<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
البيان السعودي.. غزل لإسرائيل أم حماية لداعش والنصرة..؟
27 أيار ,2015 22:23 مساء
المصدر: عربي برس - محمود عبداللطيف
تعلن الحكومة السعودية عن معاقبة اثنين من قيادات حزب الله، هما خليل يوسف حرب، ومحمد قبلان وإدراجهما على قائمة الإرهاب السعودية، وذلك بعد يوم واحد من إعلان كتائب حزب الله العراق التي تشكلت للتصدي لتنظيم داعش بمعزل عن قيادة الحزب في لبنان، ولكنها تحمل ذات الاسم وذات العقيدة المقاومة، عن اعتقال 300 عنصر من التنظيم، ومن اللافت أن يكون الإعلان السعودي عن هذه العقوبات مغالطاً للواقع.
فالتاريخ يقول أن حزب الله ومنذ نشأته لم يطلق رصاصة واحدة خارج المعارك التي فرضتها حكومة الكيان الإسرائيلي على لبنان إلى أن اضطر الحزب إلى دخول المعارك السورية، بواقع التشاركية في مواجهة المشروع التكفيري، وقد يكون البعض من الدول العربية رافضاً لهذه التشاركية في المصير بين الدولة السورية والمقاومة اللبنانية من باب طائفي، وقد يكون مشروعاً للسعودية أن تعلن عن هذه العقوبات لجهة إن حزب الله يقوم بالمشاركة بإسقاط مشروع أنفقت فيه السعودية الميليارات من الدولارات على الميليشيات المسلحة في سوريا، وخصوصاً جبهة النصرة وتنظيم داعش، وقد يكون المنطلق الأساس لهذه العقوبات السعودية هو مغازلة الكيان الإسرائيلي لا أكثر، فالبيان السعودي حمل ذات التهم التي تعمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي على ترويجها عن حزب الله، وبالتالي يمكن القول إن آل سعود ينتقلون عبر بيانهم هذا إلى نقطة أكثر تقدماً في العداء للمشروع المقاوم من جهة، وإلى نقطة أكثر تنسيقاً مع الكيان الإسرائيلي من جهة أخرى، وفي كلا الأمرين فإن الحديث عن نهج سعودي جديد في زمن الملك سلمان وابنه محمد ما هو إلا حديث عن تصعيد في تمويل القتل بدافع بقاء الأسرة السعودية في وقت باتت فيه الخلافات داخل أروقة الأسرة الحاكمة على أشدها، بعد أن ورط محمد بن سلمان المملكة بالملف اليمني الذي لن يمر "على خير" بالنسبة لآل سعود.
البيان السعودي ما كان ليحضر لولا أن السعوديين يعلمون تماماً حجم خسارتهم من تعرض الميلشيات المسلحة في منطقة القلمون لهزيمة كبرى من قبل القوات السورية والمقاومة اللبنانية الأمر الذي سيقطع أكبر وأهم طرق الإمداد السعودي للميليشيات، ويأتي هذا البيان بعد فشل الأدوات السعودية في الداخل اللبناني عن تحقيق الفارق ميدانياً، وعجز تيار المستقبل عن إحراج موقف حزب الله في الداخل اللبناني على المستوى السياسي من خلال اللعب بورقة الملف الأمني والفراغ السياسي واتهام الحزب بجر لبنان وجيش اللبنان إلى معركة "لا ناقة له فيها ولا جمل"، وكأن السلسلة الشرقية أو جرود عرسال أو عرسال نفسها ليست من الأراضي اللبنانية، الأمر الذي يذكر بالتصريحات الصادرة عن تيار المستقبل بعد حرب تموز2006، حيث طلب التيار نزع سلاح المقاومة بحجة إن الأراضي اللبنانية تحررت ومزارع شبعا أراض سورية ومهمة تحريرها ليست من مسؤولية المقاومة أو لبنان.
اللافت إن السعوديين يعرفون تماماً إن عقوباتهم وتوصيفهم لحزب الله بأنه منظمة إرهابية لن يؤثر على قدرات المقاومة القتالية أو النفسية أو السياسية، ففي ميزان القوى من هم السعوديين على المستوى الدولي..؟، ولكن آل سعود يحاولون ومن خلال هذه العقوبات أن يقدموا للمجتمع الدولي المبررات اللازمة لمعاقبة حزب الله، ولربما الذهاب نحو مشروع حرب أمريكية على لبنان بحجة محاربة الإرهاب على غرار ما حدث في أفغانستان زمن القاعدة.السؤال الأكثر أهمية التي يجب أن يجب عنه آل سعود في هذه المرحلة، يقول، إذا كان حزب الله يشارك في عملية القلمون خصوصاً، وفي كل الأراضي السورية عموماً، يقاتل «ميليشيات» تقوم بضرب الدولة السورية من خلال عمليات انتحارية، وقصف الأحياء المدنية بمقذوفات مدفعي "الهاون وجهنم"، وبما إن كان حزب الله العراق يحارب تنظيم داعش الذي شكل الأمريكيون تحالفاً ضده والسعوديون أنفسهم جزء من هذا التحالف، فلصالح من تأتي العقوبات السعودية على حزب الله، ومن المستفيد من توصيف دولة عربية (نيابة عن الكيانات الخليجية كلها) حزب الله بالمنظمة الإرهابية، ومن ثم هل يقوى السعوديون عن الإعلان عن تحالفهم مع الكيان الإسرائيلي ضد سوريا واليمن، وتنسيقهم لدعم الميليشيات المسلحة في سوريا، وبما إن السعوديين يملكون كل هذه القوة في الموقف السياسي، فلماذا لا يكشفون عن هذا التحالف مع إسرائيل، ولماذا لا يتجهون التمثيل الدبلوماسي المباشر مع الكيان الإسرائيلي، أسئلة لا تنتظر إجابة عنها، فالممارسات السعودية تجيب عن الأسباب الخفية التي تقف وراء التوجه السعودي في محاولة هدم الدولتين السورية والعراقية وتكفيك المقاومة اللبنانية.
ساحة النقاش