http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

في انتظار أن نستيقظ

المساء = عبد الله الدامون

يوليو 23، 2015

هل تساءل الناس ولو مرة واحدة من الذي فرض عليهم الانشغال بقضية اسمها «الصّاية»؟ وهل طرحوا على أنفسهم سؤالا يقول: هل قضية ذلك «الرجل» الذي خرج إلى شوارع فاس في رمضان وهو يرتدي زيا نسائيا أهم من قضايا أخرى تمس صميم حياتهم؟ وهل أعطى المغاربة فسحة لعقولهم لكي يطرحوا أسئلة كثيرة حول من يوجه اهتمامهم ويصنع لهم طريقة تفكيرهم؟
الناس لا يزالون إلى اليوم يتناقشون حول تنورة إنزكان ومخنث فاس، وهذه
الأيام ظهر فيديو جديد لفتاة ترتدي سروالا قصيرا في سوق شعبي بآسفي، وهو الفيديو الذي تحدثت عنه صحف أوربية شهيرة، وكأن المغرب لم يعد مكانا سوى للنقاش حول التنورات والشذوذ والسراويل القصيرة.
في الأيام المقبلة ستبرز قضايا أخرى سيستهلك فيها المغاربة الكثير من الجهد
والكلام والنظريات، وكلها قضايا فارغة بالتمام والكمال، والغريب أن أغلب القضايا التي يستهلك فيها الناس وقتا طويلا في الجدل هي شرائط تافهة في «اليوتوب»، والغريب أكثر هو أن هناك شرائط قوية بكثير على «اليوتوب» لا يهتم الناس بها مطلقا، لذلك من حقنا أن نتساءل: من يوجه اهتمامات المغاربة؟ ومن يفرض على الناس طبيعة نقاشاتهم؟
في الوقت الذي كان الناس، من وجدة إلى الكويرة، منشغلين بقضية تنورة
إنزكان، وفي الوقت الذي كانت فيه الصفحات الأولى للجرائد تتحدث عن الموضوع وكأن البلاد مهددة بقنابل نووية، فإن قضايا أخرى خطيرة مرت تحت أنوفنا مباشرة دون أن نأبه بها، إنها أشياء كثيرة جدا، لكن دعونا نركز على قضية واحدة.
قبل بضعة أسابيع سمع الناس خبر ضبط الشرطة الإسبانية لقرابة 50 طنا من
المخدرات في ميناء الجزيرة الخضراء، ومن الطبيعي أن يتم ضبط مخدرات في هذا الميناء أو في كل موانئ ومطارات العالم، لكن المشكلة أن الخمسين طنا مرت كلها من ميناء طنجة المتوسط، هذا الميناء الذي نتحدث عنه وكأنه الكعبة، بينما ما يحدث فيه بدأ يصيبنا بالغثيان.
لكن كل هذه الأطنان التي مرت من ميناء طنجة المتوسط نسيناها بسرعة ثم
انشغلنا بقضية «الصاية» في إنزكان، ولو أننا خصصنا ربع الوقت فقط لقضية فضيحة المخدرات لغيرنا أشياء كثيرة في هذه البلاد، لكن يبدو أن اللوبي الذي يتحكم في عقولنا واهتماماتنا يعرف جيدا ما يفعل.
هل نحن شعب مريض أم أننا شعب جاهل أم أننا شعب شبح؟ هذا سؤال صريح وقاس
لأنه من غير المفهوم أن ينسى الناس بسرعة قضية خمسين طنا من المخدرات مرت من أكبر ميناء في المغرب كما تمر قملة في رأس مسافر، ثم نتصارع ونتشاتم حول امرأتين بالغتين ارتدتا تنورتين قصيرتين وخرجتا بها إلى الشارع، كما تفعل آلاف، أو مئات الآلاف من النساء في المغرب كل يوم.
هكذا انشغل ملايين المغاربة بقضية تنورة لم يروها أبدا، ونسوا خمسين طنا من
المخدرات التي تحدثت عنها كبريات وسائل الإعلام العالمية، والتي صورت ميناء طنجة المتوسطي مثل ثقب كبير في عالم التجارة الدولية، إلى درجة تساءل معها البعض عن سر ميناء عملاق تخرج منه كل هذه الأطنان، ووصفوه بالوحش الأعمى.
إلى حد اليوم لا نعرف من هم أصحاب الخمسين طنا. سمعنا فقط عن عقاب جزئي
ومحدود جدا ضد جمركيين ثم دخلت القضية غياهب النسيان، أو غياهب التحقيقات التي تبدأ ثم لا نعرف نهايتها، لأن نهايتها ستكون نهاية أشياء كثيرة، لذلك لا تصل التحقيقات حول الحشيش إلى نهايات حقيقية.
لكن الخمسين طنا ليست الفضيحة الوحيدة التي عرفها أكبر ميناء في المغرب
. فقبل بضعة أشهر ضبط الأمن الإسباني أزيد من ثمانين طنا في إسبانيا،وهذه الأطنان عبرت بدورها ميناء طنجة المتوسط،وإلى حدود اليوم لم نعرف من هم أصحاب تلك الأطنان. هل يعقل أن تمر ثمانون طنا من الحشيش بسلام من ميناء واحد في أسبوع واحد وأمام أجهزة«السّكانير» وقرب عيون العشرات من الأمنيين ثم لا يعرف الناس الحقيقة؟
لكن يبدو أن المغاربة منشغلين بأشياء أخرى غير الحشيش، مع أن الحشيش في هذه
البلاد يصنع السياسة والمجتمع، ويصنع الأحزاب والأعيان والاقتصاد، ويصنع أشياء كثيرة أخرى، ومن أجل ذلك يجب على الناس أن ينشغلوا بتنورة إنزكان ومخنث فاس وشورت آسفي وحكاية سمية بنخلدون والحبيب الشوباني وغيرها من التفاهات. فالناس لا بد لهم أن ينشغلوا بالحكايات التافهة لكي لا ينتبهوا للحكايات الخطيرة.
وفي انتظار أن نستيقظ.. هنيئا لكل اللصوص وتجار المخدرات في هذه البلاد
.

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,526