<!--
<!--<!--<!--
الجيش يكسر "فكّي" آل سعود وأردوغان في الشمال
29 تشرين الأول ,2015 23:32 مساء
عربي بريس: ماهر خليل
يعتقد السعوديون ومعهم شركاء الحرب على سوريا أنه مازال بإمكانهم الضغط على الدولة السورية من خلال تحريك خلاياهم المنتشرة في مناطق "تُحيط" بمواقع السيطرات الأخيرة التي نفذها الجيش السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية خاصة على جبهتى حلب الريفية، والطريق الواصلة بين حلب وصولاً إلى مدينة سلمية "شرقي محافظة حماة"، لكنهم صُدموا بحجم التجهيز الذي أعدّه الجيش السوري قبيل إطلاق عملياته العسكرية في الجبهات الممتدة من أرياف حماة "الشمالي" وإدلب "الجنوبي" واللاذقية الشرقي، إضافةً إلى ريفي حلب "الجنوبي الغربي - والجنوبي الشرقي" و"الشمالي الشرقي"، كما صُدموا بحجم المعلومات الاستخبارية التي كانت بأيدي القوات العسكرية والتي لعبت بدورها دوراً كبيراً في صد الهجمات "المتعاقبة" للتقدم العسكري للجيش السوري في أرياف حلب واللاذقية وحماة، ما دفع مشاكل الميليشيات المتشددة التي تقاتل الجيش خاصة في ريفي حماة وإدلب إلى الظهور علناً والتي كانت آخرها إعلان "النصرة" تجميد عملياتها العسكرية في صفوف ميليشيا "جيش الفتح" كاحتجاج على انشقاق "جند الأقصى" عن التنظيم، لصالح إعلان البيعة لداعش وبالتالي استئثار أحرار الشام بقرارات التنظيم.
مملكة آل سعود التي مازالت مصرّة على لسان "وزير خارجيّتها" رفع مستوى التحدّي للحلف السوري - الروسي - الإيراني، من خلال ضخ المزيد من أطنان الأسلحة والذخائر لتلك الميليشيات، سقطت أمام أول امتحان لها بعد دخول الروس إلى جانب الدولة السورية في مكافحة الإرهاب، وردود الأفعال التي حاولت من خلال ميليشياتها سواء من "تنظيم داعش" أو "تنظيم جيش الفتح وجبهة النصرة" إحراج الدولة الروسية على جبهتي ريف حماة الشمالي الشرقي، ومدينة السفيرة جنوب شرق مدينة حلب، من خلال أولاً إعلان "معركة تحرير حماة" التي وئدت قبل أن تبدأ وتكبد فيها المهاجمون خسائر كبيرة بالأرواح، فيما سجّل للجيش السوري صمود في مواقعه التي سيطر عليها مؤخراً مع منح نفسه مناطق اشتباك آمنة تم تجهيزها لمعارك الكر والفر ما يدل على تحسّب للجيش من هجوم معاكس "ستنفّذه" الميليشيات الإرهابية في أي لحظة، فكانت على سبيل المثال قرية "سكيك" منطقة اشتباك في ريف حماة الشمالي الشرقي، كما كانت "المنصورة" في ريف حماة الشمالي الغربي منطقة جذب للميليشيات المهاجمة تمكّن الجيش السوري من تحويلها عبر أربعة مراحل إلى منطقة كمائن "غير مسيطر عليها" حتى جاء القرار باقتحامها وتأمينها بشكل كامل منذ عدّة أيام، ما أفقد جيش الفتح صوابه أمام الكم الهائل من الخسائر البشرية التي مني بها، خاصة أن صواريخ "التاو" المنصوبة على تلال اللاذقية تم استبعادها من المعارك الأخيرة جراء التقدّم الكبير للجيش في المنطقة، والتي دفعت باقي الميليشيات إلى تسجيل انسحابات من خطوط المواجهة الأولى إلى خطوط خلفية بهدف التأمين والتحصين، إلا أن سلاح الجو الروسي لم يمكّنهم من التثبيت في مناطقهم ما فتح المجال أمام الجيش لفتح معارك "جانبية" تهدف إلى إشغال القوات المعادية ريثما تحين ساعة الصفر في المنطقة.
