http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

فلاش بريس= رشيد نيني

سقوط الأقنعة

لم تكشف حادثة مقتل رسامي مجلة «شارلي إيبدو» فقط عن خلل فظيع في عمل أجهزة الاستخبارات الأمنية الفرنسية، بل إنها كشفت كذلك عن الانطباع الحقيقي الذي لدى الفرنسيين، والأوربيين عموما، حول الإسلام والمسلمين الذين يعيشون بينهم.
لقد أماطت الأحداث الأخيرة اللثام عن شعور فرنسي يتراوح بين الضغينة
والحقد والرغبة في رسم مسافة ما بينهم وبين ملايين المسلمين الذين ولدوا فوق التراب الأوربي.
وطيلة الأيام التي تلت الحادث، لم تتوقف وسائل الإعلام الفرنسية عن ترديد
كلمة «الإرهاب» مقرونة بكلمة «الإسلامي»، كما هو الشأن في جميع وسائل الإعلام الغربية، في إشارة واضحة إلى أن الإرهاب ملكية فكرية خاصة بالإسلام لا تشترك فيها معه أية ديانة سماوية أخرى.
وبإصرار إدارة تحرير «شارلي إيبدو» على نشر رسم للرسول محمد صلى الله عليه
وسلم على غلاف عددها الجديد، وطبعه في ست عشرة لغة وبثلاثة ملايين نسخة، تكون المجلة قد أعطت الدليل القاطع على أن هدفها الأول هو الاستفزاز.
والخطة الجهنمية التي ظلت المجلة تسعى منذ سنوات لتطبيقها، هي استفزاز
المسلمين برسومات تجسد بشكل مسيء أغلى ما عندهم، والهدف هو أن «يتطوع» بعض مجانين هؤلاء المسلمين لكي يقترف حماقة، وبالتالي يتم إلصاق هذه الحماقة بكل المسلمين، ويصبح عليهم أن يعتذروا عن جرائم وأخطاء لم يرتكبوها، كما هو واقع اليوم عندما نرى ممثلي الجاليات المسلمة في أوربا يتسابقون نحو ميكروفونات وسائل الإعلام، لكي يرددوا جميعهم لازمة واحدة مؤداها أن الإسلام بريء مما يرتكبه هؤلاء باسمه، وأن الإسلام هو دين الرحمة والمودة والتعايش، وما إلى ذلك من التبريرات التي تضع المسلمين موضع المتهم الذي يجب أن يدافع عن براءته من جريمة لا علاقة له بها.
وهذا بالضبط ما تبحث عنه الآلة الإعلامية الصهيونية، أن تظهر المسلمين
وممثليهم في موقف ضعف وتبرير واتهام، كلما تعلق الأمر بحادث إرهابي.
فهل يعتذر رجال الدين المسيحيون عندما يرتكب مسيحيون متطرفون جريمة في حق مسلمين؟

