<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
نصر الله: الرد على اغتيال القنطار قادم لا محالة
27 كانون الأول ,2015 16:56 مساء
عربي برس - وكالات
اعتبر سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الرد على اغتيال القنطار قادم لا محالة فانظروا عند الحدود من الناقورة إلى آخر موقع إسرائيلي عند الجولان المحتل، أين هم جنود العدو؟ أليسوا كالجرذان المختبئة في جحورها؟.
وتابع سماحته في كلمة له على الشاشة خلال ذكرى أسبوع عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار في مجمع شاهد التربوي أنه مهما تكون التبعات والتهديدات التي لا نخافها نحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا في أي مكان من هذا العالم، لافتا إلى أنه يجب على الإسرائيليين أن يقلقوا في الداخل والخارج والتهويل علينا لن يجدي نفعا، وهم من أخطأ بالتقدير وليس نحن.
ولفت السيد نصر الله إلى أننا ومنذ سنوات ونحن في المنطقة لا نعرف طعم عيد ولا فرح عيد خصوصاً في السنوات الأخيرة التي ابتلت فيه منطقتنا بحروب مدمرة تخدم الكيان الصهيوني،ونحاول في كل الأحوال أن نأخذ من العيد ومن كل عيد بركاته ومعناه ونحاول رغم الأحزان أن نزرع الفرح.
وشدد الأمين العام لحزب الله، على ضرورة إعطاء الوقت للحديث عن الشهيد القنطار لنعطيه بعضا من حقه ولندخل من بعض الصفات إلى المسؤوليات وهو الذي أضحى مدرسة ورمزا، مشيراً إلى أن من صفات سمير التضحية بلا حدود فالعملية التي قام بها في بداياته هي من النوع الذي ينتهي بالشهادة أو بالأسر، تماما كما يحصل في هذه الأيام في عمليات الطعن في فلسطين،الماضون في هذا النوع من العمليات هم أشبه بالذاهبين إلى العمليات الاستشهادية، وهذه الروح هي التي تمثل جوهر المقاومة، ولا مقاومة بلا تضحية وبلا عطاء بلا حدود، موضحاً أننا نحتاج إلى هذه الروح المسؤولية والجادة التي عبر عنها سمير القنطار منذ التحاقه في المقاومة الفلسطينية حتى شهادته على أرض سوريا، معتبرا أن هذا يرتب مسؤولية، لأنه منذ عقود هناك برنامج ثقافي وتربوي في إطار الحرب الناعمة من أجل إبعاد شباب أمتنا عن القضايا الكبرى وعن التصرفات الجادة وإغراقهم في شجون وهموم وقضايا وإلهائهم في مساحات لا تصنع مصيرا ولا مستقبلا.
ولفت السيد نصر الله إلى أنه منذ بدايات الشهيد سمير القنطار عندما كان شابا يافعا حمل صفة الشاب الجاد والمسؤول والمؤمن بقضية والذي يحمل هم قضية ويقاتل من أجلها، هذه هي الصفة الأولى وهي البداية التي عرف الناس من خلالها القنطار، سمير كان يستطيع أن يبقى بين أهله وقريته ولكنه اختار طريق المقاومة منذ صباه، وهو يعبر عن الكثير من الشباب اللبناني والعربي الذي التحق بفصائل والمنظمات الفلسطينية، ونحن نذكر الكثير من الشبان العرب الذين جاؤوا إلى لبنان والتحقوا بهذه المنظمات، سمير يعبر عن ذلك الجيل المسؤول والواعي الذي آمن بفلسطين وقاتل من أجل فلسطين واستشهد الكثير منهم على طريق فلسطين، موضحاً أن سمير كان مدرسة في طلب العلم والدراسة، في بذل الجهد داخل السجون، وفي المساهمة أقصى ما يمكن أن يفعله أسير في السجن هو أن يخاطب المقاومين ويدعوهم إلى الصبر والصمود ومواصلة الطريق وعدم المساواة وهذا ما فعله طوال سنوات لا سيما في السنوات الأخيرة.
