<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
التفاصيل الكاملة لمعاناة الحجاج المغاربة أمام أنظار البعثة والمسؤولين في الديار المقدسة
حكاية حجاج قضوا أيام التشريق أمام المراحيض وناموا في مطابخ منى واكتروا طاكسي بـ80 ريال سعودي
المساء = حسناء زوان
أكتوبر 18، 2015، العدد: 2808
عرف أداء مناسك الحج هذه السنة عدة احتجاجات والتي خاضها الحجاج، نظرا لمعاناتهم التي رافقتهم منذ أن وطئت أقدامهم مطارات المملكة إلى معاناتهم المريرة مع السكن بمكة والمدينة، وأخرى بمنى، وأثناء التنقل إلى عرفة والرجوع منها، وفي المطار أثناء العودة. هم الذين دفعوا أكثر من أربعة ملايين سنتيم للفرد، وانتظروا بشوق الفوز بالقرعة سنوات قد تصل لثلاث سنوات وأكثر، ليجدوا أنفسهم أمام واقع لم يكن في الحسبان والذي لم يسلموا منه في كل خطوة خطوها لأداء فريضة الحج، من المسكن إلى النقل والرعاية الصحية الغائبة وغيرها من المعاناة التي جعلتهم ينتفضون ويجاهرون بمعاناتهم في غياب تام لمن يرشدهم أو يمدهم بمعلومة تسعفهم لأداء مناسكهم كما يجب. «المساء» كان لها لقاء مع مجموعة من الحجاج وكذا المرشدين الذين قدموا مظلمتهم بخصوص المعاملة اللاإنسانية التي عومل بها الحجاج المغاربة، الذين كان غالبيتهم من كبار السن والشيوخ، والذين لم تراع ظروفهم الصحية وقضوا فريضتهم في ظروف أقل ما توصف به كونها مهينة للحاج المغربي مرددين قولهم وكأنهم بمعاملتهم لنا يقولون «اذهبوا دون أداء مناسك الحج». سنتطرق لمعاناة الحجاج المغاربة من المطار في المملكة المغربية مع صرف العملة المغربية وتحويلها إلى الريال السعودي وصولا إلى المملكة العربية السعودية وانتهاء بمطار جدة حيث العودة.
كانت بداية معاناة الحجاج المغاربة في مختلف المطارات المغربية مع صرف العملة، حيث تسلمت الوزارة من كل حاج مبلغا وصل إلى أربعة ملايين و300 درهم والتي تشمل مصاريف جواز السفر وكذا الصرف بالريال السعودي، علما يقول من التقتهم «المساء» أن مصاريف الحج لهذه السنة ارتفعت تكلفته بزيادة تقدر بـ6900 درهم، لكن الحجاج فوجئوا في الساعة الأخيرة أثناء سحب الجوازات أن الوزارة خصصت لكل حاج ما يعادل 100 ريال، الذي يوازي 650 درهما مغربية والتي تتضمن ثمن الهدي الذي يعادل 475 ريالا سعوديا و1250 درهم مغربية، يعني أن الوزارة المكلفة حسب الحجاج» زادت علينا تقريبا 4 آلاف درهم على كل حاج»، ليلزم الحاج بأداء مناسك الحج وفي يديه فقط 1250 درهما مغربية لقضاء 10 أيام في السعودية تتضمن مصاريف الأكل والشرب وغيره، إلى درجة أن بعض الحجاج كانوا يعيشون على ما يقدمه لهم الآخرون من بقايا الأكل.
المطار: طائرة الحجاج
تحدث جل من التقتهم « المساء» عن التأخر في موعد الطائرة التي أقلتهم صوب المملكة السعودية، وكذا عدم توفرها على مكيفات ولا شاشات تلفزية من أجل أن توضح للحاج أين هو وإلى أين هو ذاهب وحين الوصول يقول حاج من مدينة الرباط، «حين الوصول انتظرنا ما يزيد عن الساعتين لحضور الحافلات التي ستنقلنا من جدة إلى المدينة المنورة، وحين قدومها اكتشفنا ألا وجود لمكيفات بها، مما جعلنا نقطع ما يعادل، يقول الحاج، 460 كلم لمدة 13 ساعة ونصف».
وحين وصولنا تم تكديسنا، يضيف حاج آخر من سلا، في غرف لا تتجاوز طاقتها الاستيعابية 4 أشخاص، ليبيت فيها من 6 إلى 7 حجاج، علما أن الحرارة مفرطة والوضعية الصحية للحجاج لا تسمح لهم بتحمل مآسي لم تكن في الحسبان، فمنهم مرضى الربو ومرضى الكلى وغيرها من الأمراض التي يصعب أن يتحملها الحاج في ظروف غير مواتية. وحينما استفسر بعض الحجاج عن سبب الازدحام في الغرف، كان جواب المسؤولين في السعودية أن الاتفاقية بين وزارة الأوقاف والمكلفين بالسكن والمواصلات يحدد مواصفاتها ثمنها فمن يبحث عن الأرخص ثمنا يجد الأقل جودة.
