<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
مغاربة روسيا.. قصص نجاح وأفكار خاطئة عن بلاد الكرملين
هسبريس = ميمون أم العيد من روسيا
السبت 22 غشت 2015 - 19:00
لا يوجد الكثير من المغاربة بمدينة بيلغورود، الواقعة في الجنوب الغربي لروسيا الاتحادية. بيلغورود التي تعني بالروسية المدينة البيضاء، والمتاخمة لدولة أوكرانيا، تعتبر مجد روسيا العسكري، وقد استهوت العديد من المغاربة خريجين وطلبة، نظرا لتوفرها على عدد مهم من الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية.
التواجد المغربي هنا نوعِيٌّ، فجميع من التقتهم هسبريس من خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسية، أو الطلبة الذين يتابعون دراساتهم العليا، يرفضون نعتهم بـ"المهاجرين"، لأنهم ـ باستثناء الطلبة ـ يحملون جنسيات روسية، وفي روسيا لا يُسمح لغير حامل جنسية البلد بالعمل، سوى بعض الاستثناءَات التي تتم وفق القانون.
لكن هؤلاء المغاربة لم يقطعوا صلاتهم بأهلهم في البلاد، حيث ما يزال الحنين يشدهم لقراهم، وأحيائهم، وأصدقاء طفولتهم، وما يزالون بين الفينة والأخرى يرسلون حوالات مالية لعائلاتهم في المغرب.
مغاربة ناجحون ببيلغورود
البالشُوي، وَخالد من مكناس، ومصطفى من الدار البيضاء، وعبد الله من أڭادير، ومراد من برشيد وغيرهم، مغاربة تجاوزوا الأربعين، ويعيشون في روسيا منذ قرابة ربع قرن، درسوا في مختلف المدن الروسية، وتخرجوا من جامعاتها، وتزوجوا من روسيات أنجبن أبناءً، منهم من له أسماء غير مغربية..
خمسة مهندسين من المغرب يعيشون كأصدقاء في بيلغورود، لا يلتقون كثيرا رغم تعارفهم منذ سنوات، لكن حبل الود لم ينقطع بينهم، حيث يجتمعون بين الفينة والأخرى لتذكر البلد، والحديث عن مشاكل الأولاد والحياة، واستطاعوا تكوين مشاريع خاصة بهم، تُدر عليهم دخلا محترما.
وامتلك هؤلاء المغاربة منازل فاخرة بالمدينة، وكَوّنوا عائلاتهم، وصاروا يعيشون في اندماج تام مع المجتمع الروسي، بل إنهم نسجوا صداقات مع شخصيات روسية محترمة، واستطاعوا أن يحصلوا على تقدير واحترام الروس.
لا عنصرية في روسيا
ويدافع المغاربة القاطنون بروسيا عن هذا البلد الذي يعيشون فيه، إذ ينفون تعرضهم لمعاملة تمييزية من الشعب الروسي، أو من الشرطة والإدارات، وأنهم يعيشون كأي روسي ولد في البلد بعد حصولهم على الجنسية الروسية، فالقوانين تكفل لهم معاملة جيدة، أسوة بكافة المواطنين الذين يشاركونهم العيش داخل هذه الرقعة الكبيرة.
"لا يمكن أن تكون جالسا رفقة روسي، ويأتي شرطي ويطلب منك أنت المغربي جواز سفرك دون أن يطلبه من الجميع، وإن فعل ذلك فمن حقك أن تقاضيه"، يقول خالد من مكناس لهسبريس، ثم يزيد " قضيت 23 سنة متنقلا في مدن وأحياء حتى استقر بي المقام هنا ببُولغوراد حيث أدير مشروعي، ولم ألقَ من الروسيين غير التقدير والاحترام".
