<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الـ “S-400” أحبط صرف "هجمات باريس" في الميدان السوري
28 تشرين الثاني ,2015 21:51 مساء
عربي برس - محمود عبداللطيف
قد لا يوجد رابط عسكري مباشر بين نشر الحكومة الروسية لأحدث دفاعاتها الجوية ومن بينها منظومة الـ S-400 في الأراضي السورية لحماية مقاتلاتها المشاركة في العملية العسكرية المشتركة مع سوريا ضد الإرهاب، وبين غياب المقاتلات الأمريكية عن الأجواء السورية، إلا أن الرابط السياسي حاضر وبقوة، ويبدو إن الأمريكيين يحاولون إيجاد نوافذ يمكن العبور من خلالها إلى توافقات مع موسكو حيال جملة من الملفات في المنطقة، من بينها الملف السوري.
وكان من الأكيد إن الحكومة الروسية لن تذهب نحو إشعال المنطقة بحرب عالمية مباشرة في الأراضي السورية بعد إسقاط المقاتلة "SU-24” من قبل سلاح الجو التركي، إلا أن الخيارات الاقتصادية كانت حاضرة وبقوة على طاولة الحدث كرد فعل من الحكومة الروسية على نظيرتها التركية، فأدروغان الذي حاول "بلع تصريحاته" التصعيدية مع روسيا اليوم لن يذهب إلى اعتذار مباشر، خاصة وإن الاعتذار غير مقنع في مثل هذا الحدث، كما إن العمليات الروسية المكثفة لاستهداف قوافل الإمداد اللوجستي للميليشيات المسلحة القادمة من الأراضي التركي، رد مباشر على تركيا بتقليم أظافرها في الداخل السوري، وإن كانت تركيا تقامر على مسار عسكري يمكن له أن يخلق تبدلات ميدانية لصالح الميليشيات في الداخل السوري قبيل جلوس الأطراف السورية على طاولة السياسية وفق ما تحاوله الدبلوماسية الدولية، إلا أن إصرار الحكومة التركية على إدخال المزيد من قوافل الإمداد إلى الأراضي السورية، جعلت من الأكراد ورقة جيدة لضرب هذه الإمدادات برياً.
وإن كان تنظيم داعش قد قطع الطرق الواصلة إلى حلب عبر الريف الشمالي الشرقي في وجه الميليشيات ضمن الحرب الميليشياوية التي يخوضها لبسط نفوذها على هذه الميليشيات وضمها إلى التنظيم بالقوة، فإن تحرك "جبهة الأكراد" وما يسمى "جيش الثوار" تحت غطاء جوي روسي لقطع الطريق الدولية الواصلة بين حلب والحدود التركية، فتح الباب على مصرعيه أمام التحولات الميدانية برياً، وبات من الواضح إن بعض من الميليشيات ترغب في التنسيق مع الحكومة الروسية لقتال المجموعات المسلحة الأخرى، والاستفادة من ريح "عاصفة السوخوي" لتضمن وجودها في ناتج الحل السوري، وبرغم إن "الوحدات الكردية" رفضت الزج باسمها في المعارك الميليشياوية شمال حلب، إلا أن رد الميليشيات المنضوية تحت مسمى "أحرار سوريا" جاء على حي الشيخ مقصود ذو الغالبية كردية، بحجة "الرد على حزب العمال الكردستاني"، وهو المبرر الذي يحاول النظام التركي والأمريكيون الضغط على "الأكراد" عبر الميليشيات "الإسلامية" لإيقاف التنسيق مع "الروس"، وذلك على الرغم من إن ما يعرف بـ "قوات سوريا الديمقراطية" مستمرة بالتنسيق مع التحالف الأمريكي لتنفيذ هجماتها التي لم تعد واضحة المعالم في ريف الحسكة، والتي قد يكون من أسباب انتقالها من جبهة إلى أخرى دون تحقيق التقدم الملموس باتجاه الهدف الاستراتيجي الكبير الذي أطلقته وهو "تحرير الشدادي"، هو غياب الطيران الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية.
الحكومة السورية وفي بيان رسمي للجيش السوري طالبت المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لإيقاف دعمها للميليشيات المسلحة تحت مسمى "المساعدات الإنسانية"، لافتة إلى أن تنقل المسلحين في الآونة الأخيرة على الحدود المشتركة مع تركيا ازداد، في حين إن الجانب التركي لايقوم بتفتيش وسائل النقل والشحن التابعة لهذه الميليشيات، وعلى مايبدو إن المعادلة الميدانية التي فرضها وجود منظومات الدفاع الجوية الروسية في سوريا، حوّلت تركيا إلى حالة من الهيستريا خوفا على ميليشياتها، وذلك لأن سقوط هذه الميليشيات سيؤدي إلى سقوط الأهداف التركية في الملف السوري، ولمواجهة احتمالات "الحذر" من إزعاج المقاتلات الروسية تحاول الحكومة التركية رفع سوية "الأداء الميليشياوي" دون جدوى، وعلى ما يبدو أن قيام الطيران الروسي بسلسلة من الغارات المستهدفة لقوافل إمداد المسلحين ما إن تعبر الحدود التركية، دليل على إن روسيا عرفت "من أين تأكل الكتف" التركية، وأوجعت النظام التركي على مستويين، الأول تمثل بإصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحزمة من الأوامر لحكومته باتخاذ إجراءات اقتصادية ضد الحكومة التركية، والثاني بقطع كل خطوط "التجارة السوداء" مع الميليشيات التي تحصل على السلاح عبر الأراضي التركية من خلال صفقات النفط المسروق من المقدرات السورية، ومن بين هذه الميليشيات تنظيمي داعش والنصرة، ولا يمكن للروس إغفال "التكذيب" غير المتعمد من تنظيم النصرة للنظام التركي يوم أمس، من خلال نشر التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي لصور تثبت وجوده في منطقة "جبل التركمان"، وهي المنطقة التي زعم النظام التركي إن الميليشيات المنتشرة فيها يصنفون من "المعارضة المعتدلة".
إسرائيلياً، تصدر تل أبيب مخاوف من وجود الـ S-400 في الأراضي السورية على إنه يمكن أن يؤثر على ما تسميه "نشاط الطيران" لملاحقة قوافل السلاح الذاهبة من سوريا إلى المقاومة اللبنانية، ويأتي ذلك مذكرا بالتصريحات الأمريكية التي أكدت قبيل بدء العمليات الجوية للتحالف الأمريكي في سوريا، إن هذه العمليات ستبدأ برغم معرفة أمريكا بقدرة الدفاعات الجوية السورية، وإذا ماتم الربط بين جملة التصريحات المتعلقة بقدرة "الترسانة الصاروخية السورية"، فإن مخاوف المحور الأمريكي من تسليح الجيش السوري بأحدث منظومات الدفاع الجوي الروسية، يبدو مبرراً، قياسا على حجم المشروع المراد تنفيذه في المنطقة بدءا من البوابة السورية، وذلك على الرغم من إنها منظومة دفاعية وحسب، بمعنى إن سوريا أو روسيا لن تهاجم أحد بهذه المنظومة، بل سيكون دورها فقط في الدفاع، ومعنى المخاوف الملموسة من جملة التصريحات لدول المحور الأمريكي، إن وصول الـ S-400، ومنظومة فرونت، ومنظومات الدفاع الإلكترونية، أحبط "مشروع تصعيد" دولي عسكري في سوريا، كان من المفترض أن يبدء على إثر هجمات باريس، بحجة الانتقام من تنظيم داعش، لتعقيد الملف السياسي السوري.
ساحة النقاش