<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
رسائل "جفاء" بين مصر والسعودية
24 تموز ,2015 03:09 صباحا
عربي برس _ صحف= رأي اليوم - عبد الباري عطوان
العلاقات السعودية المصرية ليست في أفضل أحوالها هذه الأيام، فمنذ أن وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى العرش في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد وفاة شقيقه الملك عبد الله، والفتور يخيم على هذه العلاقات، بصورة أو بأخرى، مع ظهور بعض المؤشرات بين الحين والآخر، إلى اقتراب هذا الفتور من خانة "الجفاء".
أمران يمكن رصدهما في هذا الصدد يمكن أن يسلطا الأضواء على هذا الملف المهم في العلاقات العربية العربية:
الأول: المقابلة التي أدلى بها الكاتب والصحافي محمد حسنين هيكل إلى صحيفة "السفير" اللبنانية وتحدث فيها عن المأزق السعودي في اليمن، وتوقع انهيار النظام السعودي، وأشاد فيها بايران وصمودها في المباحثات النووية مع الدول العظمى.
الثاني: الزيارة التي قام بها وفد رفيع من حركة المقاومة الاسلامية "حماس" برئاسة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي وعضوية عدد من أعضاء المكتب يتقدمهم الدكتور موسى أبو مرزوق، وكان لافتاً أن الوفد التقى العاهل السعودي وذراعه الأيمن الأمير محمد بن نايف ولي العهد، والأيسر محمد بن سلمان ولي ولي العهد.
علاقات السيد هيكل مع المملكة لم تكن وردية مطلقاً، وحبل الود بين الطرفين مقطوع منذ الحقبة الناصرية التي كان المتحدث باسمها، ولكن تصريحاته الأخيرة اكتسبت أهمية خاصة، لأنه يعتبر في نظر الكثيرين المستشار الأبرز للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويقال أنه، أي هيكل، هو الذي كتب نص الخطاب "التاريخي" الذي ألقاه الرئيس السيسي (كان حينها وويراً للدفاع) يوم الثالث من تموز (يوليو) عام 2013، وأعلن فيه عزل الرئيس الأخواني المنتخب محمد مرسي من السلطة.
الرئيس السيسي مثل معظم الرؤساء المصريين الذين سبقوه، يستخدم الإعلام وأقلامه بطريقة فاعلة لإيصال رسائل سياسية، وهناك من يعتقد في مصر أن مقابلة هيكل هي إحدى هذه الرسائل، خاصة الفقرة التي تحدث فيها عن رغبة الرئيس السيسي في التقارب مع ايران، وأن هناك ضغوطاً كبيرة تبذل حالياً لمنع هذا التوجه.
أقوال السيد هيكل أعطت مفعولها مرتين، الأولى عندما انزعجت القيادة السعودية بشكل ملحوظ انعكس في إيعازها لكتائب "الشتائم" التابعة لها بشن حملة إعلامية شرسة ضده، أي هيكل، تركزت على الرجل بأقذر الألفاظ ولم تتضمن رداً مقنعاً على أفكاره، ودفعت بالسيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي إلى التصريح بعد اجتماع عقده مع نظيره المصري سامح شكري في مدينة جدة أكد فيه "أن مصر جزء أساسي من التحالف الداعم للشرعية في اليمن"، مشدداً على أن الحل في سورية يجب أن يشمل رحيل الأسد"، ولكن تصريحات الجبير هذه لم تقدم إجابات صريحة حول متانة العلاقات المصرية السعودية، مثلما جرت العادة في مثل هذه اللقاءات.
أما إذا انتقلنا إلى النقطة الثانية وهي استقبال العاهل السعودي لوفد حركة "حماس" فمن الواضح أن هذا الاستقبال "يوتر" العلاقات مع مصر، ليس لأنها تعتبر الملف الفلسطيني، وقطاع غزة منه على وجه التحديد، يحتل قمة أولوياتها ولا تسمح لأحد بالخوض فيه من وراء ظهرها، وإنما أيضاً لأن هذا الاستقبال يعكس تراجعاً سعودياً عن اتفاق مشترك بمحاربة حركة "الاخوان المسلمين" باعتبارها الخطر الأكبر على مصر والمنطقة العربية.
لا بد أن السعودية تدرك الحساسيات المصرية الخاصة تجاه ملف الإخوان المسلمين عندما استقبلت السيد مشعل، مثلما تدرك أيضاً أن حركة "حماس" هي "الذراع العسكري"، لحركة الاخوان في قطاع غزة، ولعلها أرادت أن تبعث رسالة إلى مصر من خلال هذا الاستقبال تعكس غضبها تجاه الموقف المصري من التدخل العسكري السعودي في اليمن في إطار عاصفة الحزم، واستقبال الحكومة المصرية وفدا يمثل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والسماح بمعرض لصور ضحايا "العدوان" السعودي في اليمن، نظمته شخصيات مقربة من التيار الحوثي.
صحيح أن الإعلام السعودي الرسمي، وغير الرسمي، لم يتطرق مطلقاً لزيارة وفد "حماس" للسعودية، ولم ينشر صورا للقاءات، وهذه رسالة سياسية أخرى أيضاً، ولكن الصحيح أن الزيارة تمت، وأعطت مفعولها، بدليل زيارة السيد شكري وزير الخارجية المصري للسعودية، وتأكيد الجبير في ختام اللقاء معه "أن زيارة وفد "حماس" إلى المملكة كانت لتأدية العمرة، ولم تكن زيارة رسمية".
هذه "الكلمات الدبلوماسية" التي يتبادلها الطرفات السعودي والمصري، وبعضها تحت الحزام، تؤكد أن الأزمة موجودة، وتتجه نحو المزيد من التأزم في المستقبل إذا لم يتم تطويقها بسرعة، وهذا موضع شك بسبب اتساع الهوة، واختلاف المصالح، وتغير التحالفات، وانقلاب خريطة المحاور.
ساحة النقاش