http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--<!--

خيارات التحالف الأمريكي-العربي في سوريا بعد الصدمة الروسية

11 تشرين الأول ,2015  06:54 صباحا

 

عربي بريس _ متابعات وصحف=  رأي اليوم

 

ألغت الولايات المتحدة الأمريكية برنامجها لتدريب قوات معارضة سورية "معتدلة" رصدت له 500 مليون دولار، ليكون نواة قوات "صحوات سورية" جديدة تعدادها 5000 مقاتل لمحاربة "الدولة الاسلامية"، بسبب النتائج الكارثية التي ترتبت عليه، وأبرزها فرار هؤلاء دون إطلاقهم رصاصة واحدة، أو الانضمام بمعداتهم إلى جبهة النصرة أو حتى "الدولة الاسلامية" نفسها التي تدربوا لمقاتلتها.

آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي قال في مؤتمر صحافي في لندن أن وزارته (البنتاغون) وضعت خيارات مستقبلية أكثر فعالية لأنها تركز على تحسين فعالية برامج التدريب، وتركز على تدريب "القادة" دون أن يحدد ماذا يقصد بذلك، وترك الأمر لخطاب متوقع للرئيس الأمريكي باراك أوباما.

التدخل العسكري الروسي في سوريا وقصف الطائرات الروسية الحديثة والمتقدمة لمواقع وتجمعات المعارضة السورية المسلحة، معتدلة كانت أو متشددة، وتوفيرها الغطاء الجوي لقوات الجيش السوري، الذي يحاول حالياً استعادة مدن إستراتيجية خسرها، مثل جسر الشغور وإدلب، هذا التدخل قلب كل المعادلات والموازين، وجعل خطط الولايات المتحدة العسكرية والسياسية السابقة قديمة تجاوزها الزمن، ولم تعد صالحة.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وإلحاح، هو عن طبيعة الخطط الأمريكية المستقبلية في الصراع السوري بعد هذا التدخل الروسي الكاسح؟

هناك ثلاثة احتمالات يمكن التكهن بها بناء على المعطيات المتوفرة في هذا المضمار:

الاحتمال الأول: أن تقبل الولايات المتحدة بالمطلب التركي في إقامة منطقة، أو مناطق حظر جوي داخل الأراضي السورية، تكون جزراً آمنة للاجئين السوريين، ونقطة انطلاق للمعارضة المسلحة التي تشرف عليها، ولكن هذا الاحتمال محفوف بمخاطر الصدام مع الطائرات الروسية المتقدمة التي قد لا تسمح بأي حظر جوي، وتعمل على إفشاله.

الاحتمال الثاني: أن تلجأ الإدارة الأمريكية إلى تسليح المعارضة "المعتدلة" والجيش السوري الحر على وجه الخصوص بأسلحة نوعية حديثة من بينها صواريخ مضادة للطائرات، وهذا خط أحمر روسي ثان، لأن هذه الصواريخ قد تستهدف الطائرات الروسية، على غرار ما حدث في أفغانستان بعد تزويد أمريكا للمجاهدين بصواريخ "ستنغر".

الاحتمال الثالث: أن تتحالف الولايات المتحدة مع الجماعات والفصائل الاسلامية المتشددة مثل "الدولة الاسلامية"، و"جبهة النصرة"، و"أحرار الشام"، وتسقط صفة الإرهاب عن هذه الفصائل والجماعات، وتحولها إلى ميليشيات أرضية لمواجهة التدخل الروسي على غرار ما فعلت في أفغانستان أيضاً، ولكن هذا الاحتمال مستبعد، في الوقت الراهن على الأقل، من الجانب الأمريكي، ومن "الدولة الاسلامية".

جميع هذه الاحتمالات أو الخيارات محفوفة بالمخاطر لأنها قد تؤدي، أو تعجل، بصدام عسكري مع روسيا والصين معاً، ولا نعتقد أن إدارة الرئيس أوباما التي تتجنب المواجهة العسكرية كمبدأ أساسي في سياساتها الخارجية مستعدة لمثل هذه المخاطر بالغة التكاليف.

الاحتمال الأكثر ترجيحاً أن توعز هذه الإدارة لحلفائها في المنطقة، والمثلث التركي السعودي القطري، على وجه الخصوص، بتكثيف الدعم العسكري للمعارضة السورية، والجيش الحر تحديداً، بما في ذلك تزويده بالأسلحة المتقدمة التي طلبها.

كشف مسؤول سعودي كبير عالي المستوى لمحطة "بي بي سي" أن عدداً من الأسلحة الحديثة، بما في ذلك صواريخ مضادة للدروع ستقدم للجيش الحر، وقال أن هذه الأسلحة لن تذهب إلى "الدولة الاسلامية"، أو "جبهة النصرة" اللتين تعدان منظمات "إرهابية"، وإنما إلى "جيش الفتح"، و"الجيش السوري الحر"، و"الجبهة الجنوبية"، ولم يستبعد المسؤول نفسه تقديم صواريخ مضادة للطيران للمعارضة السورية أيضاً.

ولا نعرف من هو هذا المسؤول، ولكن من المؤكد أنه عالي المستوى فعلاً، ويظل السؤال هو عما إذا كان مدركاً لخطورة الكلام الذي يقوله وما يمكن أن يترتب عليه من تبعات؟

إذا كان التدخل العسكري الروسي يعقّد الأزمة السورية، ويعرقل فرص الحلول السلمية، وفق وجهة النظر الأمريكية والسعودية والتركية معاً، فإن من يؤيدون هذا التدخل الذي سيمنع سقوط النظام السوري حتماً، أو يؤجله لسنوات عدة، سيجادلون بأن تزويد هذه الأطراف السورية الثلاثة المعارضة بصواريخ قد يؤدي للشيء نفسه، أي تعقيدات الأزمة، وعرقلة أي حلول سياسية أيضاً.

فإذا كانت قوات المعارضة التي دربتها المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) لقتال "الدولة الاسلامية" قد انهارت مبكراً، وسلمت وحدات منها معداتها إلى "جبهة النصرة" بعد الانضمام إليها، ولم تطلق طلقة واحدة على "الدولة الاسلامية"، فما الذي يمنع أن تنشق وحدات من الجيش الحر، أو جيش الفتح، أو الجبهة الجنوبية، وتنضم بصواريخها إلى "الدولة الاسلامية"، أو تهاجم قوات تابعة للدولة مخازن أسلحة هذه الفصائل الثلاثة، وتستولي على ما فيها من صواريخ تماماً مثلما فعلت عندما هاجمت قواعد للجيش الحر في مدينة "اعزاز" في الشمال الغربي قرب الحدود التركية قبل عامين؟

قلنا أكثر من مرة، وفي هذا المكان، أن سياسة الإدارة الأمريكية وحلفاءها العرب في سوريا تتسم بالتردد والارتباك، ولهذا فشلت على مدى السنوات الخمس الماضية في تحقيق أي من أهدافها بما في ذلك إسقاط النظام، أو القضاء على "الدولة الاسلامية"، ولا نبالغ إذا قلنا أن التدخل العسكري الروسي زاد من هذا الارتباك وأحدث حالة من "الصدمة" شبه القاتلة، ونعتقد أن التحالف الأمريكي العربي سيحتاج إلى أشهر، وربما سنوات حتى يفوق منها، أي الصدمة، ويتجاوزا آثارها ونتائجها، هذا إذا فاق أصلاً.

 

المصدر: عربي بريس _ متابعات وصحف= رأي اليوم
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 13 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,238