وهل يعتذر أحبار اليهود عندما يرتكب متطرفون يهود جرائم في حق مسلمين؟

لماذا إذن يجب على المسلمين أن يسارعوا في كل مرة يرتكب واحد منهم جريمة
قتل في حق مسيحيين أو يهود، إلى الاعتذار وتبرئة ذمتهم مما حصل؟
الجواب هو أن الآلة الإعلامية الصهيونية تحتاج إلى أن تجعل الرأي العام
العالمي يعتقد أن المسلمين مسؤولون بشكل ما عما يقترفه بعض مجانينهم ومتطرفيهم.
والهدف هو الوصول بالمسلمين إلى الشعور بالخجل والإحراج من كونهم مسلمين،
وقد قالها الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس في البرلمان الفرنسي، عندما حكى لممثلي الأغلبية والمعارضة كيف أن أحد أصدقائه المسلمين قال له باكيا إنه أصبح يشعر بالخجل من كونه مسلما بعد الذي حصل لـ«شارلي إيبدو».
ليس مطلوبا من المسلمين أن يعتذروا لأحد عن جرائم اقترفها متطرفون مسلمون،
فكل واحد يتحمل مسؤولية أفعاله، وليس لأن المتطرفين ينتمون إلى الديانة الإسلامية، يجب أن يصبح مليار ونصف مليار مسلم رهائن لديهم أو لدى غيرهم.
ومن يتابع الإعلام العمومي الفرنسي، المخترق بشكل كبير من طرف الآلة
الصهيونية الجبارة، سيلاحظ أن هذا الإعلام الممول من جيوب دافعي الضرائب الفرنسيين، يسير في اتجاه تحويل كل من لا يرفع شعار «كلنا شارلي» إلى خصم للجمهورية.
وقد قالتها صراحة الصحافية ورئيسة القسم السياسي في القناة الثانية
الفرنسية، نتالي سانكريسك، عندما طالبت برصد وضبط الذين لم يشاركوا في مسيرة باريس، والذين يرفضون رفع شعار «كلنا شارلي»، فهؤلاء بنظرها هم الخطر الصامت الذي يتهدد أمن فرنسا.
وربما سيأتي زمن يصبح كل من لا يحمل شارة «أنا شارلي»، متهما بمعاداة
السامية ويجب ترحيله، تماما كما كان كل اليهود الفرنسيين مطالبين بحمل شارة النجمة السداسية للتفريق بينهم وبين الفرنسيين المسيحيين، والذين تم ترحيلهم نحو أفران ومعتقلات النازية إبان حكومة فيشي الفرنسية.
الظاهر أن فرنسا سوف تنتهي إلى نفس ما انتهى إليه الأمريكيون بعد تفجيرات
نيويورك عندما ظهر الرئيس الأمريكي جورج بوش يقول إن الذين ليسوا مع أمريكا هم بالضرورة ضدها. ولم يبق لبعض غلاة الفرنسيين سوى أن يقولوا لكل المسلمين الفرنسيين، إن من لا يحمل شعار «كلنا شارلي» يجعل من نفسه خصما لفرنسا بالضرورة.
وطبعا هذه هي النتيجة التي يسعى اللوبي الصهيوني المتحكم في مفاصل الإعلام
والسياسة الفرنسية، إلى الوصول إليها، أي شطر الفرنسيين وتقسيمهم إلى خندقين متصارعين تمهيدا للحرب الأهلية التي «بشر» بها «إيريك زيمور» في كتابه «الانتحار الفرنسي»، وهي الحرب التي سيكون المسلمون حطبها.
وبما أن حلم إسرائيل هو إضعاف المسلمين وتقسيم دولهم، فإن الخطة التي
تتبعها هي خوض حرب ضد المسلمين بالوكالة، عبر تحريض الحكومات والشعوب الأوربية ضد مسلميها الذين يعدون بالملايين، بهدف ترحيلهم نحو بلدانهم الأصلية حيث يمكنهم أن يتكاثروا بدون مشاكل.
ولذلك فالموقف التركي مما حدث في باريس، والذي يشير بأصابع الاتهام إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، فيه الكثير من الصواب
.
ففي كل ما يحدث للمسلمين عبر العالم، لكي تفهم ابحث عن إسرائيل
.
ولعله أصبح اليوم من الواضح أن الفرنسيين هم اليوم رهائن في يد إعلام
