<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
تخبّط وارتباك في إسرائيل بعد العمليات الأخيرة وإجماع على أنّ “الانتفاضة الثالثة” اندلعت وأنّ حكومة نتنياهو “أعلنت إفلاسها” ومُطالبات باجتياح غزّة
الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
عكس الإعلام الإسرائيليّ على مختلف مشاربه، اليوم الأحد، حالة التخبط والارتباك، لا بلْ الأزمة السياسيّة، التي تعيشها الدولة العبريّة في هذه الأيّام على وقع التدهور الخطير في الحالة الأمنيّة، نظرًا لقيام الفلسطينيين بتنفيذ عمليات فدائيّة على الرغم من أنّ الاحتلال استنفذ جميع الطرق والوسائل لإخضاع الشعب العربيّ الفلسطينيّ. علاوة على ذلك، أجمع المراقبون والخبراء ومراكز الأبحاث على أنّ المؤسسة الأمنيّة والمستوى السياسيّ في تل أبيب يُمكنهما أنْ يطلقا على الأحداث الأخيرة أيّ اسم يُريدانه،ولكنّ الاسم الحقيقيّ لما جرى، يجري،وسيجري في الفترة القريبة، هو الانتفاضة الثالثة، كما صرخ العنوان الرئيسيّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، التي حذّر محللها الإستراتيجيّ والعسكريّ، أليكس فيشمان من مواصلة تردّي الأوضاع الأمنيّة وانعدام الثقة بالمؤسسة الحاكمة،من المستويين الأمنيّ والسياسيّ،وفي الوقت عينه جزمت صحيفة (هآرتس) في عنوانها الرئيسيّ أنّ عملية أمس السبت في شارع الواد بالقدس المُحتلّة، وهو الشارع الأكثر حراسةً في إسرائيل، تؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّ سياسة حكومة بنيامين نتنياهو في حفظ الأمن والاستقرار هي سياسة فاشلة، ولا تحمل في طيّاتها أيّ أملٍ يُذكر، على حدّ تعبيرها.وعلى الرغم من أنّ الإعلام العبريّ شنّ حملةً هستيريّةً ضدّ رئيس السلطة، محمود عبّاس، إلّا أنّه كان بارزًا للعيان وجود خلاف جوهريّ حول مكانة رئيس السلطة بين المؤسستين السياسية والأمنيّة، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، قال الجنرال في الاحتياط آفي مزراحي، القائد السابق لما يُسّمى في جيش الاحتلال بالمنطقة الوسطى في الجيش، أيْ المسؤول عن الضفّة الغربيّة المُحتلّة، قال للقناة الثانيّة في التلفزيون الإسرائيليّ،إنّه يجب قول الحقيقة،حتى في هذه الظروف الصعبة، وجزم قائلاً: لا يُمكن لنا أنْ نجد اليوم لدى الفلسطينيين شريكًا أفضل من محمود عبّاس،مُشدّدًا على أنّ التنسيق الأمنيّ بين قوّات الاحتلال الإسرائيليّ وبين الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة وصل في الأيّام الأخيرة إلى ذروته، لافتًا إلى أنّ حديثه يعتمد على حقائق ومعلومات مؤكّدةٍ، حسبما قال.وحذّر الجنرال مزراحي من أنّ المسّ بالأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة سيُلقي بظلاله السلبيّة جدًا على الأمن القوميّ الإسرائيليّ، ُشيرًا إلى أنّ الحفظ على “فتيان دايتون”، كما أسماهم، هي مهمّة إستراتيجيّة إسرائيليّة على الرغم ممّا يجري في هذه الأيّام من تصعيدٍ خطيرٍ في العمليات الفدائيّة وفي التحريض ضدّ الإسرائيليين،على حدّ زعمه. في السياق ذاته، وفي محاولةٍ بائسةٍ ويائسةٍ لرفع معنويات الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، حاولت المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة التغطية على الإخفاق في القدس المُحتلّة من قبل الأجهزة الأمنيّة، حاول التغطية على ذلك بالسماح بنشر تفاصيل عن أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، وفي مقدمتها جهاز الأمن العام (الشاباك)، تمكّنت من ألقاء القبض على منفذّي العملية التي وقعت ليلة الخميس الفائت بالقرب من مدينة نابلس، وقُتل فيها مُستوطنان، وذلك على الرغم من أنّ الإعلام العبريّ، شدّدّ في تقاريره على أنّه ليس قادرًا على كشف جميع التفاصيل بسبب وجود أمر منع نشر شامل أصدره الشاباك.مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، وعلى الرغم من أنّ أقطاب تل أبيب صبّوا جام غضبهم على رئيس السلطة الفلسطينيّة عبّاس، فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، تعرضّ هو الآخر لهجوم من قبل وزراء اليمين الإسرائيليّ في الحكومة ومن قبل المُعارضة، حيث تساءل الجميع: لماذا لم يعُد نتنياهو فورًا إلى البلاد بعد حادثة قتل المستوطنين الاثنين بالقرب من نابلس؟ فيما هاجم رئيس حزب (البيت اليهوديّ) ووزير التربيّة والتعليم، نفتالي بينيت، رئيس الوزراء من على شاشات التلفزيون وطالبه باتخاذ مواقف حازمة وصارمة ضدّ ما أسماه الإرهاب الفلسطينيّ المستشري،ودعا إلى بناء مستوطنة في كلّ مرّة يقوم فيهاالفلسطينيون بتنفيذ عملية ضدّ الإسرائيليين، كما انضمّت إليه وزيرة القضاء، أيلييت شاكيد، وانتقدت سياسة نتنياهو في لقاءٍ أجرته معها القناة الثانية بالتلفزيون العبريّ، الأمر الذي دفع رجال نتنياهو إلى إصدار بيان رسميّ جاء فيه إنّه من غير الممكن أنْ يكون هذا أوْ تلك في نفس الوقت وفي نفس الفترة أعضاء في الحكومة وفي المعارضة على حدٍ سواء.وأيضًا، استغلّ رئيس حزب (يسرائيل بيتينو) وزير الخارجيّة السابق، أفيغدور ليبرمان، العمليات الفدائيّة، وطالب حكومة نتنياهو بمعالجة حركة حماس في قطاع غزّة، زاعمًا أنّ الحركة تقوم بمباركة العمليات وبالتخطيط للعمليات في الضفّة الغربيّة وهي تعلم أنّها تحمل بطاقة حصانة، لأنّ ردّ الحكومة الإسرائيليّة سيقتصر على الضفّة الغربيّة، على حدّ تعبيره.على صلةٍ بما سلف، ذكر موقع (روتر) الإسرائيليّ أن مجلس “يشع″ الاستيطاني في الضفة الغربية قرر التظاهر مساء غدٍ الاثنين الساعة التاسعة مساءً أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو. وحسب الموقع، فيتظاهر المستوطنون، احتجاجًا على منع الاستيطان في القدس ومستوطنات الضفة المحتلة، بسبب موجة العمليات التي تسود القدس والضفة المحتلة.ومن المتوقع أنْ يحضر آلاف المستوطنين للتظاهر، وقد استأجر مجلس يشع عشرات الحافلات لنقل المستوطنين من الضفة المحتلة لمنزل نتنياهو، كما أفاد الموقع.
ساحة النقاش