<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
ما هو دور أمريكا في إشعال التوتر بين السعودية وإيران؟
10 كانون الثاني ,2016 18:18 مساء
عربي برس - وكالات
خلت السياسة الخارجية الأمريكية دائرة الاتهام، بإشعال التوتر بين المملكة السعودية وإيران، واختلفت تقديرات الدوائر السياسية في الغرب، بين الدور المباشر وغير المباشر للسياسة الأمريكية في الأزمة بين الرياض وطهران.
وترى مراكز دراسات سياسية وإستراتيجية في لندن، أن غموض الدور الأمريكي في المنطقة شجع كلا من الرياض وطهران على إتباع سياسات إقليمية أكثر حزما، خاصة أن العداء المتنامي بين إيران والسعودية يهدد بتعميق العديد من الأزمات، التي يعانيها الشرق الأوسط.
وأشار معهد دراسات وأبحاث الشرق الأدنى في باريس إلى أن التوتر بين الرياض وطهران جزء من تداعيات السياسة الأمريكية في المنطقة، لاسيما أن إدارة الرئيس أوباما تقاربت مواقفها مع الحكومة الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني، وقاد ذلك إلى رفع الحظر الدولي عن إيران، وهو أمر لا يمكن أن يرضي السعوديين.
وقنلت وكالة الأنباء الألمانية عن الباحث الألماني في أكاديمية العلوم السياسية، هيلموت أودلف، تأكيده أن عدم قدرة إدارة أوباما على تبني سياسات واضحة في المنطقة، التي تعج بالأزمات، منحت مجالا لكثير من سوء الفهم من جانب اللاعبين الإقليميين، وبينما تعمل إدارة أوباما على التأثير على الرياض، فإنها تتعامل بحذر مع طهران، خشية الإضرار بالاتفاق النووي، الذي يدخل الآن مرحلة التطبيق الأولية الدقيقة، مضيفا إن سلوك واشنطن يؤثر على الخصمين، لكن ليس بالطريقة التي ترغب هي فيها الولايات المتحدة.
وجاء تحليل الدبلوماسي الفرنسي، أندريه فرانسيس، أكثر وضوحا في تحديد الدور الأمريكي، الذي ساهم في تسخين أجواء الأزمة بين السعودية وإيران، مؤكدا لصحيفة ليبراسيون الفرنسية، أن واشنطن بادرت بإدانة تنفيذ حكم الإعدام في المواطن السعودي الشيعي، دون تقدير لظروف المحاكمة والاتهامات الموجه لرجل الدين نمر النمر، وهو ما اعتبرته إيران دعما لموقفها ضد السعودية، وفي المقابل أثار موقف واشنطن استياء الرياض، وعجزت السياسية الخارجية الأمريكية عن وضع تقديرات صحيحة للأزمة منذ بداياتها، ما ساهم في إشعال الأزمة بين الرياض وطهران.
وأوضح الدبلوماسي الألماني، أن واشنطن وبشكل مباشر أو غير مباشر لعبت دورا في أزمة التوتر بين الرياض وطهران، ولم تتحرك لاحتواء التوتر الناجم عن شأن داخلي سعودي بالحكم على أحد مواطنيها، خاصة أن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا أن السعودية ترى في إيران تهديدا إقليميا متزايدا، وتسعى إلى إثارة السكان الشيعة في دول الخليج العربية ومناطق أخرى، وتصدير نمطها من «الثورة الإسلامية».
وترى إيران في السعودية «خصما لدودا» يقمع المعارضين الشيعة في الداخل، وفي كل مكان بمنطقة الخليج، ويسعى للإطاحة بحليف إيران في سوريا الرئيس بشار الأسد، ويعترض ما تراه إيران دورها في المنطقة كقوة إقليمية، إلى جانب رفض السعودية خفض إنتاجها من النفط، ومن ثم استمرار الانخفاض في أسعاره العالمية، ما يعد ضررا مباشرا للاقتصاد الإيراني، الذي يعاني أزمة الحصار الغربي، وهي أسباب هيأت المناخ للتوتر الساخن بين البلدين، ولم تسع الإدارة الأمريكية إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي بأكبر قدر متاح.
وما يثير الشكوك بشأن دور السياسة الخارجية الأمريكية في إشعال حرارة الأزمة بين السعودية وإيران، كما يقول أستاذ العلوم السياسية، الدكتور سالم هدهود، أن الولايات المتحدة اتخذت مواقف غامضة تجاه دولة حليفة لها «السعودية»، ودولة تحاول احتواءها بعد توقيع الاتفاق النووي «إيران»، وعبر عن ذلك الدبلوماسي الأمريكي المخضرم، دينيس روس، حين سؤل عن الحليف السعودي، قائلا بأن السعودية «شريك» وليست «حليف»، لأن الحلفاء يتشاركون القيم وليس فقط المصالح، وأن الأهداف الحالية للسياسة الأمريكية بالمنطقة تتمثل في ضمان نجاح الاتفاق النووي الإيراني، ومحاولة الحفاظ على زخم معتدل باتجاه تحقيق اتفاق إقليمي بشأن سوريا.
ساحة النقاش