مخترق من طرف الصهيونية، فأغلب منشطي البرامج السياسية والحوارية موالون لإسرائيل، وحتى الفنانون الساخرون العرب والمسلمون، الذين نجحوا وعثروا على موقع قدم في الإعلام الفرنسي، فعلوا ذلك لأنهم سخروا من عائلاتهم وعادات مجتمعاتهم ومن دينهم.
ولعل الفشل التاريخي الكبير للمسلمين، في أوربا وغيرها، هو الفشل
الإعلامي. فالحرب الدائرة رحاها اليوم ضد الإسلام والمسلمين سلاحها هو الإعلام. وهو السلاح الذي يصنعه الصهاينة ويمتلكونه ويجيدون استعماله بمهارة، بحيث يمكن أن يحولوا بواسطة الإعلام كل القضايا لصالح إسرائيل، ويجعلوا منها ضحية حتى ولو كانت إسرائيل في موقع الجلاد، وذلك من خلال ربط الإرهاب بالإسلام من أجل ترسيخ فكرة أن اليهود هم المستهدفون وحدهم دون المسلمين، علما أن القتل في حادث «شارلي إيبدو» طال المسلمين أيضا، بمعنى أنهم ضحايا كذلك في هذه المجزرة. لكن ما حصل هو أن الدولة الفرنسية قررت تخصيص حراسة أمنية لمعابد اليهود ومدارسهم فيما أماكن عبادة المسلمين تركوها تتعرض للحرق.
ومن ألاعيب الإعلام الفرنسي الموجه، أنه سلط الضوء بكثافة على العدد
الجديد لمجلة «شارلي إيبدو» المستفز، مقدما المجلة كمنارة لحرية التعبير والدفاع عن القيم الإنسانية، في الوقت الذي ضرب الإعلام نفسه صفحا عن متابعة محاكمة الرسام والصحافي «سيني» ذي الثمانين عاما، الذي طردته المجلة لرفضه تقديم اعتذار لعائلة ساركوزي بسبب خبر صغير اعتبرته المجلة معاديا للسامية.
هكذا ينتصب أمامنا سؤال كبير ومحير: لماذا تتذكر مجلة «شارلي إيبدو
» القانون عندما يتعلق الأمر بالسخرية من اليهود، فيما تنسى كل القوانين السماوية والوضعية عندما يتعلق الأمر بالسخرية من نبي الإسلام؟
إن الحل الوحيد لتوقيف هذه الفتنة التي تهدد الوجود الإسلامي في أوربا
بحرب وشيكة، هو سن قوانين واضحة تقنن هذا الحق المطلق الذي للصحافيين والفنانين الساخرين والمفكرين، في استفزاز وشتم وتحقير الإسلام والتحريض ضد المسلمين، تماما مثلما هناك قوانين تعاقب على معاداة السامية، وهي القوانين التي يقضي بسببها أشهر مؤرخ نمساوي عقوبة سجنية إلى اليوم بتهمة إنكار الهولوكوست. فإنكار الهولوكوست يعتبر مخالفة للقانون في كل من ألمانيا، فرنسا، بلجيكا، بولندا، أستراليا، لوكسمبورغ، البرتغال، إسبانيا، رومانيا، سويسرا وإسرائيل.
الحل إذن يوجد في التشريع داخل البرلمانات الأوربية، وليس في «تشريع
» المسلمين أفواههم في الشوارع بالشعارات الجوفاء تحت مسمى نصرة رسول الله.
من يريد نصرة رسول الله في أوربا، عليه أن يفهم أن الحل الوحيد يوجد في
القوانين، وهذا ما فهمه اليهود وناضلوا من أجله إلى أن حصلوا على قوانين تحميهم من الألسن الطويلة للمتطرفين والملاحدة ودعاة الفتنة.
لذلك فالرد الحكيم على ما تقوم به «شارلي إيبدو» وغيرها، هو عدم الرد،
فهؤلاء طالما أنهم في بلدانهم وأن القانون إلى جانبهم، فمن حقهم أن يرسموا ما أرادوا وبالطريقة التي يريدون. عليهم فقط أن يعرفوا أن بين مليار ونصف مليار مسلم لا بد أن يكون هناك أحمق أو أحمقان قد يتراءى لهما أن الانتقام للنبي يمر بالضرورة عبر قتلهم.. آنذاك ليس من حق هؤلاء الرسامين أن يطلبوا من بقية المسلمين تقديم الاعتذار عما اقترفه حفنة من مجانينهم باسم الإسلام.

 

المصدر: فلاش بريس= رشيد نيني
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 21 مشاهدة
نشرت فى 21 يناير 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,169