<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
من القدس.. وإلى القدس
26 تشرين الثاني ,2015 21:16 مساء
عربي برس - بشرى زيني
كثيرة هي الهزائم والانكسارات .. طويلة هي المفاوضات والتسويات والاتفاقيات، رنانة هي الشعارات والمبادئ التي كان محورها القضية الفلسطينية التي خرج شبابها ولازال يخرج من رحم كل ما سبق لينتفض على واقع فُرض ومازال يفرض بالقوة ليثبت يوماً بعد يوم أنه هو، هو وحده صاحب القضية وصاحب القرار و المصير بعد أن بات وحيداً في خضم كل ما يجري من عواصف الربيع العربي التي تحولت إلى خراباً في كل بلد حلّت به من حروب أهلية إلى صراعات مذهبية وقبلية والتي أوصلت الشعب الفلسطيني المثقل بهمومه ومشاكله الداخلية إلى ذروة اليأس والاحباط في مجتمع عربي منقسم على نفسه بين من ينفق مليارات الدولارات على شراء أسلحة يستخدمها ضد خصوم أصبحت اليوم عدوه الوحيد ومن اختُلِقَ له عدوٌ سمي الإرهاب لينشغل به عن كل قضاياه العربية والاقليمية ويقضي ليله ونهاره في محاربة هذا العدو الجديد وبين من باتت بلاده ساحة صراعات داخلية وخارجية لا يحكمها قانون إلا قانون الغاب البدائي.
حالة اليأس والاحباط التي أوصلت الشعب الفلسطيني إلى هذه الهبة الشعبية التي تعد بمثابة الانتفاضة الثالثة على العدو الاسرائيلي كان لها صلة بداخل أرهقه الاحتلال الاسرائيلي منذ 48 عاماً وعمليات سجن عشوائية طالت ما يقارب أربع ملايين رجل وامرأة وطفل من الضفة الغربية وغزة بالإضافة إلى عمليات القتل المباشرة التي يقوم بها جنود الاحتلال ضد الفلسطينيين يومياً وقياداتٍ غيرت مسار القضية منذ أن رفعت شعار التفاوض بدلاً من الكفاح المسلح وبات الفشل عناوين مفاوضاتها.
من الحجر الذي عُرف وسيلة المقاومة الأبرز للفلسطيني منذ أكثر من ربع قرن إلى السكين أدخلت الثورة الفلسطينية والانتفاضة الشعبية مرحلة جديدة من مراحل عمرها والتي تحولت إلى كابوس يقض مضاجع الصهاينة في ظل انعدام الامكانيات وتوازن القوى إلا إرادة المقاومة التي استطاعت أن تنجز ما عجزت عنه مئات المناشدات والمفاوضات والتسويات من قبل القيادات الفلسطينية.
انتفاضة السكاكين التي كانت شرارتها الانتهاكات الاسرائيلية تجاه المسجد الأقصى الذي يعد رمزاً وطنياً يؤكد على فلسطينية فلسطين بمقدساتها جميعاً بعد حوادث عدة قام بها بعض المسؤولين الاسرائيليين منها ما صدر عن وزير الدفاع الاسرائيلي من حظر مصاطب العلم والرباط في الأقصى في 9 سبتمبر واقتحام وزير الزراعة أوري أرئيل للمسجد الأقصى بصحبة أربعين إسرائيلياً واقتحام وحدات خاصة وعناصر المستعربين باحات المسجد في 14 من ذات الشهر بالإضافة إلى قيام العشرات من شبيبة حزب الليكود "الحزب الحاكم" باقتحام المسجد في 17 من ذات الشهر أيضاً وهذه الحوادث بمجملها لم تكن إلا أسباباً مباشرة لهبة شعبية أو انتفاضة ثالثة أسبابها غير المباشرة تتعدد وتتفاقم لتزيد من غضب واحتقان الشارع الفلسطيني الذي أطلق شرارة الثورة ومن هذه الأسباب ما قام به العدو الاسرائيلي من ضربات جوية على قطاع غزة أدى إلى استشهاد ما يزيد على 2100 فلسطيني وأعمال العنف العديدة التي مارسها العدو الاسرائيلي بعد إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية في عام 2014 والتي استمرت لمدة شهرين , أما على الصعيد السياسي ما لمسه الفلسطينيين وعايشوه واختبروه من عدم مصداقية كيان العدو الاسرائيلي في التعاطي معهم ليس من اليوم فحسب بل من الانتفاضة الأولى وربما من اتفاق أوسلو في 13 – 9 – 1993 والتي تم من خلاله عزل فلسطين أو ما تبقى من فلسطين نتيجة الاتفاق الذي وقعته السلطة الفلسطينية مع العدو الاسرائيلي والذي كان بداية موافقة منظمة التحرير الفلسطينية على اعتماد اسلوب التفاوض بدلاً من الكفاح المسلح بعد اللقاءات التي سعت لتسوية النزاع العربي الاسرائيلي برعاية الأمريكان، الذين لم يقفوا يوماً لصالح القضية الفلسطينية وهو ما يبرز واضحاً في تغطياتهم الإعلامية للانتفاضة الثالثة والتي تعكس موقف البلاد السياسي الذي عبر عنه بشكل واضح سيد البيت الأبيض خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي أدان فيه ما أسماه بـ"العنف الفلسطيني " ضد دولة اسرائيل والمستوطنين والذي أعطى من خلاله الضوء الأخضر للإسرائيليين بالقيام بكل ما يلزم "للدفاع عن أنفسهم" وقمع "العنف" الفلسطيني بمختلف الوسائل والأساليب، ولكن بالرغم من كل ذلك لاتزال ابتكارات وإبداعات هذا الشعب تقاوم الطغيان وتولد من رحم الضعف فعندما أدرك الشعب الفلسطيني أن عينه قد تقاوم المخرز العدو الاسرائيلي بدأ باستخدام أساليب جديدة امتدت إلى مواجهة بارودة الاسرائيلي بدبكةٍ من الفلكلور الفلسطيني وإطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن الانتفاضة مستمرة وأن الثورة مستمرة ستولد من المرايا ومن الزوايا ومن الهزائم ومن البراعم ومن البداية ومن الحكاية وستولد بلا نهاية.
ساحة النقاش