أفكار خاطئة عن روسيا
ويؤكد مغاربة روسيا، خاصة بمدينة بيلغورود، وأغلبهم قضوا أزيد من عقدين من أعمارهم داخل روسيا الاتحادية، أن المواطنين الذين يعيشون خارج روسيا يحملون أفكارا مسبقة عن هذا البلد، وهي في أغلبها غير صحيحة، وفيها الكثير من المبالغة، ويرغبون في تصحيحها عبر هسبريس.
أول الأفكار الخاطئة عن روسيا، يقول مراد، هي أن "الكل سكران وعربيد، وأنه أينما ولّيت وجهك تجد الڤودكا"، في حين أن الشعب الروسي لا يتعاطى الخمور بتلك الصورة المبالغ فيها، فالقوانين تمنع السكر في الحدائق والشوارع، وأمام الأطفال، وحتى السجائر لا تباع مكشوفة في المحلات، بل تُوارى عن الأطفال.
"ويمنع منعا كليا في بلاد الكرملين بيع الخمر في المتاجر والمحلات بعد العاشرة ليلا، ويقتاد للسجن كل من يسوق في حالة سكر، وقد تكون هذه القوانين مشَرَّعة أيضا في المغرب، لكن دولة روسيا تطبّقها بكل صرامة"، يورد المهاجر المغربي ذاته.
ثاني الأفكار التي يود مغاربة بيلغرود تصحيحها في ذهنية من لا يعيش في روسيا مسألة "بيع الشواهد والدبلومات"، فعبد الله "، لا ينكر أن يكون هذا الأمر موجودا في فترة ما، لكنها دبلومات لا يعتد بها وغير مقبولة، وسوق الشغل هو من يحدد زيفها، ولا يمكن لأحد أن ينكر كفاءة المهندسين الروس..
ويُفند مغاربة بيلغورود كذلك فكرة فقر الروسيين وشُحّهم، مستدلين بذلك عن غياب المتسولين بالمدينة، وغياب أزمة السكن، وارتفاع الدخل الفردي رغم اختلافه من جهة لأخرى، والمواطن الروسي ــ يؤكد مراد ـ يعيش حياة فارهة، ولا يذخر كثيرا كعادة العديد من الشعوب.
لحام: روسيا ليست الاتحاد الأوروبي
وقال الدكتور ياسر لحام، مُعاون رئيس جامعة بيلغورود في الشؤون الخارجية، والعضو في رابطة خريجي الجامعات الروسية والسوڤياتية بموسكو، لهسبريس إن "المغاربة سريعي الاندماج في المجتمع الروسي، لأن روسيا تعاملهم كأبناء لها"، مضيفا أن "ما ينطبق على المغاربة ينطبق على السوريين واللبنانيين وكافة القادمين من خارج روسيا".
وساق لحام حكاية وقعت له في ألمانيا قائلا " دُعيتُ لمؤتمر بألمانيا رفقة وفد لأمثل بلدي، وأثناء الطعام تم تخصيص مائدة خاصة لنا معزولة عنهم، في حين أنهم عندما يزورننا نستقبلهم في بيوتنا، لكنه الاختلاف بين الشعوب، فلكل شعب تقاليده ومميزاته، وما يميز روسيا أنها تفتح حضنها للجميع".
نفس الرأي يشاركه علي بلوش، رئيس الرابطة المغربية لخريجي المعاهد والجامعات الروسية والسوڤياتية، الذي قال إن "المغاربة اندمجوا كليا في المجتمع الروسي، حيث تزوجوا وأنجبوا، ويتعاملون ويُعامَلُون مثل الروسيين الذين ولدوا على أرض روسيا، لكون الشعب الروسي شعب بسيط، ومضياف، ومنفتح، عكس شعوب أخرى".
وأردف بلوش أن المغاربة الذين يعيشون في روسيا كلهم من خريجي الجامعات، أي أنهم على درجة كبيرة من العلم والمعرفة والتجربة، ولا يعيشون في تجمعات منغلقة خاصة بهم مثل ما يحدث في بعض الدول" وفق تعبير المتحدث.
ساحة النقاش