<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
إلى السيد رئيس الحكومة المغربية: كفى من تغليف جبنك بالعنتريات الكاذبة
أخبارنا المغربية = نورالدين الطويليع
أخرجتك عن طورك، سيدي، المذكرة الجوابية لوزير المالية بخصوص ملف الأساتذة المتدربين، وجعلتك ترغد وتزبد وتضرب أسداسا في أخماس، وترثي التضامن الحكومي الذي يبتغي "من لا خلاق لهم" شق بنيانه المرصوص، وتلوم السيد محمد بوسعيد على اقتراف جناية تجاوزك وعدم التشاور معك، وهو يرد على مراسلة حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، التي تلقيت أنت كذلك نسخة منها.
جميل، سيدي رئيس الحكومة، أن تغضب هذه الغضبة المضربة لوجه صرح رئاسة الحكومة، لكن ليس في هذا السياق...، انتظرت منك شطر أو نصف شطر هذا الغضب حينما سبحت أجساد أساتذة الغد في برك الدماء، وبعدما هشمت رؤوسهم وكسرت أطرافهم، بيد أنك لذت بالصمت بداية وأجبت من استفسرك عن الموضوع قائلا: "ما غاديش نجوبك"، قبل أن تقرر الهروب إلى الأمام بتصريح فلكلوري مضحك عومت من خلالها القضية بإسقاط الطائرة وإسهاب ممل في الحديث عن واجب احترام رجال الأمن الذين لم تكن تتورع جريدتك "التجديد"، وأنت رئيس تحريرها آنذاك، في وصف تدخلاتهم في حق الأطر المعطلة وغيرها،أيام المعارضة، بالهمجية، وتدعو ويدعو حزبك إلى ضرورة فتح قنوات الحوار في وجه المحتجين واحترام دماء المغاربة بالتخلي عن المقاربة الأمنية.
انتظرت، سيدي، انفجار مشاعرك الإنسانية كإنسان، وليس فقط كرئيس حكومة، تجاه مشهد تعنيف الأساتذة المتدربين في أكثر من موقع، لكن بغيتي باءت بخيبة أمل كبيرة، لأن الإنسان الذي يسكن بداخلك التهمه، ربما، حرص شديد على المنصب الذي ظللت طوال عمرك تلهث وراءه، ولم تصدق حصولك عليه في خريف العمر، وانتشاله إياك من وحل الظل، ومن مدخول شهري يعد بالآلاف كما قلت أنت، ليجعلك في قلب الشهرة بوجه تنعكس على مراهمه الأضواء الكاشفة، وجيب تدس فيه بداية كل شهر ملايين السنتيمات، فلا حاجة لك إذن في إنسانية قد تجني عليك وتعيدك القهقرى إلى سالف عهدك الغابر، وإلا فأجبني عن السبب الذي جعلك تطبق فمك وتعرض عن مؤاخذة وزير الداخلية عبر بيان على شاكلة بيانك هذا؟ لماذا لم تتباك على صلاحياتك المنتهَكَة بهذا الصدد؟ لماذا لم تذكر السيد وزير الداخلية بأنك أنت رئيس الحكومة، ولا يحق لأحد أن يتقمص دورك ويتخذ القرار دون الرجوع إليك؟
لا أريد منك جوابا لأنني بكل بساطة أعلم أنك جبان، ولا تملك شجاعة الحديث في هذا الموضوع، وكأن روح بالشاعر العربي القديم قد أحيطت علما بحقيقتك، فنظم فيك هذا البيت الشعري:
تركت أبناءنا تدمى كلومهم..... وجئت منهزما يا ضرة الجمل
يكفيك فقط أن تخرج علينا راقصا، راويا النكت والمستملحات، متفوها بعبارات "الاستبهام الجنسي" التي لا داعي لذكرها في هذا المقام احتراما لقرائي الكرام، يذكرني حالك هذا بأحد مزاحي العرب وفكاهييهم، يكنيه الناس أبا دلامة، كان الخليفة أبو جعفر المنصور يستأنس بحديثه ويمضي به الوقت، وقرر يوما أن يختبر شجاعته و قدرته القتالية، فطلب منك أن يخرج لمنازلة فارس أمام قصره، وما إن اقترب منه حتى وضع سيفه وفر هاربا، وهو يصيح: والله إنك لتعلم أني أكره الموت على فراشي، فكيف تقتلني هنا؟، مغادرتك رئاسة الحكومة بالنسبة إليك موت محقق، فأنت كأبي دلامة هذا لا يصلح إلا أن يكون بطلا في كل ما ذكرت، أما ميدان رئاسة الحكومة فمن سابع المستحيلات أن تكون فيه بطلا.
