<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

سباق روسي ـ أمريكي على تسليح دول المنطقة

27 أب ,2015  12:44 صباحا

عربي بريس - علي مخلوف

لا يلبث أن يبرد المناخ السياسي والدبلوماسي قليلاً، حتى يقوم العمل الاستخباري والسياسي المظلم بعمله لإعادة تسخين الأجواء في منطقة مكتوب عليها أن تكون مرصودة بلعنة التشرذم والحروب "الشرق الأوسط".

ولا يمكن لبعض الأنظمة الخليجية عموماً والنظام السعودي خصوصاً ، العيش ضمن بيئة سياسية صحية وآمنة، فالطبع دساس وطبع أعرابي أشد نفاقاً هو الغالب!.

بعد توقيع الخمسة زائد واحد الاتفاق النووي مع إيران، جن جنون أنظمة الخليج والكيان الإسرائيلي وزاد سعير الإرهاب رغم كل ذلك الحراك السياسي الناتج عن التوقيع، كاللقاءات السياسية الدبلوماسية الرفيعة المستوى التي أشرف عليها الروس بأنفسهم وبموافقة أمريكية مع مسئولي أنظمة الخليج.

لقد أوحى المشهد السياسي أن هناك اتفاقاً روسياً ـ أمريكياً لتبريد الأجواء والشروع في حياكة حل شامل للمنطقة والملفات العالقة فيها، وهو فعلاً ما تم في الأروقة المغلقة، لكن الأمريكي لا يستطيع إلا أن يستمر في إتباع إستراتيجيته البراغماتية المتغيرة كترددات جهاز تجسس، في الدقيقة آلاف الموجات! حيث اتفق الأمريكيون مع الروس على الحل الشامل، وقدموا تطمينات للخليجي والإسرائيلي، و أعطواً أملاً للتركي في إمكانية منطقة عازلة أو تقديم غطاء جوي لمعارضة تُسمى بمعتدلة، تارةً تعترف ببعض ما تُسمى بمعارضة وتارةً تصفها بالضعيفة، في لحظة لا تغامر واشنطن بمصالحها لأجل إرضاء حليف لها، لكنها في لحظة أخرى يمكن أن تقلب موقفها إن كانت تلك المصلحة مرتبطة بأمن حليف أيضاً كما "إسرائيل".

مناسبة هذا الحديث هو الموقف الأخير الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية القلقة من احتمال توقيع صفقة بين روسيا وإيران تقضي بتوريد موسكو منظومات "إس-300" الصاروخية لطهران، والسبب المعلن قلق واشنطن وجديتها بشأن أمن حلفائها في المنطقة، المراقبون صنفوا الموقف الأمريكي ضمن سياق تطمين الحلفاء، ما يعني أنه قد يكون تبريدا لأعصاب الخليجيين والإسرائيليين المشتعلة غضباً، بسبب السياسة الأمريكية في الضغط على البعض من هؤلاء الحلفاء لزيادة صفقات التسليح معها.

لكن هناك سبب آخر أيضاً للموقف الأمريكي، ويتمثل بوجود صفقات تسلح تعقدها موسكو أيضاً مع دول المنطقة آخرها مع مصر، وإمكانية لجوء بعض أنظمة الخليج أيضاً إلى عقد صفقات تسلح مع الروس أيضاً والأخيرون لا يمانعون ذلك، ما جعل سباق بيع السلاح بين الأمريكيين والروس يظهر بصورة أوضح، وهو أمر لم يتوقف قط.

ماذا سيفعل الأمريكيون عند تم تسليم الأس 300 لإيران؟ هل ستغامر واشنطن بما وصلت إليه سياسياً مع الروس والإيرانيين حتى الآن؟ وما هو حجم الاستغاثة الخليجية حتى قامت أمريكا بإعلان موقفها ذاك؟ صحيح بأن الأس 300 هو سلاح دفاعي، لكنه أيضاً يؤمن مساحةً واسعة من أجواء البلد الذي يمتلكه من أي عمليات عدوانية ضده.

بالمحصلة فإن ما صدر عن البنتاغون الأمريكي قد يكون مجرد تسجيل موقف كرمى لعيون الخليجيين والإسرائيليين كإبرة بنج آنية، وقد يكون ناتجاً عن اختلاف آراء ضمن الإدارة الأمريكية ذاتها بحيث يصدر عن وزارة الدفاع الأمريكية موقف، ويصدر عن مؤسسة أخرى موقف مغاير له، لكن الأهم فيما يحدث هو السباق الأمريكي ـ الروسي على تسليح دول المنطقة.