http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

أردوغان .. انتهت المسرحية

23 كانون الأول ,2015  05:54 صباحا

عربي برس _ متابعات وصحف:  البناء - راسم عبيدات

يستحق عن جدارة الخليفة السلجوقي أردوغان لقب أفضل ممثل مسرحي عن دوره المضلل والمخادع والمنافق، فهو الذي كان يتحدث هو ورئيس وزرائه داود أوغلو الحالي ووزير الخارجية السابق في كتابه «العمق الاستراتيجي» الذي شرح فيه عودة تركيا إلى «الحضن  الإسلامي» والمحيط العربي وليحقق رؤيته بـ«صفر مشاكل» لتركيا مع جيرانها، والتي نجد الآن بفعل سياساتهما الحمقاء وغير المسؤولة ما تحقق منها هو «صفر صداقات»، اللهم صداقته مع «إسرائيل» و«داعش»، واليوم عندما تتحدث القناة العاشرة «الإسرائيلية» عن تحول «تاريخي» في العلاقات التركية «الإسرائيلية» نتيجة اتفاق نتج عن لقاء رئيس «الموساد» مع مساعد وزير الخارجية التركي في سويسرا  ليثمر ذلك اللقاء عن اتفاق سيجرى التوقيع عليه قريباً، هذا الاتفاق الذي سأتعرّض له خلال هذه المقالة، ولكن قبل ذلك يجب القول بأننا كفلسطينيين وعرب، نبني مواقفنا ورؤيتنا وإستراتيجيتنا، ليس على قدراتنا وإمكانياتنا، واستخدام عقولنا في التفكير والتحليل، بل نرهن رؤيتنا ومواقفنا واستراتيجياتنا للخارج، حتى في ما يخصّ مصالحنا وشؤوننا الداخلية، ونستسهل العاطفة على العقل في بناء مواقفنا ورسم استراتيجياتنا وتحالفاتنا، وضمن ذلك لا غرابة بأننا جميعاً كعرب ومسلمين قد انبهرنا بقناة «الجزيرة» كمحطة إعلامية متميّزة وذات مهنية عالية وسرعة ومصداقية في نقل الخبر، وقد تمتعت بقدر عال من المصداقية في وقت كانت فيه مصداقية وسائل الإعلام العربية منخفضة ولا يوثق في أخبارها لكونها أبواقاً لأنظمتها، وبعيدة عن نبض الشارع والجماهير، ولنكتشف لاحقاً بأن هناك دوراً مرسوماً لهذه المحطة ضمن مشروع سياسي كبير تقوده أميركا والغرب الاستعماري لتدمير المنطقة العربية وإدخالها في حروب التدمير الذاتي، فبعد أن حازت «الجزيرة» على ثقة الجماهير العربية، بدأت بممارسة دورها وبث سمومها، ضمن الدور المرسوم لها في تخريب وعي الجماهير العربية والاستحواذ عليه، لكي تقف ضد مصالح شعوبها وتشارك في مؤامرة التدمير والتخريب والتفكيك للجغرافيا العربية، تحت يافطة وذريعة «ثورات» الربيع العربي.

لا أعرف ماذا سيقول الذين كانوا يرفعون صور الطاغية أردوغان في الساحات والميادين من العرب والفلسطينيين؟ حتى أن البعض منا كفلسطينيين أصبحت قبلته أنقرة، ونموذجه أردوغان كزعيم مسلم سـ«يحرّر القدس»، وكادوا أكثر من مرة أن يحدثوا فتنة كبرى في بيت المقدس، بسبب إصرارهم على رفع صوره في ساحات المسجد الأقصى لمناسبة ومن دون مناسبة، وليس ذلك فقط، بل أن جزءاً كبيراً من تعطل المصالحة الفلسطينية كان بسبب تغليب الأيديولوجي على الوطني والعلاقة بالمحاور العربية والإقليمية على المصالح العليا للشعب الفلسطيني.

سأعود بالتفصيل لكي أفضح تضليل وأكاذيب أردوغان، ولكن قبل ذلك سأتعرّض للتحوّل والاتفاق التاريخي المتوقع توقيعه بين «إسرائيل» وتركيا، لكي نتعلم كعرب وفلسطينيين بأن الدول تتحارب وتتصالح، وتبحث عن مصالحها، وفي النهاية نكون نحن ضحايا لرهاناتها وفشلها.

وبحسب القناة العاشرة «الإسرائيلية» فإنّ هذه التفاهمات من المتوقع أن يتم التوقيع عليها «في الأيام القريبة»، ومن جملة التفاهمات بين الجانبين «الإسرائيلي» والتركي، سماح أنقرة بمرور أنبوب لنقل الغاز على أراضيها، وكذلك «البدء فوراً» بمداولات حول شراء تركيا للغاز من «إسرائيل».  

وجاء في المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام «الإسرائيلية»، قبول أنقرة بتقييد نشاط «حركة حماس» على الأراضي التركية، ومنع المسؤول في الحركة صالح العاروري من الدخول إلى البلاد، فضلاً عن عدم سماحها بما وصفته بـ«الأنشطة الإرهابية». وفي ورقة التفاهمات أيضاً الدعوة إلى إعادة السفراء بين الدولتين، وإلغاء الدعاوى ضد جنود الجيش «الإسرائيلي» بعد حادثة سفينة مرمرة.

