http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

لو كان.. ما طـْرى!؟

المساء = حسناء زوان

نوفمبر 11, 2015العدد 2828

أول أمس الاثنين في السابعة والربع صباحا، أزهقت شاحنة لجمع الأزبال روحي تلميذين مكفوفين بعد أن صدمتهما وهما في طريقهما إلى مقر المنظمة العلوية للمكفوفين، الموجودة في درب عمر بالبيضاء، حيث يتابعان دراستهما الابتدائية.

الضحية الأولى طفل لم يتجاوز بعد عتبة السبع سنوات، والضحية الثانية طفلة تبلغ من العمر 12 سنة، لفظا أنفاسهما الأخيرة أمام مرأى من أمٍّ كانت تصطحبهما رفقة ابنتها المكفوفة هي الأخرى.

كان الصغيران متوجهين نحو مدرستهما دون أن يخطر ببالهما لحظة أن الموت يتربص بهما في تلك اللحظة بالذات. تـُرى أي أفكار كانت تعبر ذهنيهما في تلك اللحظة، وأي أحلام كانت تداعبهما في ذلك الصباح الطري، قبل أن يتحول المشهد كله إلى كابوس مرعب؟
أعرف أن مثل هذا المشهد لا يمكن أن تطيقه أي أم؛ إذ كيف لها أن تتماسك وتحافظ على رجاحة عقلها وهي ترى ابنيها الضريرين يصيران فجأة مجرد جثتين هامدتين بعد أن كانا ينطقان بالحياة ويدبان على الأرض أمام ناظريها. من يتحمل مسؤولية هذه الحادثة بالتحديد؟ هل هو السائق؟ هل هو هذه الفوضى المرورية التي تشهدها شوارع الدار البيضاء؟ هل هو الجهات المسؤولة التي لم تفكر أبدا في أن تضع شرطيا يحمي التلاميذ المكفوفين من جنون سائقي الشاحنات و»التريبورتورات» و»الهوندات» و»الحمالة»، الذين يثيرون الهلع في صفوف الراجلين؟ أم هو المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، التي لم تفعل شيئا لتجنيب تلاميذها، فاقدي البصر، مثل هذه المآسي؟

خلال حديثي مع أحد تلاميذ هذه المؤسسة القدامى، أخبرني بأنه طيلة فترة دراسته أصيب أكثر من مرة بينما هو في طريقه إلى هذه المؤسسة. هذا التلميذ، الذي صار الآن موظفا، قال لي إنه كثيرا ما اصطدم بـ»مْراية» شاحنة أو «كروسة» أو حتى بضاعة قيد التحميل هنا أو هناك؛ كما أخبرني بأن التلاميذ يشتكون باستمرار من الصخب والضجيج الذي يحدثه السائقون والحمالة والباعة والذي تشكو منه المؤسسة باستمرار لتمركزها في منطقة تعج بالحركة التجارية.

أن توجد المنظمة العلوية في «سوق» ليس ذنب العمال والحمالين الذين يصارعون الزمن لأجل لقمة عيش، بل هو ذنب القائمين على شأن المنظمة، الذين يتشبثون ببقائها في منطقة تشكل خطرا كبيرا على سلامة التلاميذ المكفوفين. أقول ذنب المنظمة لأن العديد ممن درسوا بهذه المؤسسة التربوية أخبروني بأنه أتيحت لها فرصة الانتقال إلى بوسكورة، لكن القائمين عليها أبوا ذلك، والأسباب، كما ذكر أولئك التلاميذ، أن في درب عمر حيث مقر المؤسسة يوجد كبار التجار الذين يجودون على المكفوفين بـ»العشور» والتبرعات.. لم تفكر المؤسسة في تغيير مقرها، إذن، حتى يبقى مصدر العطايا قريبا منها، وإن كان ذلك على حساب سلامة التلاميذ والطلبة المكفوفين.

الغريب أن المنظمة تتوفر على وسيلتين للنقل، وكان بإمكانها أن تنتقل إلى منطقة بوسكورة وتجعل الحافلتين في خدمة الـ180 تلميذا الذين يتلقون تعليمهم بها كي تخفف، على الأقل، من معاناتهم من الطريق ومخاطرها، لكنها لم تفعل وفضلت البقاء في منطقة تشكل خطرا على الأسوياء وليس على فاقدي البصر فقط.

لو أن المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين فكرت قليلا في مصلحة تلاميذها ما رزئت تلك الأم في ابنيها، كما يقول من تحدثوا إلي من تلاميذ هذه المنظمة، لكن في النهاية تبقى هذه الـ»لو» مجرد لعبة متعبة وعبثية ولا جدوى منها.

المصدر: المساء = حسناء زوان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة
نشرت فى 12 نوفمبر 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,832