<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
مفاوضات جنيف لن تنته "بتبويس" اللحى .. وإنما "حلقها"
17 آذار ,2016 06:09 صباحا
عربي برس _ صحف: رأي اليوم
متابعة المفاوضات التي تجري حاليا في جنيف بين وفد الحكومة السورية ووفود المعارضة "متعة" لا تضاهيها أي متعة أخرى، خاصة إذا تعلق الأمر بالتصريحات التي أدلى بها رؤساء الوفود، أو حتى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، أو مساعديه، والأمر المؤكد أن هذه الجولة من المفاوضات لن تنته "بتبويس" اللحى على عادة معظم اللقاءات العربية، وإنما "حلقها".
السيد بشار الجعفري، رئيس الوفد الحكومي المفاوض، فاجأ الجميع عندما أكد الأربعاء، رفضه التفاوض مع وفد معارضة الرياض إلا إذا اعتذر "كبيره" محمد علوش عن تصريحات قال فيها"إن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل الأسد أو موته"،وأضاف السيد الجعفري أن عليه، أي علوش، أن يسحب تصريحه من التداول أيضاً واتهمه بأنه إرهابي، ينتمي إلى فصيل إرهابي، أي "جيش الإسلام".
رد علوش برفض الاعتذار كان متوقعاً، ولا نعتقد أنه سيحلق لحيته "الكثة"،رغم أنه لم يقل ذلك، ولكنه قال أن"النظام السوري يتهم 15 مليون سوري بالإرهاب".المفارقة الأكبر، إلى جانب هذا التلاسن الخارج عن النص الدبلوماسي، هو ما قاله السيد رمزي عز الدين مساعد المبعوث الدولي دي ميستورا، بأن الأيام الثلاثة من المفاوضات حققت تقدماً، وأنها ستركز في المرحلة المقبلة على موضوع هيئة الحكم الذاتي.لا نعرف كيف يمكن، وفي ظل هذه الأجواء الصدامية، أن ينخرط الطرفان، النظام والمعارضة، وخاصة تلك القادمة من الرياض، في حكومة مشتركة أولاً، والاتفاق على صلاحيات هذه الحكومة ثانياً، والاستمرار في التفاوض وجهاً لوجه ثالثاً.
إضافة السيد الجعفري لشرطي الاعتذار وحلق الذقون، سيطيل من أمد المفاوضات، وسيبعدها عن أهدافها الحقيقية، ويكشف عن تصلب الوفد الرسمي بموقفه، والتأكيد بأن مقام الرئيس الأسد خط أحمر لا يمكن السماح بالمس به، مما يعني أن تعليمات السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري للوفد المفاوض التي طرحها في مؤتمره الصحافي الذي عقده يوم السبت الماضي ما زالت سارية وموضع التزام كامل.
ماذا لو رفض علوش الاعتذار فعلا،ً وأبقى على لحيته، فهل سيحزم الوفد الرسمي السوري حقائبه ويغادر فندقه عائداً إلى دمشق؟ لا نملك الإجابة على هذا السؤال، وكل ما يمكن أن نقوله أن مهمة المبعوث الدولي دي ميستورا شاقة للغاية، ومحفوفة بالمخاطر، لأن الروحية التي جاء بها الوفد السوري الرسمي إلى جنيف "انتحارية" الطابع، ولأن وفود المعارضة السورية تتناسل، وتتزايد بمضي الوقت، وكل وفد يمثل جهة ما، فهناك وفد الرياض، ووفد موسكو، ووفد القاهرة، وجميعهم يتواجدون في جنيف، ولا نستغرب وصول وفد مجلس سوريا الديمقراطية الذي يضم حركة قمح (هيثم مناع)، والاتحاد الديمقراطي الكردي، وأحزاب أخرى في أي لحظة، فكيف يمكن التوصل إلى "تفاهمات" وسط هذه الغابة من التعقيدات الولاءات المتعددة؟سنراقب في الأيام المقبلة تطورات الخلافات و"لحى" و"ذقون" المشاركين لاستطلاع ملامح المرحلة المقبلة، ونحكم سلباً أو إيجاباً على مدى نجاح هذه المفاوضات أو فشلها.
ساحة النقاش