<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
دعوة مسؤول روسي دول الخليج بالصلاة من اجل بقاء الاسد لحمايتهم من “الدولة الاسلامية” هل هي في محلها؟ وهل ستجد الاستجابة؟ وهل الرهان الامريكي على الاكراد لمحاربتها بعد فشل نظيره على الجيش العراقي افضل حظا؟ وماذا بعد سيطرة “الدولة” المفاجئة على عين العرب “كوباني”؟ وصلوات الشيخ سلمان العودة لمن؟
رأي اليوم = عبد الباري عطوان
لم ينتظر ايفغيني لوكيانوف نائب امين عام مجلس الامن القومي الروسي طويلا لتأكيد نظريته والاستجابة لدعوته، التي اطلقها يوم امس لدول الخليج العربي، بالصلاة من اجل بقاء الرئيس السوري بشار الاسد، باعتباره الوحيد القادر على ايقاف ودحر “الدولة الاسلامية” ووقف تمددها، فقد اكدت هذه “الدولة” عمليا نبوءته هذه بالدخول الى عين العرب “كوباني” مرة اخرى، واستعادة نصف مدينة الحسكة، ذات الغالبية الكردية.
لوكيانوف لم يحدد عدد “الصلوات” او “الركعات” التي يجب ان يؤديها المسؤولون في دول الخليج تقربا الى الله لبقاء الرئيس السوري، ولكنه اوضح سبب دعوته بقوله في حديث للصحافة المحلية الروسية “اذا ما انهار نظام الاسد فان الهدف التالي لـ”داعش” سيكون المملكة العربية السعودية نفسها وباقي دول الخليج”.
وتابع مضيفا “انهيار نظام دمشق يعني ان الرياض وباقي عواصم دول الخليج ستكون الهدف التالي لداعش خاصة وان الاخيرة تضم خمسة آلاف مقاتل سعودي، سيعودون الى بلادهم بعد انتهاء المواجهات.. ان اولئك لا يجيدون فعل اي شيء سوى القتل”.
ما اراد المسؤول الروسي قوله بشكل موارب ان من يستطيع اجتياح “عين العرب ـ كوباني” السورية بعد خسارتها رغم القصف الجوي الامريكي المكثف، والتسليح النوعي المتقدم للاكراد، يمكن ان يصل الى اي مكان آخر، ويسيطر على المزيد من المدن الاخرى بعد الرمادي وتدمر، ولكن هل يستطيع الرئيس الاسد وقواته ان يكون سدا منيعا في مواجهة تقدم قوات هذه الدولة، مثلما قال؟
***
لا نعتقد ان دعوة الروسي لوكيانوف ستجد اي استجابة لدى معظم قادة دول الخليج، وخاصة في كل من السعودية ودولة قطر، لان هؤلاء باتوا يبنون استرتيجيتهم على اسقاط النظام السوري، ويعطون هذه المهمة الاولوية المطلقة رغم رعبهم من “الدولة الاسلامية”، ولهذا يمولون المعارضة السورية ويسلحونها، وباتوا يعتبرون اسقاط الرئيس الاسد اشفاء لغليل شخصي، وتحقيقا لثأر قبلي الطابع تماما مثلما لم يستمعوا للنصائح العديدة التي انهالت عليهم بعدم التفريط بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي حماهم من ايران وثورتها الاسلامية الخمينية، ويعضون الآن اصابعهم ندما، بعد ان اصبحت ايران تشكل تهديدا وجوديا لهم، وينفقون مئات المليارات على التسليح رعبا منها، رغم ان كل ما كان الرئيس صدام يطلبه منهم هو عشرة مليارات دولار، وكسلفه لتسديد ديونه المتراكمة من جراء حربه ضد ايران لصد خطرها عنهم.
الحرب في سورية لم تعد تستهدف اسقاط النظام السوري، او تكريس ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان، رغم ان بداياتها “السلمية”، قبل خطفها، كانت ترفع هذه الشعارات، فالحرب الآن تستهدف تقسيم سورية، او بالاحرى تفتيتها، وباقي الدول العربية الاخرى، وربما ايران وتركيا ايضا، ولكن في مرحلة لاحقة.
داعموا الحملة لاسقاط النظام السوري بدأت النيران تصل الى اطراف اثوابهم الواحد تلو الآخر، اما تركيا فقد خسر سيدها رجب طيب اردوغان معظم طموحاته الرئاسية العثمانية ومعها سلطاته، والتفويض المفتوح الذي حظي به لمدة 13 عاما، بالنظر الى فقدانه للاغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة.
