<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
كيف تفاعل المتتبعون المغاربة مع اعتقال مُحاور الحسن الثاني؟
هسبريس - إسماعيل عزام
السبت 29 غشت 2015 - 08:51
شكّل خبر توقيف الصحافي إيريك لوران المشهور في الأوساط المغربية بتأليفه كتاب "ذاكرة ملك" الذي حاور فيه الملك الراحل الحسن الثاني، صدمة كبيرة في المغرب وفرنسا، خاصة وأن لوران، البالغ من العمر 68 سنة، كان يحظى بسمعة جد طيّبة بين الصحافيين الفرنسيين، لا سيما لكتبه المميزة الذي كشف فيها النقاب عن أسرار كثيرة كما ألفه عن النظام الأمريكي وحروب الخليج والصفقات الدولية السرية.
فبعد مسار طويل من العمل مع جرائد مرموقة منها جريدة "لوموند"، وبعد أن تقاعد منصرفًا إلى تأليف الكتب، يظهر أن إيريك لوران الذي اعتُقل أمس الخميس رفقة الصحافية كاثرين غراسيي، سيخرج من الباب الضيق لعالم الصحافة إن أكد القضاء الفرنسي حقيقة ابتزازه للملك محمد السادس، وسيتحوّل اسمه من "محاور الملوك والرؤساء" إلى صحافي يستخدم قلمه في أهداف بعيدة تمامًا عمّا تعاقدت عليه الصحافة عبر العالم من كشف للحقائق وخدمة الصالح العام والدفع نحو تحقيق أو تعزيز الديمقراطية.
يقول عمر بروكسي، صاحب كتاب "محمد السادس خلف الأقنعة"، في تصريحات لهسبريس، أنه فوجئ كثيرًا بالخبر عند سماعه، مؤكدًا أن الزمالة التي جمعته بكاثريين غراسيي لم تجعله يعتقد بإمكانية وقوع حدث من هذا القبيل، متحدثًا أن القضاء لم يؤكد بعد الاتهامات بالابتزاز، ممّا يجعل قرينة البراءة حاضرة، لكن في حال ما ثبت ذلك، فالأمر يتعلّق بـ"فضيحة أخلاقية لا يمكن السكوت عنها".
وحول الوصف الذي كان يعطى لإيريك لوران بأنه صديق للملك الراحل الحسن الثاني، أجاب بروكسي أن ذلك منافٍ تمامًا للواقع، فكتاب "ذاكرة ملك" لم يأت للرد على كتاب "صديقنا الملك" الذي ألّفه جيل بيرو، بل كان رغبة من الملك الراحل في الكشف عن مذكرته، ولمّا كان لوران من أشهر الصحفيين أصحاب الخبرة المهنية العالية، كان طبيعيًا أن يكون هو مُحاور الملك في ذلك الكتاب، خاصة وأنه سبق أن حاور رؤساء عدة دول، بل إن حتى إدريس البصري، كان يرغب في نشر مذكراته على شكل حوار مع لوران، يقول بروكسي.
واستغرب بروكسي أن يسقط لوران في فخ الابتزاز وهو الذي حقق أمجادًا صحفية كبيرة، متحدثًا أن تأكيد الاتهام بحقه سيكون له تداعيات كبيرة على الصحافة الفرنسية في علاقتها مع المغرب، لكن ذلك لا يعني أن كل من ينتقد المغرب يفعل ذلك بغرض الابتزاز، يستدرك المتحدث، مشيرًا في الجهة المقابلة إلى وجود صحافيين فرنسيين متواطئين مع الدولة المغربية ومع الأجهزة السرية الفرنسية، وهي ممارسة توجد في أغلب بلدان العالم، حيث يوجد "الصالح والطالح" في الصحافة.
أما المؤرخ المعطي منجب، فقد أشار إلى أن تأكيد التهمة بحق لوران وغراسيي سيؤثر سلبيًا على الكتابات المُعارضة التي تنتقد النظام المغربي، وسيجد النشطاء الحقوقيون والصحافيون المستقلون صعوبات في التخلّص من أثر هذه الصدمة التي كان بطلها صحافي معروف، الأمر الذي "ستستفيد منه الدولة المغربية"، بل إن الأمر سيصل حاليًا إلى كل صحافي فرنسي ينتقد الممارسات اللّا ديمقراطية في عدد من دول العال، حسب تصريحاته لهسبريس.
غير أن منجب أشار إلى أن غالبية الصحافيين الفرنسيين الذين يكتبون عن المغرب لا يخرجون عن دائرة المدح والإشادة بطريقة لا توجد حتى في الصحافة المغربية، وما يؤكد ذلك حسب قوله هي تسريبات كريس كولمان عندما نشرت معطيات عن تسلّم صحافيين فرنسيين لأموال قصد الكتابة الإيجابية عن المغرب، متسائلًا عن الدوافع التي تدفع صحافيين فرنسيين ينتمون إلى تيارات يمينية معادية للأجانب، إلى كتابة مؤلفات تمدح المغرب بطرق غريبة.
وعكس منجب، أشار الصحافي سليمان الريسوني إلى أن توقيف لوران وغراسيي بتهمة الابتزاز لن يؤثر على المدى المتوسط والبعيد على الكتابات النقدية التي تتعرّض للنظام المغربي ولتدبيره السياسي والاقتصادي، متحدثًا أن ما وقع ليس سابقة في التاريخ الإعلامي، إذ اكتشف الرأي العام وجود عمليات ابتزاز، إلّا أن ذلك لم يؤثر على مسار الصحافة، بما أنها "ترّكز على الجانب الفارغ من الكأس وتعمل على انتقاد التجارب السياسية وإظهار مكامن الخلل فيها".
وأضاف الريسوني لهسبريس أن المتتبع يُدرك وجود فئة من الصحافيين الفرنسيين باعت أقلامها لأجل المديح، وهو ما أكدته حسب قوله تسريبات كولمان، بينما يتأكد الآن وجود فئة أخرى تشتري صمتها عن طريق الابتزاز، لكن ذلك لن يؤثر على التحليلات النقدية والتحقيقات الاستقصائية التي تكشف بمهنية وليس بتحامل عن مكامن الخلل، خاصة إن كان الرأي العام يعلم بوجود الكثير من النقائص في التدبير السياسي.
ساحة النقاش