http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

المساء = عبد الله الدامون

«البام» هو حزب الدولة.. و«البيجيدي» يفترس نفسه

مايو 12، 2015، العدد: 2679

كلما تحدث بنكيران عن سياسته وحزبه، سواء في حوارات مع صحف أجنبية أو خلال زيارات لبلدان مختلفة، فإنه يقول إنه ليس إسلاميا، وإن حزبه كذلك ليس إسلاميا؛ ويضيف أنه يؤدي مناسكه مثل باقي المغاربة، يعني أنه يؤديها بـ«السّطارْطير»، ونحن نخشى أن يأتي بنكيران يوما ليقول لنا إنه لن يصوم رمضان المقبل بسبب مشاغله الكثيرة وتعبه في أداء واجباته.
عبد الإله بنكيران فقيه لاتزال منابر الرباط تحتفظ ببصمات أصابعه وصوته،
وهو أيضا مناضل سابق في تنظيم «الشبيبة الإسلامية» الذي لايزال يوصف اليوم بالتطرف، لكن الرجل بدأ مراجعاته الشخصية منذ زمن طويل، استهلها بنزع شوكة تكفير المجتمع ووصل إلى القول بأنه ليس إسلاميا.
في حزب العدالة والتنمية تحدُث أشياء أخرى، نفهم منها أن الحزب مستعد
للتنازل عن أشياء كثيرة تحت زعم المراجعات أو بدعوى «البراغماتية». وقبل أيام، قال الرجل القوي في الحزب «الإسلامي»، الحسن الداودي، إن مصر هي أفضل حالا تحت حكم السيسي، وهذا شيء لم يقله حتى عددٌ من الأحزاب العلمانية أو المسيحية في أوربا وغيرها، والتي لاتزال تعتبر ما حدث في مصر انقلابا عسكريا كامل الأوصاف.
قد يقول كثيرون إن هناك فرقا بين بنكيران وحزبه، وإن رئيس الحكومة الحالي
كان يطمح، قبل عدة سنوات، إلى مجرد كرسي وزاري تافه في أية حكومة مهما كانت توجهاتها، وإن الذين يديرون دفة الحكم الحقيقي في هذه البلاد حرموه حتى من تلك النزعة الطفولية في السلطة، قبل أن يدور الزمن دورته ويتحول بنكيران إلى أقوى رئيس حكومة في تاريخ المغرب الحديث، نظريا ودستوريا على الأقل.
لم يأت بنكيران إلى «الحكم» عن طريق صناديق الاقتراع بقدرما جاء محولا على
بساط الريح الذي غنى عنه الراحل فريد الأطرش وقال بشأنه «بساط الريح جميل ومريح وكلّو أمان»؛ لكن الأشياءَ، من قبل، لم تكن آمنة بالمرة لأن الربيع الأصفر الذي عصف ببلدان كثيرة هبت بعض«نسائمه» على المغرب أيضا، لولا أن الخصوصية المغربية لعبت لعبتها، فكان «بنكيران هو الحل»؛ وبعدما كان حزب العدالة والتنمية، خلال الانتخابات السابقة، يتفاوض مع الدولة للتنازل عن عدد كبير من مقاعده المربوحة ديمقراطيا، تجنبا للفتنة، رأينا هذه المرة المقدمين والشيوخ والقياد يقولون للناس إنه لا بأس من منح حزب «العدالة والتنمية» فرصته، فهو حزب مغربي وبه مخلصون، وكل ذلك، مرة أخرى، تجنبا للفتنة، لأن للفتنة أوجها عدة، تتبدل وتتغير حسب الظروف.
مقابل حزب العدالة والتنمية، الذي دأب على تغيير جلده منذ سنوات طويلة حتى
صار يضع نفسه خارج الإطار الإسلامي، فإن الغريم الرئيسي لهذا الحزب، وهو«الأصالة والمعاصرة»، يفعل النقيض تماما.. إنه حزب خرج، في البداية، لكي يكون الديناصور المفترس أو أفعى النبي موسى التي التهمت ما دونها من الأفاعي، قبل أن يدور الزمن دورته.. ويا لها من دورة!
قبل الربيع العربي، شكّل حزب «الأصالة والمعاصرة» ما يشبه سفينة نوح جديدة
يركبها من كلٍّ، بشرا كان أو حيوان، زوجان اثنان؛ وقال قائلون إن هذا الحزب ما هو إلا رديف لأحزاب الأنظمة، مثل تونس ومصر وسوريا؛ وتهافت وقتها على الحزب خلق كثير، إلى درجة بدا معها أشبه بذلك التمساح الذي افترس الكثير، فأشاح بناظره عن باقي الفرائس التي كانت تمني النفس بالانتهاء في أحشائه.
كان الربيع العربي نحسا لم يتوقعه مهندسو «الأصالة والمعاصرة»، وبات الحزب
مثل السفينة الغارقة التي تهرب منها الفئران، إلى درجة أن «فاكسات» الصحف ووسائل الإعلام المغربية لم تكن تتوقف عن استقبال رسائل الاستقالة الفردية والجماعية من «حزب الدولة»؛ لكن بمجرد أن انحسر الطوفان واستوت سفينة «البام» على الجودي، عادت الفئران الهاربة مجددا؛ وبين الهروب من السفينة الغارقة والرجوع إليها دروس.. ويا لها من دروس.. حول هذا البلد العجيب.
بعكس حزب «العدالة والتنمية» الذي يراجع نفسه باستمرار، على طريقة تلك
الدودة الشهيرة التي تفترس نفسها، فإن «البام»، الذي ولد على أساس أنه حزب فؤاد عالي الهمة، لا يبدو أنه تغير كثيرا بعد أن أصبح حزب إلياس العماري فقط، بل لايزال كثيرون يطلقون عليه حزب الملك أو حزب القصر، وما يكرس هذا الاعتقاد هو ما صرح به مؤخرا الأمين العام لهذا الحزب، مصطفى بكوري، الذي قال إن «الملك غير راض على طريقة رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في استعمال رمزية الملك في خطاباته».
بنكيران يقول إنه غير إسلامي وبالكاد يقوم بواجباته الدينية، وقد يفاجئنا
قريبا بـ«فتاوى بورقيبية»؛ بينما حزب «الأصالة والمعاصرة» لايزال مصرا على تمثل دور «حزب الدولة»، يعكس رأي القصر وينطق باسم المخزن، وكأن ذلك »الربيع» الذي أرعب الجميع لم يكن إلا حلما.. أو خلسة المختلس.

 

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 12 مايو 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,130