ومن المفارقة ان احزاب المعارضة التركية الثلاثة التي حصلت مجتمعة على حوالي ستين في المئة من مقاعد البرلمان تختلف على كل شيء فيما بينها باستثناء امر واحد، وهو الاتفاق على حتمية وقف سياسة السيد اردوغان وتدخلاته العسكرية والسياسية في سورية، ولهذا تشترط جميعها تولي حقيبة وزارة الخارجية للدخول في اي حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية، ويبدو انه بدأ يسلم بهذه الحقيقة من خلال مفاوضاته السرية في روما لتحسين العلاقات مع اسرائيل.
واذا صحت التوقعات التي تفيد بأن عبدالله غول الرئيس التركي السابق من ابرز المرشحين لرئاسة الحكومة الائتلافية الجديدة، فان الرجل ينسجم مع هذه السياسة، وكان من اسباب اقصائه من قبل الرئيس اردوغان من منصبه، وابعاده عن اي دور في السلطة لصالح خصمه ومنافسه احمد داوود اوغلو، تصريحاته التي انتقد فيها التدخل التركي لاطاحة النظام السوري علنا، ومنذ البداية، وكأنه يقرأ الغيب، ويملك بلورة سحرية.
تركيا هي المفتاح الرئيسي للملف السوري سلما او حربا، ولولا دورها في تسهيل مرور الاسلحة والمقاتلين الى سورية، لفشلت المحاولات الخليجية في زعزعة النظام وخسارته نصف الاراضي التي يسيطر عليها، وظهور “الدولة الاسلامية” وبلوغها هذا القدر من القوة والعنفوان، واي تغيير في الموقف التركي لا يعني ان النظام السوري سيستعيد هذه الاراضي، ولكن ربما سيكون في وضع افضل، وسيتمكن الجيش السوري من التقاط بعض انفاسه، واستعادة معنوياته التي قيل انها ضعفت بعد اربع سنوات من الحرب الدموية في مواجهة عدة خصوم دفعة واحدة.
من المفارقة ان “الدولة الاسلامية”، التي استولت على نصف العراق ايضا، هي الخطر الاكبر على النظام السوري والدول العربية الخليجية العاملة على اسقاطه معا، وهي ستصل، اي “الدولة”، الى العواصم الخليجية، او معظمها، اذا استمرت على الدرجة نفسها من القوة والتمدد، ولا توجد اي مؤشرات في الوقت الراهن تفيد بعكس ذلك.
الادارة الامريكية التي فقدت الثقة بالجيش العراقي بعد انفاق عشرات المليارات على تدريبه وتسليحه اعتقدت انها وجدت البديل في“البشمرغة”،وقوات الحماية الكردية باعتبارها تملك ما يفتقده الجيش العراقي اي“ارادة القتال”، ولكن “الانتفاضة” الاخيرة لقوات “الدولة الاسلامية” واقتحامها لعين العرب، واستعادة جنوب مدينة الحسكة، وسحقها لقوات الحماية الكردية فيهما، يؤكد ان الرهان الامريكي قد لا يكون في مكانه،والتفاؤل بهزيمة هذه“الدولة”على ايدي الاكراد ربما كان مبالغا فيه، او بالاحرى سابق لاوانه حتى الآن على الاقل،فهذه“الدولة” امر واقع، تفرض وجودها بالقوة والترهيب، وتستمد قوتها من ضعف اعدائها وقلقهم، وافتقادهم للدعم الشعبي، لاسباب عديدة ليس هنا مكان سردها.
***
جميع الاطراف في المنطقة، دولا وحكومات، عربية، وروسية، وكردية، وتركية، وايرانية، تعيش مأزقا كبيرا باستثناء “الدولة الاسلامية”، التي تواصل مفاجآتها بالسيطرة على هذه المدينة او تلك، ولعل مأزق النظام السوري لا يقل خطورة عن مأزق الآخرين انفسهم، وربما يكمن الفارق بأنه كان خاسرا طوال السنوات الاربعة الماضية، واستطاع التعايش نسبيا مع مأزقه، بينما مأزق خصومه اكبر لانهم كانوا يعتقدون، واهمين، انهم سيكسبون اسقاطه في فترة زمنية قصيرة جدا، ودون تحضير البدائل، لان ما يهمهم هو الثأر الشخصي قبل اي شيء آخر.
عندما يرفض الداعية السعودي سلمان العودة توجيه ادانة صريحة لـ”الدولة الاسلامية” ووصمها بالارهاب في مقابلة معه في محطة “روتانا” قبل يومين، خوفا منها، او خوفا عليها، فان هذا يلخص الموقف برمته في المنطقة، ويضيف تأكيدا جديدا لما قاله المسؤول الروسي، مع فارق اساسي، وهو ان الشيخ العودة لن يصلي ركعة واحدة لبقاء النظام السوري، بل سيصلي عشرات وربما مئات الركعات من اجل اسقاطه، لا بد انه يدرك جيدا، وهو العالم مدى التأييد الذي تحظى به “الدولة” وايديولوجيتها الاسلامية “الجهادية” في اوساط الشباب السعودي.
