<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
داعش" والوهابية .. فكر واحد بتقنيات جديدة
15 تشرين الأول ,2015 02:32 صباحا
غربي بريس: علي ابراهيم مطر
تمر البلاد العربية بأزمة مزدوجة اسمها "جماعات العنف التكفيري" التي تمارس القتل وتنشر التكفير في آن.
لاحت هذه المشكلة مع بداية "الربيع العربي"، وتفاقمت مع بدء الهجوم على سوريا، حيث شكلت "القاعدة" مجموعات إرهابية مسلحة تحت مسميات عدة، تحمل في طياتها أهدافاً مختلفة، أهمها الوصول إلى السلطة لبناء الدولة وفق رؤيتها التكفيرية، وبالتالي حكم أطياف متعددة في نسيج مجتمعاتنا، لا سيما في سوريا والعراق.
ما زاد من تعقيد الأمور وانفلاتها، انتشار هذه الأفكار بشكل واسع منذ عام ونيف على وجه التحديد مع إعلان تنظيم "داعش" خلافته، لتزداد خطورة الأفكار الضالة مع ما رافقها من أعمال قتل وإرهاب بحق الأبرياء والسيطرة على مساحة شاسعة من سوريا والعراق لبناء المجتمع وفق رؤى هذه الجماعات.
أفكار "جماعات الإرهاب والتكفير" ليست جديدة، إنما هي ذاتها وليدة أفكار الوهابية التي تحكم السعودية. لا فرق بين الفريقين إلا بالاسم فقط، فالعقيدة واحدة والأفكار متطابقة؛ التكفير لمن ليس معهم وقتل من يخالف عقائدهم والوصول إلى السلطة. وهي موجودة منذ انتشار أفكار ابن تيمية ثم جرى إحياؤها مع محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، أما الفرق الوحيد هو أن نشرها وإتباعها وتطبيقها أصبح بأساليب مغايرة عما كانت عليه وبتقنيات جديدة لتتم قولبتها بقوالب محببة للكثيرين من الذين يتم خداعهم ومكرهم بهذه الأفكار، ما يجعل الناس يتعلقون بها على أساس أنها المعيدة لأمجاد الخلافة الإسلامية، مع أنها بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي، وإنما هي تدعو إلى القتل والإكراه والإجرام والإرهاب.
عقيدة التكفير
المتتبع لمسار تنظيم "داعش" وأفكاره، يرى عدم وجود أي فرق بين هذا الفكر المتطرف وتعاليم الوهابية إلا بالأساليب والتقنيات المستخدمة، مع فوارق ضرورية لخدمة هذه الأفكار بالتوافق مع ما يريده العصر التقني الذي يبهر المشاهد من خلال الصور وتقنيات الإعلام المتطور، علماً أن آلات التصوير كانت محرمة لدى الوهابيين.
إن العقائد التي يسير عليها "داعش" هي ذاتها عقائد الوهابية، التي تكفر أهل السنة والجماعة ممن يعتقدون باستحباب زيارة قبر الرسول ويؤمنون بشفاعته وبنوا القبة الخضراء على قبره، فالوهابي الكبير الذي علمهم على هذا الحقد، يقول في كتاب الجواهر المضيئة: "كيف تدعو مخلوقاً ميتاً عاجزاً". وقد أراد أتباعه عند احتلالهم المدينة المنورة تهديم القبة الخضراء فوق قبر رسول الله لكن التظاهرات التي عمت بلاد المسلمين منعتهم من ذلك.
ويعتبر أحد أخطر أساليب الوهابية هو التباع منهج ابن تيمية في جواز الكذب والافتراء وإخفاء الحقائق في مواجهة من يخالفهم الرأي من المسلمين بشكل عام، وهو ما يقوم به حالياً أتباع الجماعات التكفيرية حيث يحورون كتباً كثيرة من أجل الافتراء على من لا يؤيدهم المعتقد والرأي. ولدى هؤلاء أراء عجيبة في الكثير من القضايا الشرعية، ولهم تصورات غريبة تدل على الجهل بكتاب الله وسنة نبيه، ومنها حرمة تقبيل المصحف الشريف، أو عندما ادعى ابن باز بأن الأرض تدور حول الشمس لا العكس، أو قص الشعر.
