<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
قراءة في مواجهة الحسن الثاني" للومند الفرنسية " ومحمد السادس للابتزاز فهل من تنازل؟
الكارح أبو سالم - هبة بريس -
لازال الجيل الأول الذي عاش زمان الملك الراحل الحسن الثاني , يتذكر قوته وعبقريته الفكرية , وجلساته الصحفية الصالحة لكل زمان ومكان و وثقته العالية بنفسه وانتصاره على كل صحفي سولت له نفسه التبجح بسؤال يرى فيه أنه ضربة قاضية لشخص الملك في مناح عدة سياسية كانت أم إستراتيجية، والصحافيون الفرنسيون يعلمون ذلك أكثر من المغاربة ويعترفون أن الحسن الثاني فرنسي أكثر من الفرنسيين لما تختزله ذاكرته كمؤرخ بارز لأحداث جمهوريتهم .
ففي سنة 1995 اهتز الرأي العام المغربي لما صدر عن الجريدة العالمية " لوموند الفرنسية " بعد أن تابعها العاهل المغربي الحسن الثاني آنذاك بتهمة القذف في حق شخصه والإساءة لرئيس دولة أمام القضاء الفرنسي لنشر هاته الأخيرة مقالا للصحفي " إنكيان " حول التقرير السري للمرصد الجيوسياسي للمخدرات بطلب من هيئة أوربية بعد أن تقدم المغرب بطلب الانضمام للإتحاد الأوربي , هذا التقرير أشار إلى محاور وعبارات اعتبرها الراحل مسا بشخصه وقذفا بسوء نية في حق رئيس دولة دون التثبت من صحة ما نشر.
برئت المحكمة الفرنسية ابتدائيا ساحة القائم على الجريدة والصحافي من تهمة القذف بسوء نية , في حين أدانه الحكم الإستئنافي كونه لم يأخذ على عاتقه تثبيت صدقية ما قدم على نشره،الأمر الذي سمم حينها العلاقات بين الملك والقائمين على إدارة جريدة لوموند،علما أن الراحل طالب خلالها بدرهم رمزي .
اليوم يتعرض الملك محمد السادس، ومن لدن بعض إعلاميي فرنسا لأبشع أنواع محاولات الإبتزاز " إريك لوران وكاترين غراسييه " ابتداءا من شهر يوليوز الماضي،علما أن " إيريك " صديق الحسن الثاني، ولديه مجموعة معلومات بل ومذكرات الوزير القوي في عهده إدريس البصري، والذي كان على وشك إصدارها، غير أنه بطلب من البصري تم إرجاؤها إلى حين، قبيل المفاوضات معه أثناء تواجده بباريز ورفض السلطات المغربية آنذاك تمكين البصري من جواز سفره، غير أن حصوله عليه، أوقف النشر وترك وصية لدى "إريك "حول الموضوع بعد مماته لم يعرف كنهها لحد الساعة .
أما " كاترين غراسييه التي سبق لها الاشتغال بالمغرب في صحيفة " لوجورنال " لبوبكر الجامعي المعروفة بكتابها " حاكمة قرطاج " عن زوجة بنعلي، وكتاب ساركوزي والقذافي التاريخ السري للخيانة، وكتاب " عندما سيصبح المغرب إسلاميا، فهاته السيدة ذاقت حلاوة الشهرة والمال من بابهما الواسع إلى جانب رفيق دربها " إريك " وتوسع طمعها لمشاركته في محاولة ابتزاز الملك .
أما الآن وقد تبث تورط الصحفيين الفرنسيين بالقرائن القوية بالصوت والكتابة بالعودة إلى الالتزام الذي وقعاه بخط يدهما يقران فيه بتسلمهما مبلغا ماليا في انتظار الشطر المتبقي من أجل الإحجام عن نشر الكتاب، ومتابعتهما في حالة سراح من لدن القضاء الفرنسي، والإفراج عنهما ليلة الجمعة الماضية للشروع في محاكمتهما، فلم يعد هناك أدنى شك كونهما مجرمين أساءا للصحافة الفرنسية جمعاء، فهل ستعرف العملية تداعيات على مستوى العلاقات بين البلدين ؟ أم سيترقب الجميع ما ستسفر عنه التحقيقات القضائية ؟ أم سيتنازل من له الحق في ذلك عن الشكاية المرفوعة لإخماد نار متأججة في قلوب المغاربة الرافضين المساس برمز وحدتهم ؟
ساحة النقاش