وقال السيد نصرالله أن "هذا الجبل ابن الجبل جبل العزيمة والصمود، رغم قضائه 30 سنة في السجن لا ترى في وجهه إلا الصمود والتحمل والتحدي لا يتراجع ولا يخضع ولا يضعف أمام سجانيه، معتبراً أن البعض قد يقبل فكرة المقاومة وقضيتها لكن لا يكون مستعدا من أجل التضحية، بل يصل البعض إلى التنكر للمقاومة وهو يعرف حقها، في ذكرى القنطار نحن بحاجة إلى استعادة روح التضحية لان هذا شرط أساسي لقيام شعب واستمرار المقاومة وصنع المستقبل وعزّ الأمة".
وأشار السيد نصرالله في خطابه إلى انه من أهم صفات المجاهدين التي تمتع بها القنطار هي صفة الإيثار فعندما تدخل الأنانية ويصبح الشخص أولوية في نظر نفسه وفي ترتيبه ونهجه، وعندما تصبح مصالحه وسلامته وعنوانه واسمه هي الأولوية هذا يعني أن هو في خطر وأن المقاومة التي ينتمي إليها في خطر معنوي ووجودي، معتبراً أن سمير كان ينبض بالحيوية والعمل والنشاط ولم يتكاسل أو يهدأ في يوم من الأيام.
وأكد السيد نصرالله انه بكل صراحة أقول أن الموقف الأهم في كل السنوات الماضية الذي ترك في وفي أخواني أثرا عظيما هو عندما كنا نفاوض على المعتقلين ، حيث قامت المقاومة بأسر 3 جنود من مزارع شبعا وبعدها بمدة ضابط ودخلنا في مفاوضات طويلة، ومنذ اليوم الأول حتى آخر يوم، المشكلة الأساسية كانت سمير القنطار، حيث كان يرفض الإسرائيلي إطلاق سراحه، امتدت المفاوضات وقتا طويلاً، وكان واضحا أنه إما أن يطلق سراح هذا العدد من الأسرى ومن بينهم عبيد والديراني وهم كانوا قد مضوا سنوات طويلة في المعتقلات، توقفت العملية هنا وكان لدينا التزام اتجاه كل المعتقلين، هنا أصبحنا أمام إشكال أخلاقي من جهة وواقعي وعملي من جهة أخرى، توقفت العملية إما أن نترك سمير في السجن أو نرفض العملية ويبقى الجميع، الواقع كان صعب جدا بالنسبة لنا لكن الذي أخرج الموقف هو سمير القنطار من خلال تحمله المسؤولية وأحلنا من هذا الالتزام الأخلاقي، وهو أرسل لنا يؤكد أن لا مشكلة لديه إذا كانت المسألة متوقفة عنده، بالوقت الذي من الممكن فيه أي شخص أن يطلب الضغط أكثر والتفاوض".
وأشار سماحته إلى "انه بعد خروجه من السجن كان يستطيع أن يقول أني تحملت وقضيت قسطي للعلا ولا أحد كان سيعتب عليه وكان من الممكن أن يبقى في هذا الخطر لكن لا يدخل في المجال العسكري الذي يضعه في دائرة الخطر، وأنا طرحت عليه أن لديه رمزية معنية جاءت بعد 30 سنة من السجن، وتستطيع أن تمارس دور استنهاضي كبير جداً، وقال أن لا مانع لديه لكن قال أريد أن أكون مقاتلاً وجئت من فلسطين كي أعود إلى فلسطين، وهو من طلب الالتحاق بدورات عسكرية".