أما الأخطر من هذا، هو هدر دماء المسلمين وأموالهم ممن يعارضهم سواء كانوا من أهل السنة أو من غيرهم، وهذا ما يعتمده وينفذه إرهابيو "داعش" وغيرهم من تنظيمات (كجبهة النصرة وغيرها) في سوريا والعراق. لا بل إنهم يفتون بأن أشد درجات الكفر هو الترشح والمشاركة في المجالس النيابية المختلفة لأن النواب يشرعون القوانين و"من شرع للناس فقد جعل نفسه إلاه ونداً لله".
لقد انتشر فكر الوهابيين الذي يدعو إلى قتل الأبرياء في بلاد المسلمين بدعم سعودي من خلال بناء المدارس والمعاهد التي تدرس هذه الأفكار، وقد وقعت عدة حوادث إرهابية في الجزائر من قتل أطفال وزوجات ضباط من الجيش، أو في مصر واليمن من خلال قتل الأجانب أو اختطافهم، أو في أفغانستان وباكستان، وكل ذلك من انتشار هذا الفكر التكفيري.
منهج قتالي تكفيري واحد
إن "داعش"، ومثله تنظيم "القاعدة"، يتبع منهجاً قتالياً اتبعه الوهابيون منذ نشوئهم، ولكن هذا المنهج أصبح أكثر تطوراً ووضوحاً عند سيطرته على مساحات في سوريا والعراق.
هذا المنهج يقوم على اعتماد الشدة والغلظة والإرهاب والتشريد والإثخان في تعذيب المناوئين للتكفير وذبحهم بل حرقهم وهم أحياء. كما يقوم على اعتماد سياسة إفساد الاستقرار، فلا يجوز أن يستقر أي بلد من البلدان إذا كانوا قادرين على إفساد الاستقرار فيه، وضرب كل بلد لا يحكم بشريعتهم.
والأخطر من ذلك فإنهم يزعمون أن الأبرياء الذين يقتلون نتيجة عملياتهم الانتحارية إنما هم مأجورون في حال كانوا من مؤيديهم، ولكنهم يمكن أن يكونوا آثمين بسبب قعودهم عن الجهاد.
كما أن التكفيريين أصدروا فتاوى بقتل أطفال ونساء ضباط ومنتسبي الأجهزة الأمنية المناوئة لهم، وهي ما قال بها المدعو أبو قتادة (عمر محمود عثمان) الذي أفرج عنه من السجون الأردنية في أيلول 2014. وهم يدعون علناً إلى التمثيل بجثث الموتى حيث إنهم يتلذذون بالتمثيل بجثث من يقتلونهم.
إن "داعش" والقاعدة كما الوهابية يتميزون بدرجة عالية من الجهل بالإسلام ومن فهمهم للشريعة الإسلامية والقرآن الكريم، كما أن أعلى درجات الجهل تتمثل في فهمهم لمعنى الكفر والكافر، وهذا الجهل بالإسلام والشريعة هو الذي أدى بهم إلى هذه الدرجة، والأخطر من ذلك هو أن هناك وسائل إعلام تسوق لأفكار هؤلاء التكفيريين للتأثير في المسلمين بطرق الكذب والافتراء.
وللأسف حتى الآن لم تتم محاربة أفكار هؤلاء بالشكل المطلوب ولا يزال هناك من يدعمهم لمآرب خاصة، وبالتالي فإن ما يحضر لحكم البلاد العربية أصعب بكثير مما كانت عليه في حال استمر تمدد تنظيم "داعش" أو وصل أشخاص يحملون هذه الأفكار إلى السلطة، لذلك فإن على المواطن العربي أن يدرك ما يحضر له من مستقبل زاهر من الحرية، ويكفي أن ننظر إلى الحكم في السعودية.
ساحة النقاش