<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
من جديد.. "تحالفات" وهمية في سوريا عن طريق "البر"!!
04 كانون الأول ,2015 10:01 صباحا
عربي برس - إيفين دوبا
وسط آخر التطورات الحاصلة في سوريا، يجري الحديث عن وسائل الإعلام، عن احتمالية تشكيل "تحالف" لدخول قوات برية إلى سوريا، تحت مسميات عدة، وحجج متعددة، خلال وقت قريب!..
هذا الحديث، إنما جاء بناء على معطيات عدة منها، ما أعلن عنه رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، بأن تركيا ستبدأ عملية جديدة مع السعودية ودولة أخرى، لم يسمّها، لمكافحة الإرهاب في سوريا، بدعم إقليمي، قابله إشارة سعودية، حسب وكالة الأبناء هناك، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، قوله إن الرياض تعتبر من الدول المؤسسة لما يسمى "التحالف الدولي" ضد "داعش" في سوريا والعراق، ومن أوائل الدول التي شاركت بفعالية في العمليات العسكرية ضد التنظيم في سوريا!.
أما الإمارات، فكان ردّها أوضح على تصريحات داوود أوغلو، إذ عبّرت عن استعدادها للمشاركة في جهد دولي يتطلب تدخلاً برياً لمكافحة الإرهاب، ولكن من دون تحديد مكان هذا التدخل، وأكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن دول المنطقة تحمل جزءاً من العبء، معتبراً أنه لا مجال لتدخل أجنبي كالتدخل الأميركي لتحرير الكويت، حيث لم يعد هذا السيناريو مجدياً!.
بدوره، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أهمية مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا وليبيا، وذلك خلال لقائه الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، دون الإشارة إلى أي "تحالفات"!.
البداية من تصريحات وزير الخارجية التركي، وحديثه عن احتمالية تشكيل "تحالف بري" لمحاربة "داعش"، إذ أن التصريح جاء غداة دعوة العضوين الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي، جون ماكين، وليندسي غراهام، إلى تشكيل قوة من 100 ألف جندي أجنبي، معظمهم من دول عربية وإسلامية مثل مصر والسعودية وتركيا، إضافةً إلى إرسال عشرين ألف جندي أميركي إلى كل من سوريا والعراق، لقتال تنظيم "داعش"؛ حيث دعا غراهام وماكين إلى زيادة عديد القوات الأميركية في العراق إلى عشرة آلاف، والذي يقدّر حالياً بثلاثة آلاف و500 مستشار عسكري.
تلك التصريحات، تشير بدرجات مختلفة إلى أن تلك الدول تماطل في تسوية الأزمة السورية إلى أن تكتمل العناصر اللازمة لتكرار سيناريوهات سابقة تم تجريبها في تدمير العراق وليبيا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تقصد تلك الدول أن "التحالف" الذي تقوده السعودية في اليمن يمكن أن يسهم في تلك السيناريوهات التركية أو السعودية أو الإماراتية، وحتى الإماراتية؟ أم أن القصد بما يسمى بـ "القوة العربية" التي اتفقت على تشكيها جامعة الدول العربية، وفشل لقاء وزراء دفاعها وخارجيتها في الـ27 من أغسطس/آب الماضي لأسباب لم يعلن عنها، واكتفت الجامعة بالتصريح بأنه تم إلغاء الاجتماع دون ذكر الأسباب؟ وهل تم إلغاء أو تأجيل الاجتماع بسبب ضغوط أمريكية من جهة، وخلافات عربية – عربية من جهة أخرى؟.
إن تلك التصريحات تطرح جملة من التساؤلات الأخطر حول موقف عدد من الدول العربية، على رأسها دولتان مثل مصر والسعودية اللتين تتعرضان أيضا لموجات كاسحة من الإرهاب، ويجري توريطهما في معادلات إقليمية تستنفد مواردهما. فهل من مصلحة القاهرة والرياض أن يحدث تدخل بري لقوات عربية في دولة عربية كبيرة أيضاً، يجري هدمها وتشريد شعبها بشكل ممنهج؟ وماذا سيكون دور هذه القوات العربية، قتل ما تبقى من السوريين؟! وعن أي مكافحة لـ "داعش" في سوريا يجري الحديث، بينما "داعش" نفسه يواصل عملياته الإرهابية في كل من مصر والسعودية، وفي الوقت نفسه تنشغل كل منهما بالتخبط في شكل ذاك "التحالف"، فيما تسعى تلك الدول بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية ذاتها،لتكون الحقيقة عبارة عن سيناريوهات خادعة.
ساحة النقاش