<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
المساء= جمال بدومة
حركة «20 شباط»
مايو 07، 2015، العدد: 2675
كلما قلنا إنهم سيخجلون من أنفسهم أو»يحشمو على عرضهم»، لا يزيد السياسيون عندنا إلا غوصا في المستنقعات وتوغلا في المزابل والمراحيض و»القوادس» التي تعودوا أن يجمعوا منها معجمهم الذي يزكم الأنوف!
لا نكاد ننسى مصيبة حتى تفاجئنا أخرى أكثر فظاعة، ولا شيء يدل على أن القصة ستتوقف عند حدود «السفاهة» التي صارت عنوان الصراع السياسي في البلاد.
قبل أن يتراشق عبد الإله بنكيران وإدريس لشكر في البرلمان، سبق للقبة أن شهدت مباراة حقيقية في «الملاكمة» بين «نائب محترم» من «الأصالة والمعاصرة» وزعيم أقدم حزب سياسي في المغرب. الغريب في الأمر أن «الماتش»، الذي تابعه ملايين المغاربة، انطلق دقائق قليلة بعد أن خطب الملك في افتتاح الدورة الخريفية وطلب من النواب أن «يتحلوا بالمسؤولية» ويكونوا في مستوى المهام التي وضعها المواطنون على عاتقهم،وأن«يرقوا»بالعمل السياسي…الأستاذ عزيز اللبار والدكتور عبد القادر الكيحل والبروفيسور حميد شباط التقطوا الرسالة الملكية وقتها«سانك سير سانك»! وإذا كان «البام» قد شطب من قوائمه النائب الذي ساهم في«المباراة»،فإن «الملاكم» الثاني لم يجد من يطرده، ببساطة لأنه الآمر الناهي في حزب «الاستقلال»، لذلك واصل «عربدته » في المشهد السياسي، دون أن يجد من يوقفه عند حده، ومازال يقذفنا بـ»القاذورات» كلما وجد منصة أو ميكروفونا!
منذ الجلسة إياها لم يتوقف بنكيران ولشكر عن التراشق بالتهديد والوعيد،مثلما تصنع«امرأتان في الحمام». وطبعا، شباط أحس بالانتعاش ولم يضيع الفرصة، حيث عاد ليتهم بنكيران بكونه «داعشيا»، مضيفا هذه المرة أن حركة «التوحيد والإصلاح» نسخة مطابقة للأصل من «تنظيم الدولة الإسلامية»، دون أن يقول لنا إلى حد الآن هل البغدادي هو الحمداوي أم بنكيران؟ ولا شك أننا سنكتشف ذلك في مهرجانه الخطابي المقبل.
وكي لا تتجاوزه الأحداث،أصر حزب«الأصالة والمعاصرة» على أن يدخل على الخط، عبر ميلودة حازب رئيسة فريقه البرلماني، التي قررت اللجوء إلى القضاء للحسم في واقعة «ديالي كبير على ديالك»، وهي العبارة التي تفوّه بها رئيس الحكومة تحت قبة البرلمان قبل أشهر، ومازالت تخضع لكل أنواع التأويلات في انتظار أن يحسم فيها التأويل القضائي. وأدعو حازب إلى الاستعانة بخدمات ابن أخيها توفيق حازب، مغني الراب المشهور بـ»البيغ»، لعل خبرته في الكلام «الخاسر» تفيدها في التأويل، «على ما يدير الله شي تاويل ديال الخير»!
ولا بد أن نستحضر أن جلسة«السفاهة»،التي مازالت تداعياتها تخيم على الحياة السياسية، إنما جاءت ردا على تصريحات شباط الرعناء، التي اتهم فيها رئيس الحكومة بالانتماء إلى «داعش» وإلى «جبهة النصرة» وبالاشتغال مع» الموساد«.
المشكلة أن رئيس الحكومة انساق للاستفزاز ونزل إلى مستوى شباط. وكي لا يشعر بالوحشة، أصر ادريس لشكر على مرافقته نحو الأسفل في اتجاه الحضيض، والنتيجة أن الأغلبية والمعارضة وضعت كل القضايا التي تهم المواطنين جانبا وتفرغت لجمع الأدلة الدامغة التي تثبت من هو «الأكثر سفاهة»، رغم أن حكمة الأجداد واضحة في هذا الباب: «إذا نطق السفيه فلا تجبه، فخير من إجابته السكوت»ويبدو أن الوحيد الذي يعمل بهذه الحكمة إلى حد الآن في المغرب هو الشعب أو فئة عريضة منه على الأقل، تلك التي نسميها بـ»الأغلبية الصامتة»،والتي عندما تأخذ الكلمة تغير كل المعادلات.وقد رأينا ذلك قبل أربع سنوات،عندما خرجت إلى الشارع تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وقلبت المشهد رأسا على عقب، حين أنصت الملك لمطالبها معلنا إقالة حكومة عباس الفاسي والدعوة إلى انتخابات مبكرة وتعديل الدستور، وجرت الانتخابات في الوقت المحدد وربحها «العدالة والتنمية» وعين رئيس وزراء من الحزب الفائز، وانصرف الجميع إلى العمل، واعتقدنا أن حركة «20 فبراير» انتصرت قبل أن نكتشف أن هناك خطأ صغيرا وأن الحركة الرابحة اسمها «20 شباط»!
ساحة النقاش