<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
صحيفة أمريكية مقربة من البيت الأبيض تمدح تنظيم داعش وتسوق له!
22 تموز ,2015 13:41 مساء
عربي برس - علي مخلوف
عندما تلجأ صحيفة شهيرة مصنفة على أنها مقربة من الإدارة الأمريكية مثل صحيفة نيويورك تايمز إلى مديح تنظيم داعش بطريقة غير مباشرة على مبدأ دس السم في العسل، وانتقاد حكومات شرعية في ذات الوقت ومقارنتها بهذا التنظيم المتطرف فإن ذلك يعني أن هناك توجهاً مبيتاً وغير معلن لدى أروقة القرار الأمريكية، على اعتبار أن الصحف الأمريكية الوازنة هي مرآة لحكوماتها. حيث زعمت النيويورك تايمز بأن مسؤولي تنظيم داعش لا يتلقون الرشاوى بخلاف الحكومتين السورية والعراقية اللتان ينتشر فيهما الفساد! متسائلةً عن إمكانية أن يتحول هذا التنظيم إلى دولة تتمتع بالشرعية مثل سائر دول العالم، في ظل لجوئه إلى استخدام العنف والإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافه، الصحيفة لم تخف لجوء داعش إلى ترهيب الناس من أجل إطاعته، إضافةً لتدميره الآثار التاريخية واستهداف الأقليات، وسبي النساء، وتحويل الأطفال إلى قتلة. الصحيفة الأميركية، التي تطرقت لنماذج تاريخية تحولت من خلالها تنظيمات تبنت العنف إلى قواعد تأسست عليها أنظمة دول عدة، أبرزت أن إمكانية انتقال "داعش" إلى دولة كما هو متعارف عليه، أمر في حد ذاته يتطلب قيام الغرب بإعادة النظر في إستراتيجيته التي يطغى عليها الطابع العسكري في مواجهة التنظيم. مما سبق قد يكون للصحيفة هدف بالتمهيد لقيام "دولة داعشية" لاحقاً، لا سيما وأنها ساقت أمثلة عن تنظيمات ديكتاتورية ومتطرفة كانت شبيهة بداعش ثم تأسست دول على مبادئها، ماذا يعني أن تسوق صحيفة وازنة بحجم النيويورك تايمز أمثلةً كتلك؟ ولماذا تطرقت إلى هذا التفصيل، إذا كانت واشنطن تتغنى بحربها على الإرهاب وتقود تحالفاً عالمياً لهذا الغرض؟ الأكثر خطورة فيما أوردته الصحيفة الأمريكية كان ترويج المزاعم القائلة بعدم تلقي مسؤولي داعش للرشاوى بخلاف حكومات شرعية في المنطقة، علماً بأن مسؤولي التنظيم وقيادات الصف الثاني حتى القواعد الأساسية من المقاتلين العاديين يعيشون على مبدأ السلب والنهب تحت عنوان "الغنائم" إضافةً للسبي، وهذا جرم أكبر من جريمة رشوة، لماذا سيلجأ الداعشي إلى رشوة ما دام قادراً على استملاك أي شيء تقع عليه عيناه في المناطق التي يسيطر عليها باسم الدين، أملاك الكفار والمرتدين يجب أن تعود لمؤمني الأعضاء التناسلية من عناصر التنظيم الشهواني ببساطة هذه هي القاعدة التي يعمل عليها مسؤولو ومقاتلو داعش، مما يعني بأن الصحيفة الأمريكية حاولت دس السم في العسل عندما أقرت بممارساته الوحشية ثم دست تفصيلاً واحداً زعمت فيه أن قادة داعش غير مرتشين. كما أن مقارنة داعش بحكومات شرعية مثل الحكومتين السورية والعراقية، يضع علامات استفهام كثيرة، بل ويتقاطع هذا الشيء مع تساؤل الصحيفة عمّا إذا كان داعش سيتحول إلى دولة حقيقية، مما يعني أن هناك خفايا يتم طبخها على نار هادئة في الدوائر الأمريكية، بمعنى آخر إن مساواة داعش بحكومات شرعية والتساؤل عمّا إذا كان سيصبح دولةً معترفاً بها، إضافةً لإقرار أمريكي بفشل إستراتيجية محاربة التنظيم قد يعني أن واشنطن بدأت تفكر بتطويع الأمر الواقع والقبول به بما يتماشى مع مصالحها، ولحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان مثال لأولي الألباب .
ساحة النقاش