لا شك أن الهجوم الأخير الذي نفذه تنظيم داعش في محيط مدينة السفير كان هدفه الأول والأخير تعطيل آلة الحرب السورية المتقدمة باتجاه فك الحصار عن مطار كويرس العسكري أو الوصول إلى محطة توليد الكهرباء في ريف حلب الشرقي،لأن السيطرة عليهما يعني السيطرة الحاكمة" على طريق دمشق - حلب الدولي، وبالتالي فإن تواجد داعش من جهة والنصرة من جهة أخرى في المنطقة بات مهدد، لذا جاء قرار "تركيا" بتحريك خلايا داعش على جبهة السفيرة "الإستراتيجية ليس بهدف السيطرة المطلقة، وإنما بهدف حسم الجيش السوري في كويرس ومحطة الكهرباء ريثما توضع خطة عسكرية تحول فك الحصار على مطار كويرس بالدرجة الأولى، وضمان تواجد مقار للميليشيات الإرهابية في محيط حلب "على الأقل" من بعد الهزيمة التي منيت بها الميليشيات الإرهابية على جبهة "الشيخ سعيد" بعد سيطرة الأكراد على الحي بأكمله وقطع طرق إمداد الميليشيات باتجاه مدينة حلب. انتهت "معركة السفيرة"بعد ساعات قليلة من بدئها وتحوّلت مناطق الاشتباك في محيطها إلى منطقة "صيد" سقط على إثرها أكثر من30 قتيل للتنظيم ووقع 10 آخرين أسرى بيد الجيش السوري، ما أوقع داعش بين فكي كماشة الجيش من جديد، بعد أن تم إحباط سيطرة "داعش - النصرة" عل طريق أثرية - خناصر في ريف حماة الشرقي، والذي أيضاً فتح المجال أمام الجيش السوري لتوسيع رقعة سيطرته على جانبي الطريق وتأمينه بصورة تمنع تنظيمي "داعش - النصرة" من تكرار هجماتها ومحاولاتها لقطع الطريق الاستراتيجي.
الانتقال السريع للجيش السوري من الدفاع إلى الهجوم على كافة الجبهات خاصة دير الزور - ريفي دمشق الشرقي والغربي - درعا - القنيطرة وصولاً إلى حمص"، وضع الدول الداعمة للميليشيات الإرهابية في مأزق كبير زاد تأثيره إصرار الجانب السوري على التمسك بوحدة الدولة السورية والجيش السوري، ومنح الشعب السوري خيار انتخاب رئيسه الذي يريد، إضافةً إلى التهديد الروسي الذي وجّه إلى الدول الداعمة للميليشيات المتشددة في سوريا والذي رافقه "تحذير" من مغبّة تزويد تلك الميليشيات بصواريخ مضادة للطيران، كل ذلك دفع الدول المعادية لإعادة حساباتها جيداً والتي قد تترافق مع "تصعيد"ميداني في الأيام القادمة كمحاولة منها لإثبات الوجود، أو قد يذعنوا للأمر الواقع والجلوس إلى طاولة التفاوض الروسية، خاصة أن الجانب السعودي بدأ يمهّد اليوم للانسحاب من اليمن "مهزوماً" متذرعاً بإنهاء هدف عدوانه على البلد العربي، ما يدل على حجم الخسائر العسكرية والاقتصادية التي مني بها آل سعود والذي لم يعد هناك طاقة من قبلهم على حمله، أيضاً تركيا الموعودة خلال أيام بانتخابات تقول جميع الدراسات المتابعة للشأن التركي أن نهايتها لن تكون بما يرضي أردوغان.. ما سيدفع الجانبين السعودي التركي "غالباً" للأخذ بالخيار الثاني، ألا وهو قبول الجلوس على طاولة موسكو التفاوضية، والاستماع جيّداً للشروط الجديدة التي ستُقرأ علانيّةً وعلى مسامع كل الدّول التي شاركت في إحراق الجمهورية العربية السورية..
ساحة النقاش