تستطيع أن تفتح فمك فقط بقهقهاتك الممجوجة إذا تعلق الأمر بالفئة المغلوبة على أمرها التي لا تتورع عن نفث سمك الزعاف فيها، وإنزال حقدك عليها، وممارسة فنون الشجاعة الكاذبة في مواجهتها بالإجهاز عليها وعلى ما تبقى من كرامتها المهدورة،ثم تنتقل مباشرة لتقمص دور النعامة التي تدس رأسها في التراب،كلما تعلق الأمر بالخطوط الحمراء للطبقة العليا وبأسيادك الذين لا تملك إلا أن تطأطئ الرأس في حضرتهم، وتظهر أمامهم بمظهر من لا حول له ولا قوة، وما موضوع صندوق دعم العالم القروي الذي منح السيد وزير المالية نفسه صلاحية صرف ملياراته السمان لوزير الفلاحة عزيز أخنوش، ولم تنبس فيه ببنت شفة، ولم تتحدث على ضوئه عن انقلاب مدبر على رئاسة الحكومة، لأن السيد أخنوش من علية القوم الذين لا يمكنك بأي حال من الأحوال أن تظهر أمامهم(بسالتك)،وبلغ بك الجبن مبلغه حينما تخليت عن الإعلامي الذي نصب نفسه مدافعا عنك، لفرط جهله بنفسك الجبانة، فأعطيت للرجل الضوء الأخضر لمقاضاته وجرجرته في المحاكم، حتى يذوق وبال أمره، ويعرف واجب توقير الكبار وتبجيلهم كما تفعل أنت.
ولست بحاجة إلى أن أذكرك بمن وصفتك وأعضاء حكومتك بالأطفال الصغار الذين مازالوا في حاجة ماسة إلى حفاظات، فرددت عليها بالمجاملات والمدح والإطراء كلما جمعتك وإياها المجامع.
انبطاحاتك، سيدي، أمام الكبار عصية عن العد والإحصاء، وجرأتك على الصغار لا حدود لها، كأنك تبحث من خلال هذا عن تحقيق التوازن وعن عزاء نفسي كاذب لهزائمك النكراء أمام الأسياد، تحاول تدثير انهزاميتك في أرض المعركة الحقيقية، أرض محاربة الفساد، بقوة كاذبة تسلطها علينا وتذكرنا من خلالها بأنك رئيس الحكومة، وكأني بك تطبق نصيحة الشاعر العربي:
إذا لم تستطع شيئا فدعه..... وجاوزه إلى ما تستطيع
حالك، سيدي، يشبه حال ذلك "الفارس" الرعديد الذي يخاف من اقتحام الصفوف الأمامية، ويظل طوال المعركة مختبئا متواريا عن الأنظار، منتظرا الفرصة للإجهاز على جريح مثخن بجراحه، ليسجل اسمه ضمن من أبلوا البلاء الحسن، وهذه ليست بأخلاق الرجال كما علمني أسيادي العرب في جاهليتهم وقبل إسلامهم حتى..الذين اشترطوا في القائد أن تكون له القدرة على مواجهة الكبير قبل الصغير، والقوي قبل الضعيف، والوجيه قبل المغمور، وأظن أنه لو قدر لأحدهم أن يقوم من قبره ويطلع على ازدواجيتك الصارخة القائمة على العنترية حينا والهوان أحيانا، لنظم فيك قصيدة هجائية تطفح بمعجم الجبن والغدر والتنكر للقيم العربية وانتحال صفة الضباع التي لا تتورع عن التهام الميت، ولا عن أكل جزء من الحي، وتبقى على مسافة بعيدة كلما تعلق الأمر بمن هو أقوى منها.
ساحة النقاش