وقالت وسائل إعلام «إسرائيلية» إنّ «تل ابيب» وافقت على دفع عشرين مليون دولارٍ كتعويضاتٍ لضحايا السفينة، فضلاً عن إنشائها لصندوق خيري لـ«متضرري مرمرة». ووصفت «القناة العاشرة» العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بأنها «أمام تحول تاريخي».

واضح من هذا الاتفاق بأنّ «إسرائيل» قد فرضت شروطها بالكامل، ولم يعد أردوغان الذي كان الإخوان وحركة «حماس» يصفقون له ليل نهار، يتذكر شرطه اللفظي رفع الحصار عن قطاع غزة، بعد أن كان عراب فصل القطاع عن الضفة ومشاريع الدولة الفلسطينية المؤقتة.

نحن كعرب وفلسطينيين خدعنا بأردوغان، واعترف أمامكم أنا واحد منهم، وكتبت مقالة بعد كلماته القاسية التي وجهها لشمعون بيريز في مؤتمر «دافوس» الاقتصادي بسويسرا عام 2009، بأنّ الحرب العدوانية التي شنتها «إسرائيل» في أواخر عام 2008 على قطاع غزة، قتلت عدداً كبيراً من «الإرهابيين» هذا الإنجاز بالقتل في هذه الحرب التي يتبجح بها بيريز، سقط فيها الكثير من الأطفال والنساء، وبالتالي استغرب لماذا يصفقون لك الحضور؟ المهم كتبت مقالة «ليت لنا زعيم عربي كأردوغان»، والتي أعتذر عنها علناً وجهراً،معتقداً بأنه تخلى عن طموحاته لإقامة خلافته على حساب الدم والجغرافيا العربية، ولكن التطورات اللاحقة كشفت بأنني كنت مخطئاً.

بعد ذلك زادت وارتفعت شعبية أردوغان عند العرب عامة والفلسطينيين خاصة، عندما اقتحمت القوات «الإسرائيلية» السفينة «مرمرة» التي كانت ضمن ما يسمّى بأسطول الحرية الذي قدم لرفع الحصار عن غزة، حيث نتج ذلك قتل وجرح العشرات ممن كانوا على ضهرها من المواطنين الأتراك، وتراجعت العلاقات التركية «الإسرائيلية» كثيراً، وساد اعتقاد بأن تلك العلاقات لن تعود لسابق عهدها، ولن تكون على حساب علاقات تركيا بالفلسطينيين.

مع بداية «ثورات» الربيع العربي، وقف أردوغان إلى جانب القائمين عليها، وأصبحت علاقات أردوغان قوية بالنظام المصري الذي اعتلى فيه الإخوان المسلمين متسلقين إلى سدة الحكم، بسبب التماثل الإيديولوجي بين الطرفين، ووقف ضد النظامين السوري والعراقي، ولعب دوراً رئيسياً في دعم وتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية هناك من «القاعدة» ومتفرعاتها من «داعش» التي تقاسم معها سرقة النفط السوري والعراقي إلى «النصرة» التي شاركها في سرقة مصانع حلب، ولم يطل الوقت كثيراً حتى خسر مصر، حيث ساءت العلاقات بين أردوغان والسيسي بعد رحيل حكم الإخوان في مصر.

خسارات السياسة الخارجية التركية، لم تقف عند حد خسارة سوريا والعراق ومصر، بل حماقات وجنون عظمة أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود اوغلو، قادت إلى كارثة حقيقية بالتدمير الكبير للعلاقات الروسية التركية، بعد قيام مقاتلتين تركيتين وبضوء أخضر من واشنطن بإسقاط طائرة سوخوي 24 روسية فوق الشمال السوري،من أجل حماية تركيا لمصالحها فيما يسمى بالمنطقة الآمنة والدفاع عن التركمان هناك، الجزء الذي تريد أن تستولي عليه من الأراضي السورية، وحماية خطوط تهريب نفطها المسروق من سوريا والعراق، روسيا ردت على ذلك بخطوات غير مسبوقة، حيث أوقف مشروع «السيل التركي» نقل الغاز الروسي إلى تركيا، وقف المشاريع التجارية كافة مع تركيا، وبلغة الأرقام خسارة تركية لا تقل عن مائة مليار دولار سنوياً، وقف السياحة إلى تركيا، القضاء على الدور التركي بالتدخل في سوريا، ونهاية ما يسمى بالمنطقة العازلة أو الآمنة، يضاف لذلك الضربة القاصمة التي وجها بوتين لتركيا، بعد كشف الأقمار الصناعية الروسية عن خطوط النفط السورية والعراقية المهربة إلى الموانئ التركية بمشاركة «داعش» وتورط أسرة أردوغان في ذلك، وقيام المقاتلات الروسية بقصف أكثر من ألف صهريج تركي تنقل النفط السوري والعراقي المهرّب.

المصدر: عربي برس _ متابعات وصحف: البناء - راسم عبيدات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 20 مشاهدة
نشرت فى 23 ديسمبر 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,364