<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
مع قهوة الصباح: لو كنا في مستوى المسؤولية لسهل علينا على الأقل إحصاء ضحايانا.
المساء
سبتمبر 28، 2015، العدد: 2792
الفاجعة التي هزت أركان العالم الإسلامي صباح عيد الأضحى، والمتمثلة في زهوق أرواح حوالي 769 حاجا، وهي حصيلة لا تزال غير نهائية، على إثر حصول ازدحام شديد بمناسبة رمي الجمرات، تسائل بالدرجة الأولى المسؤولين عن شؤون الحج في المملكة العربية السعودية، فلا يمكن أن نستمر في تغطية الشمس بالغربال ونلقي باللائمة على الحجاج في الوقت الذي تشير فيه كل الدلائل إلى أن سوء التنظيم هو المتهم رقم واحد في هذه الكارثة.
خلال السنة الماضية لوحدها، بلغت مداخيل السعودية من عملية الحج حوالي 9 ملايير دولار؛ وهذا الرقم يمكن أن يتضاعف إذا أضفنا إليه مداخيل العمرة. إنها أموال يقتطعها الحاج من أكله وشربه وملبسه ومصاريف أسرته ويحولها إلى خزائن السعودية ليتمكن من أداء شعيرة الحج حتى في ظل ظروف أقل ما يقال عنها أنها لا تصون كرامة الإنسان؛ لكن أن تدوسه الأقدام ويلقى حتفه بطريقة بئيسة فهذا أمر غير مقبول.
السعودية لها من الموارد ما يمكنها من ضمان مرور عملية الحج في أحسن الظروف، ابتداء من توفير بنيات الاستقبال والمبيت، ومرورا بتجنيد الموجهين والمساعدين الاجتماعيين وفرق الوقاية والتدخل السريع، وانتهاء بتوجيه الحجاج وتوعيتهم والأخذ بأيديهم حتى يؤدوا مناسكهم بالشكل المطلوب. لكنها تؤكد، سنة بعد أخرى، أنها ليست في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها، وهي خدمة الحرمين الشريفين.
للأسف، فإن المسؤولين المغاربة يشاطرون نظرائهم السعوديين عدم الأهلية لتحمل المسؤولية؛ فالبعثة الرسمية، التي دأبت على إهمال حجاجنا بمجرد ما تطأ أقدامهم الأراضي المقدسة، عجزت عن إحصاء خسائرنا في الأرواح، لسبب بسيط هو أنها لا تملك خطة لمتابعة الحجاج ولا تجشم نفسها عناء السؤال عنهم: هل وجدوا المبيت؟ هل أكلوا؟ هل شربوا؟ هل وجدوا وسائل النقل؟
لو كنا في مستوى المسؤولية لسهل علينا على الأقل إحصاء ضحايانا.
ساحة النقاش