وأكد الأمين العام لحزب الله إن" الإسرائيلي كان يريد القضاء على أي مشروع للمقاومة الشعبية السورية في الجولان ولذلك كان يلاحق كل الأفراد الذين ينتمون إلى هذه المقاومة ومجرد الانتماء كان يعرض الشخص إلى الاعتقال أو القتل، موضحاً أن سمير هو من كان يريد أن يكون في الخطوط الأمامية وحصلت تطورات سورية وفتح الأفق من أجل أن تكون هناك مقاومة شعبية سورية، وهو وجد أنه يستطيع أن يساعد ويقدم شيئا مميزا هناك، وطلب السماح له الالتحاق بالأخوة المقاومين في سورية".
وأوضح السيد نصر الله إن "الصهاينة يتعاطون مع الجولان بهذه الحساسية لأنهم لا يريدون أن يفتح عليهم باب من هذا النوع ليس فقط بسبب الخوف من تحرير الجولان بل لمجرد إعادة الجولان إلى الخارطة السياسية، ولذلك سمير وأخوة سمير كان لهم دور المساعدة ونقل التجربة إلى المقاومة السورية الفتية التي تعلق عليها الآمال ويخشاها العدو، ولذلك نجد مستوى التهديد الإسرائيلي عالي جدا، وهذا يدل على حساسية هذا الموضوع بالنسبة إلى الإسرائيلي وهو كان يحاول أن يلبس الموضوع لباسا إيرانيا، لأن إسرائيل لا تعترف بالهوية الوطنية، وتعتبر أن من يقاتلها عميلا إيرانيا".
ولفت إلى أن البعض اعتبر أن الإسرائيلي أخطأ في التقدير، لكن في جميع الأحوال هو يتصرف على قاعدة أن هذا الملف حساس جدا ولا يمكن التسامح فيه، مشيراً إلى أن الإسرائيلي كان يريد أن يئبذ المقاومة السورية ومشروع المقاومة الجديد في مهده، فالإسرائيلي يريد أن يوصلنا إلى انقطاع الأمل وان الكيان الصهيوني ابدي وقوي ويمتلك رؤوس نووية ويمتلك أقوى جيش في المنطقة وأقوى سلاح جو في المنطقة وتقف خلفه الولايات المتحدة التي ترفض حتى أن يدان على جرائمه وإرهابه وهو يعمل على وعينا وعقلنا وإرادتنا وعزمنا، وهذه هي الحرب الثقافية والفكرية، لأن من يفقد الأمل يخسر كل شيء، وفي أي جبهة تريد أن تلحق الضرر بالعدو يكفي أن تصيب إرادة القتال في هذا الجيش وتنهي أمل الانتصار لينهار أمامك".
وأوضح السيد نصرالله إن "مدرسة سمير القنطار والمقاومة تقول أن لا مكان لليأس، الدولة التي لا تستند إلى قواها الذاتية كإسرائيل لا بد ستزول، مشيراً إلى أننا لا نريد أموال العرب ولا جيوشهم، فقط من يقاتلون في سورية يكفون لإزالة إسرائيل من الوجود، معتبراً أن المقاومة في لبنان وفلسطين وبإمكانيات متواضعة استطاعت أن تصنع الانتصارات والصمود في مواجهة العدو الإسرائيلي وهي إمكانيات متواضعة فكيف إذا تمت الاستفادة من إمكانيات الأمة".
كان السيد نصر الله قد جدد في بداية كلمته التقدم باسم الحزب وعائلة الشهيد سمير القنطار بالشكر لكل المعزين والمباركين والمتعاطفين مع المقاومة، وتوجه أيضا إلى عوائل شهداء الواجب المقدس بالتبريكات والتعزية،كما توجه بالتعزية إلى إخواننا وأحبائنا في الحزب العربي الديمقراطي برحيل النائب السابق علي عيد وإلى جميع محبيه.
كما أشار إلى تزامن العيدين المباركين الكريمين للمسلمين والمسيحيين عيد ميلاد السيد المسيح وعيد المولد النبوي الشريف، مشيرا إلى أنه كنا نتطلع إلى اليوم الذي يستطيع فيه المسيحيون والمسلمون أن يعيشوا بحق أفراح الأعياد.
ساحة النقاش