوع بعملية الاغتيال، كان الهدف من ذلك واضحًا، في تشويه صورة الشهيد ذو الفقار، وتسييس المحكمة الدولية بما يخدم المصالح "الإسرائيلية"، بيد أن هذا الاتهام الباطل لم يمنع الشهيد بدر الدين من الاستمرار بنضاله وجهاده ضد الصهيونية وأدواتها من المجموعات التكفيرية في سوريا، مستسخفًا قرار محكمة دولية، حاولت النيل من سمعته، التي لا يسعى إلى النيل منها، إلا من يزعجه أي فعلٍ مقاوم ضد "إسرائيل"، ولا يصدّقها إلا من استسلم للغباء والحقد.
الشهيد ذو الفقار من مواليد 1961، ارتبط اسمه منذ بداياته بالعمل المقاوم ضد الكيان الإسرائيلي، فمنذ العام 1983 وحتى أوائل التسعينيات، سُجن بدرالدين في الكويت وعاد بعدها إلى لبنان ليُساهم في قيادة المقاومة العسكرية في نضالها لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي والذي استُكمل في 25 أيار من العام 2000. عاش الشهيد ذو الفقار كل فترة حياته الجهادية متواريًا عن الأنظار والإعلام، كانت سوريا طريقه الأمثل في مواجهة المؤامرات الصهيونية، حيث أنهى السيد مصطفى بدر الدين حياته شهيدًا كما وعد، خاتمًا مسيرة مشرقة من العمل النضالي ضد الغطرسة الأميركية، المتمثلة بالصهيونية وأدواتها في المنطقة، ليؤرّخ التاريخ لشهيدٍ ارتبط اسمه بالمقاومة كارتباط الأم بولدها، عاشها وعايشته في كل تفاصيل حياته، كان حصنًا منيعًا لها، وسيبقى اسمه شعارًا ترفعه، ورايةً حملها لن تسقط.
تقبّل حزب الله خبر استشهاد المجاهد مصطفى بدر الدين بالصبر والتسليم لقضاء الله وقدره، بالإضافة للتبريك بالشهيد الجديد الراحل إلى من سبقه على نفس الدرب، مفتتحًا البيان الذي زفَّ به الشهيد ذو الفقار، بالعهد الذي قطعه على نفسه، انه "لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر". وأضاف حزب الله في بيانه إنه "القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين (ذو الفقار). وها هو اليوم عاد شهيداً ملتحفاً راية النصر الذي أسّس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا والتي تشكّل رأس الحربة في المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة"، متابعًا انه "وبعد حياة حافلة بالجهاد والأسر والجراح والإنجازات النوعية الكبيرة يختتم السيد ذو الفقار حياته بالشهادة، ويلتحق بقافلة الشهداء القادة رضوان الله عليهم، ومنهم رفيق دربه وجهاده وحبيب عمره الشهيد القائد الحاج عماد مغنية (رحمه الله)".
وفي سياق التحقيقات الأولية، أكد حزب الله أن "انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) وإصابة آخرين بجراح"، لافتًا إلى أن "التحقيق سيعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي"، مشيرًا إلى انه سيعلن عن "المزيد من نتائج التحقيق قريبا". وفي وقتٍ لاحق، أعلن الحزب أن موعد تشييع الشهيد القائد هو اليوم (الجمعة) عند الساعة الخامسة والنصف عصراً. وستبدأ مراسم التشييع في الضاحية الجنوبية من قاعة «الحوراء» في منطقة الغبيري إلى مثواه الأخير في روضة الشهيدين، بجانب الشهيد القائد عماد مغنية.
ساحة النقاش