<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
تحرير "القريتين" السورية: إزالة تهديد داعش عن لبنان بنسبة ثمانين بالمئة
رشا أبي حيدر = الميادين نت
صحافية وأستاذة جامعية. عملت في كل من صحيفة "السفير" و"الأخبار" اللبنانيتين. بدأت بتغطية الحرب في سوريا منذ العام 2013 وفي رصيدها عدد من الأفلام الوثائقية. أين ستّتجه الأنظار بعد القريتين؟ تؤكّد مصادر ميدانية للميادين نت بأن الجيش السوري والمقاومة سيكملان العملية العسكرية لتحرير مناطق القلمون الشرقي من المسلّحين التي تشكّل خطراً على حدود لبنان، بالتوازي مع جهد عسكري رئيسي شرقاً باتجاه السخنة، لحين العملية الكبرى نحو دير الزور والرقّة حيث معقل التنظيم.
بتحرير القريتين تم ضرب مخطط داعش في العبور إلى السلسلة الشرقية اللبنانية
لا تقتصر تداعيات تحرير مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي على سوريا فحسب. بل لهذا الإنجاز تداعيات وتأثيرات إيجابية وهامّة على لبنان بشكلٍ كبير، خصوصاً أن المدينة كانت تشكّل الحلقة الوصل والأهم للعمليات الإرهابية في لبنان. أما اليوم، فإن السيطرة على القريتين "أزالت تهديد خطر داعش الإرهابي على لبنان بنسبة 80 في المائة" بحسب ما قال مصدر أمني متابع للميادين نت. قبل دخول مسلحي "داعش" إلى المدينة، كانت القريتين تشهد مُصالحة وشبه هدنة بعيداً عن الأحداث في باقي المناطق. وفي آب/ أغسطس 2015، وبالتنسيق مع بعض الخلايا النائمة الموجودة في المدينة، شنّ مسلحو التنظيم هجمات انتحارية على مواقع وحواجز للجيش السوري، فانسحب الجيش واتخّذ "داعش" منذ ذلك الحين المدينة مركزاً له. ولم يكن عبثاً بسط "داعش" سيطرته على تلك المدينة القريبة من أتوستراد دمشق – حمص، والتي تشكّل بوابة العبور إلى الشرق السوري، دير الزور والرقة وإلى لبنان في الوقت نفسه. فهي شكّلت حلقة الوصل في نقل الانتحاريين باتجاه السلسلة اللبنانية الشرقية ومنها إلى المناطق اللبنانية. كما أنها سهّلت أيضاً وصول السيارات المُفخّخة باتجاه أحياء حمص وخصوصاً إلى حي الزهراء. مصدر أمني متابع قال للميادين نت، إن عملية تحرير القريتين "ستكون لها تداعيات ممتازة على لبنان"، مضيفاً أنه "تم ضرب مخطط داعش في العبور إلى السلسلة الشرقية اللبنانية من خلال القريتين والذي كان يعتمد بشكل كبير على وجوده في تلك المدينة". وكان تنظيم "داعش" في مدينة القريتين يخضع "لولاية دمشق" في تركيب التشكيلات الجهادية"، وهو على تنسيق مع "ولاية حمص"، وكلاهما كانتا تتلقيان التعليمات من "ولاية الرقة" بشكل مباشر بشأن الملف اللبناني في ما يتعلق بالعمليات الانتحارية. وبعد تحرير القريتين، هرب مسلحو "داعش" باتجاه ثلاث قرى هي الحفير ومزرعة غدير وجبل روس الطوال في القلمون الشرقي. وبإمكان مسلحي "داعش" التسلل مشياً على الأقدام وبأعداد صغيرة جداً باتجاه أتوستراد دمشق –حمص الدولي ومن ثم إلى جرود قارة وبعدها الى جرود رأس بعلبك والقاع اللبنانية. غير أن مصدراً في المقاومة قال للميادين نت "إن هذا المربّع الذي بإمكان المسلحين التسلّل منه مراقب من قِبَل الجيشالسوري والمقاومة". ويؤّكد "أنه سبق وتم استهداف عدد من المسلحين أثناء محاولتهم التسلّل باتجاه جرود قارة والجرود اللبنانية".
يُضيف المصدر نفسه، "تحرير القريتين قطع الأمل لدى داعش في وصول الإمداد لمسلحيه من الشرق السوري وتحريرها مهم للبنان كثيراً، أكثر من تدمر". وعن السلسلة الشرقية اللبنانية وانتشار "داعش" فيها، يصف المصدر نفسه بأن "وضعهم صعب كثيراً الآن خصوصاً بعد قطع الشريان الرئيسي لهم من جهة، والصراع اليومي مع جبهة النصرة من جهة أخرى" مضيفاً إن "كل آمالهم وخططهم في تهديد لبنان بالويل والثبور ضربت تماماً". تبقى إذاُ قرى صغيرة تحت مرمى نيران الجيش السوري والمقاومة في حال تسلّل مسلحو داعش منها باتجاه السلسلة الشرقية اللبنانية. في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، أدّت عملية استخباراتية نوعية لجهازي الأمن السوري وأمن المقاومة إلى قتل المسؤول عن نقل الانتحاريين في تفجيرَي برج البراجنة الإرهابيين في ضاحية بيروت الجنوبية الإرهابي عبد السلام عبد الرزاق الهنداوي المُلقّب "بأبو عبدو"، في منطقة واقعة بين مدينة القريتين وأخرى قريبة من الحدود اللبنانية. وقد عمل عبد السلام لسنوات كمنسقٍ أساسي في "داعش" لنقل الانتحاريين من منطقة الرقّة السورية إلى تدمر باتجاه بلدة القريتين، ومن ثم إلى داخل الأراضي اللبنانية عبر المعابر غير الشرعية والجرود ولا سيما جرود القاع. لا شكّ في أن تحرير مدينة القريتين يشكّل هزيمة معنوية كبيرة لـ"داعش"، وهو خطوة كان لا بدّ منها من قِبَل الجيش السوري والمقاومة بعد تحرير مدينة تدمر. أين ستّتجه الأنظار بعد القريتين؟ تؤكّد مصادر ميدانية للميادين نت بأن الجيش السوري والمقاومة سيكملان العملية العسكرية لتحرير مناطق القلمون الشرقي من المسلّحين التي تشكّل خطراً على حدود لبنان، بالتوازي مع جهد عسكري رئيسي شرقاً باتجاه السخنة، لحين العملية الكبرى نحو دير الزور والرقّة حيث معقل التنظيم.
ساحة النقاش