Les Commentaires
الحاسوب
الواقع يمكن تلخيصه في جملة واحدة كتبها عبد الباري: يعتبرون اسقاط الرئيس الاسد اشفاء لغليل شخصي، وتحقيقا لثأر قبلي الطابع. نعم يا سادة. هذا هو المنطق الذي يتم التعامل به منذ قرون. هناك إستعداد لمواصلة الحرب ليس حتى أخر قطرة دم سورية فقط، بل حتى سقوط الرياض والدوحة وغيرها لو تطلب الأمر.
صالح الأردن
في رأيي أن نظام السيد الرئيس بشار الأسد سيبقى كما بقى حتى الآن بسبب التأييد الشعبي الكبير للنظام ورفض غالبية الشعب السوري للظلاميين التكفيريين الذين يمكن أن يحكموا سورية في حال سقوطه. لقد بدأت الدول الخليجية التي تتحكم فيها النظرة القبلية والفكر الإقصائي والجهل الاستراتيجي بتذوق طعم ما ينتظرها من الظلاميين التي تؤيدهم هذه الدول وما تفجيرات المساجد في شرق السعودية قبل بضعة أسابيع وتفجير مسجد الصادق اليوم في الكويت إلا البداية. سوف يأكلون مما زرعوا للأسف، وما زرعوه ليس إلا باطلا سيعود عليهم بالباطل. سورية ونظامها الوطني التقدمي فسيبقيان لأنهما ما ينفع الناس، “فأما الزبد فيذهب جفاء.”
إستراتيجي عربي
المداخلات التي يدخلها خالد- اليمن، ومعظم تعليقاته ليس لها اي صلة باليمن، بل في كل مداخلها ومداخلاتها نلاحظ انها هي نفس التوجهات التي يتمناها الاعراب، ويحمل نفس النفس،، ونفس الإرادة المعادية لسوريا الدولة والنظام، والمعادية لمحور المقاومة ان كان في سوريا ام في لبنان وفي العراق ومن الطبيعي ان تكون إيران خصمهم اللدود، لانها تدعم محور المقاومة، ليس الا،،،، اما عودةً لما صرح فيه الروسي، فالروس لا ينطقون عن الهوى، وسياستهم الباردة، هي تعكس مهارة وحنكة الحكم على الأشياء، فعلياً لو تسقط الدولة السورية، ويسقط معه النظام، ستحقق الأهداف المؤدية الى الفوضى الخلاقة،،،وتأكيداً لما يقوله كاتبنا المحترم،،، داعش احتلت نصف العراق بساعات، مع ان العراقيين متعودين على الحروب، ومتعودين على قساوة العيش،، فهل لي بسؤال، ماذا سيحصل وان هاجمت داعش، على دول الخليج بدئاً من السعودية مروراً بالكويت وإنتهائاً بباقي الدول الخليجية، طبعاً لو لا سمح الله،،، فكم ستصمد هذه الدول، امام وحشية هذه العصابات المسلحة التي ليس لها رادع ولا دستور ولا قانون!!؟؟؟ هل أمريكا ستدافع عن تلك الدول؟؟؟ لا نعتقد ذلك حتى لو كلٍ من سلاحها الجوي والبري تدخلا سوياً،،، وأصلاً امريكا خرجت من العراق بالسابق بكل جحافلها وعتادها وكانت تصلي هي للخروج من من مستنقع القاعدة،،، لا نريد من دول الخليج الصلاة لإبقاء الأسد،، بل نتمنى ان تتوقف عن دعم الكثير من العصابات المسلحة المعادية للدولة السورية وجيشها، والكف عن تدمير سوريا،، نتمنى ان تتوقف العنجهية الثأرية، وتتوقف معها مسببات الدمار الجارف الذي حل ببلادنا العربية،،، نصلي لله دوماً بان يصلح احوال الأمة، وينصرنا على القوم الظالمين، وندعوا ليلاً ونهاراً لينصرنا على الشيطان الأكبر وعلى اسرائيل،،، هؤلاء اعدائنا الحقيقيين الذين يريدوننا ان نقتتل فيما بيننا لتضعف شوكتنا، وليسهل تشرذمنا، لنكون لقمة صائغة في افواههم،،، اين الحكمة!!؟؟ فالنصلي لله لتفك عنا المِحن ما ظهر منها وما بطن، ولنصلي ليهدينا الله لما يحب ويرضا،، ومتى سنصحى من تدمير بيوتنا بأيدينا وبأيدي الكافرين!!!؟؟؟؟
ساحة النقاش