إضافة إلى أنهم، حسب الحجاج، لم يجدوا في المدينة المنورة من يمدهم بتوجيه أو تأطير كغيرهم من الدول المجاورة لهم كمصر والسودان، مع العلم أنهم يقضون فريضة الحج بأقل تكلفة مقارنة مع نظرائهم المغاربة.
«كاميوا» لنقل «الباكاج»
وحين العودة إلى مكة، يعقب حاج من تمارة، حملت حقائبنا على متن «كاميوا» وركبنا نحن حافلات لا تصلح البثة للنقل الآدمي، إلى جانب أن هناك من الحجاج من ركب الحافلة رقم 1 وزوجته في الحافلة رقم 5 وحتى بالنسبة لنقطة الانطلاق فهي مختلفة، حيث يمكن للزوجة أن تصل ساعات قبل زوجها والعكس صحيح مع العلم أننا، يوضح الحاج، سندخل للطواف مباشرة ولا وقت لدينا للبحث عن التائه من ذوينا.
حافلات «لافيراي» والسائقون موسميون
عانى الحجاج كثيرا مع النقل الذي كان يتأخر عن الموعد لساعات ليجد الحجاج أنفسهم في الشوارع ينتظرون، والسبب حسب الحجاج الذين عانوا من رداءته أن الحافلات التي خصصت للحجاج المغاربة ما هي إلا حافلات كانت بالمستودعات « لافيراي» مهترئة، لا تتوفر على مكيفات هوائية ولا كراسي مناسبة للاستعمال الآدمي، إلى جانب أن السائقين هم موسميون ولا دراية لهم بالطريق وفي غالبيتهم مصريون، مما كان يتسبب في تأخيرهم إلى درجة أن حافلة انطلقت من الساعة السادسة مساء ولم تصل إلا في اليوم الموالي عند الساعة السادسة صباحا، واستدرك حاج آخر بقوله إنه قام بحكم زياراته المتكررة للسعودية بتوجيه السائق المصري من مدينة جدة إلى مدينة الرياض، ناهيك، يضيف حاج آخر، عن التيه الذي عانى منه الكثير من الحجاج، حيث هناك من اضطر لكراء سيارة أجرة صغيرة فقط لأجل إرشاده بمبلغ يصل إلى 80 ريال سعودي وخلال أيام التشريق بحثنا بأنفسنا عن الحافلات التي تكدس فيها 60 راكبا بينما لا تستوعب إلا 40 راكبا وبقينا ننتظر السائق لساعات أخرى قبل وصوله ليخبرنا بأنه لا يعرف الطريق، مضيفا «وصلنا إلى مكة لننتظر مرة أخرى بعد عناء السفر لمدة 5 ساعات لأجل «تكديسنا» كالسردين نحن ستة رجال في غرفة لا تستوعب إلا ثلاثة أشخاص، مما اضطر العديد منا إلى المبيت في المسجد، لأن الغرفة أصبحت شبيه بـ«الفران» أو حمام «السونا» مع ارتفاع الحرارة المفرطة، حيث أوشكت شخصيا أن أختنق.
أما حين رغبتنا السفر من عرفة إلى المزدلفة فانتظرنا ما يزيد عن 3 ساعات ولا وجود لحافلات تقلنا كغيرنا من الحجاج الذين كانوا يمرون علينا ونحن مرميون في الشوارع ننتظر، يقول حاج من القنيطرة، وحين الاستفسار أجابونا بأن الاتفاقية الخاصة بنا كحجاج مغاربة لا تشمل النقل من عرفة إلى المزدلفة وعلينا السير على الأقدام مسافة 10 كيلومترات، رغم أن غالبية الحجاج عجزة ومرضى ولا يستطيعون قطع المسافة مشيا على أقدامهم، حيث اضطر غالبيتنا للعودة إلى منى مشيا على الأقدام، على مرأى من حجاج من دول شقيقة يمرون علينا بالحافلات التي تليق بهم كحجاج أتوا إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج.
لا وجود للأكل أو الماء
إلى جانب المعاناة سالفة الذكر هناك معاناة أخرى تتعلق بالأكل الذي لم توفره الوزارة المعنية، مما كان يضطر بعض النسوة إلى قضاء وقت ليس باليسير لأجل طهي بعض ما قدموا به من المغرب، لأنه إن رغب الحاج في اقتناء ما يأكل فربع دجاجة و»مغرفة» أرز يصل ثمنها 40 ريالا أي ما يعادل 50 درهما مغربية فكيف للحاج أن يقتني الأكل بمبلغ لا يزيد عن 1250 درهم لمدة 10 أيام، أما الماء فلم نجد في الغرفة الواحدة غير ثلاثة علب مما اضطرنا لاقتناء قنينات ماء من حجم نصف لتر بمبلغ ريالين أي ما يعادل 6 دراهم مغربية.
السكن
تحدث كل الحجاج عن معاناتهم في السكن، حيث فرضت عليهم البعثة المكلفة السكن في غرف لا تفوق طاقتها الاستيعابية 3 إلى أربعة أفراد بينما تسلمها لأزيد من ستة وسبعة أفراد، مما اضطر العديدين إلى المبيت في المطابخ في منى وكذا المبيت في المساجد في مكة والمدينة، وقضاء أيام التشريق أمام المراحيض وعلى الطرقات يفترشون الأـرض ويلتحفون السماء، إلى جانب أن الحجاج المغاربة خرجوا في احتجاجات بعدما تم احتلال مخيماتهم من طرف بعض الجنسيات الأخرى، حيث اختلط الحجاج القادمون من مختلف المدن المغربية والشعار الذي حمله المسؤولون « تزاحموا تراحمو» تحت درجة حرارة تعدت 53 درجة ولمدة خمسة أيام دون مراعاة أن هناك حجاجا مرافقين بزوجاتهم والذين تاهوا عنهن، ليرفع حاج استنكاره بالقول:«والله لولا الإحرام ولطف الله لمشينا عراة»
الأزبال وانعدام النظافة
سلم الحجاج «المساء» مجموعة من الصور التي توضح جليا المعاناة التي تكبدوها في منى، حيث الأزبال منتشرة هنا وهناك، والتي تترك لما يزيد عن ثلاثة أيام، الشيء الذي يؤدي إلى انبعاث رائحة كريهة منها، ويلزمهم إن هم أرادوا التخلص منها، منح مقابل مادي لعمال هم متطوعون من البنغلاديش وغيرها من الجنسيات مقابل تخليص الحجاج من جحيم الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، وكأنهم بفعلهم يقولون لنا: «اهربوا».
المراحيض بـ«السربيس»
كان الحجاج في منى يقضون ساعات منتظرين في صفوف، حيث هناك مرحاض بثمانية أبواب، بابه بلاستيكي للوضوء والاستحمام في الآن نفسه، الشيء الذي جعل بعض النساء من المغرب يتعرضن للضرب والعنف اللفظي من قبل مصريات، حيث كان المرحاض يقتسمه المغاربة مع الحجاج المصريين.
الرعاية الصحية: دوليبران هو الدواء
وفيما ارتبط بالرعاية الصحية للحجيج الذين هم في غالبيتهم يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري والكلى وأمراض القلب، فلم يجدوا من إسعافات حسب ما رواه من التقتهم «المساء» غير «دوليبران» كداوء يتم منحه لجميع المرضى باختلاف أمراضهم وإصاباتهم، الشيء الذي استدعى نقل الكثير من المرضى وعلى حسابهم الشخصي وبمساعدة غيرهم من الحجاج إلى مستشفيات سعودية والتي يستلزم الوصول إليها مرور ساعات عديدة بالرغم من الحالات التي كانت مستعجلة، خاصة بالنسبة للحجاج الذين يعانون من الربو وضيق في التنفس، وذلك لغياب سيارة الإسعاف التي تنقلهم وأيضا الكراسي المتحركة.
وذكر حاج من البيضاء بأنه كان له صديق يعاني من مرض الكلى وحين طلب المساعدة الطبية تمت إجابته: « ماعندنا مانديروا ليه» ليقوم بنقله إلى مستشفى النور بمكة وذلك على نفقة أصدقائه من الحجاج لأجل إنقاذ حياته حيث كانت حالته الصحية متدهورة جدا.
غياب الإرشاد والتوجيه
أكد الحجاج ألا أحد أرشدهم ولا قام بتوجيههم من قبل المؤطرين المحسوبين على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بل اعتمدوا شعار» كل واحد يدبر للراسو..كل واحد يدير اللي بغا..» شريطة ألا يحتج أو يرفع له صوت تنديدا بالواقع المزري من خلال وقفات تم منعها واتهام القائمين بها بأنهم ينشرون الفوضى وعليهم أن «يشوفو ويسكتوا»
حادث الازدحام
وبخصوص حادث الازدحام الذي عرفته منى ولا يزال العديد من الحجاج المغاربة مفقودين جراءه، فقال الحجاج بأن البعثة المغربية لم تكن تتوفر على لائحة تتبين من خلالها الحجاج الذين فقدوا أو ماتوا، بل اعتمدت على زيارة الخيام والاستفسار من الحجاج لإفادتهم بأسماء من خرجوا ولم يعودوا.
معاناة العودة
لم تخل عودة الحجاج المغاربة من الديار المقدسة من معاناة، حيث كان من المقرر أن تكون أول رحلة لعودة الحجاج المغاربة يوم الـ27 من شتنبر المنصرم، لكن الحجاج المغاربة لا يمكنهم العودة إلا يوم الـ28 من الشهر ذاته بسبب، احتفال المملكة العربية السعودية بعيد الأضحى يوم 24 من شتنبر عوض 23 منه كما كان متوقعا من قبل، هذا الأمر لم تضعه شركات الطيران ولا منظمو الرحلات السياحية في الحسبان، مما سبب مشاكل في التنظيم، أدى ضريبتها ما يزيد عن 1800 حاج مغربي كان يجب أن يعودوا إلى المغرب، حيث تراكم عدد الحجاج الذي وصل إلى 3600 مسافر في مطار جدة والذين عانوا من جحيم الانتظار والازدحام.
ساحة النقاش