http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

authentication required

فلاش بريس= رشيد نيني

حرب البلاغات

لا يكاد حزب الاستقلال في نسخته الشباطية ينتهي من إصدار بلاغ حتى يشرع في تحرير البلاغ الموالي، وكأن الحزب أصبح ثكنة عسكرية تدار بالبلاغات والبلاغات المضادة.
فقد أصدرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال يوم 11 نونبر 2014، بلاغا حول
ما أسمته الأخبار الزائفة بخصوص اختفاء وسرقة اللوحة الفنية للرسام العالمي مريانو بيرتوشي. واعتبرت اللجنة أن ما نشر حول اختفاء وسرقة اللوحة المذكورة مجرد افتراءات وأخبار زائفة تروج لها بعض المنابر الإعلامية، وأنها، درءا للشبهات  التي أضحت تحوم حول الزعيم حميد شباط، اضطرت إلى توضيح أن اللوحة قد تم نقلها فعلا من تطوان إلى الرباط، ولكن  بقصد عرضها على ذوي الخبرة والاختصاص من أجل صيانتها وتوفير الشروط والظروف الملائمة لعرضها مستقبلا، وكأن مقر الحزب أصبح ينافس المتحف الوطني للفنون المعاصرة.
واعترفت اللجنة التنفيذية في معرض بلاغها باختفاء جزء كبير من التراث
التاريخي للحزب بإقليم تطوان، وبتعرض العديد من منشورات الحركة الوطنية ورموزها للسطو والضياع، في رسالة مبطنة إلى عزمها محاسبة من يطالبون باستعادة اللوحة الفنية إلى رحاب مدينة تطوان، وعلى رأسهم الطيب بنونة ابن الوطني الكبير عبد السلام بنونة الذي يعتبره الكثيرون أب الوطنيين المغاربة.
وهكذا بعدما ثمنت اللجنة التنفيذية مجهودات شباط من أجل حماية ذاكرة
الحزب، وصيانة أرشيفه من الضياع والإتلاف، أكدت أن ما أسمته الحملة المسعورة التي يتعرض لها الحزب في شخصه بمختلف وسائل التجريح والترهيب والقذف من قبل بعض المأجورين، هي جزء من مخطط محبوك من قبل جهات معروفة، من أجل تصفية حسابات سياسوية ضيقة وترجيح مواقف أطراف سياسية اعتاد أصحابها الاصطياد في الماء العكر.
والواقع أن الأخبار الرائجة حول الموضوع، والتي أشعلت النقاش عبر صفحات
التواصل الاجتماعي، تحدثت عن سرقة لوحة الفنان العالمي ماريانو بيرتوشي التي رسمها تلبية لطلب الراحل عبد السلام بنونة، حسب ما يحكيه ابنه الطيب بنونة على صفحته «الفيسبوكية»، حين منعه الموت في 9 يناير 1935 من تسلم اللوحة، ليتسلمها شهورا بعد الوفاة خلفه الزعيم عبد الخالق الطريس، حيث وضعت بمقر جمعية الطالب المغربي أولا، قبل أن تنتقل إلى جدران حزب الإصلاح الوطني خلال سنة 1937، ثم إلى منزل المرحوم عبد السلام بنونة، قبل أن تحط الرحال بالمقر الكائن بشارع معركة أنوال. وأكد بنونة ملكية اللوحة على الشياع لمجموعة من أعيان تطوان الذين كانوا يشكلون اللجنة التنفيذية لحزب الإصلاح الوطني، والذين قاموا بتسديد ثمنها من مالهم الخاص والذي بلغ آنذاك 3000 بسيطة.
غير أن حميد شباط نقل اللوحة المذكورة إلى المقر المركزي لحزب الاستقلال،
وعلقها بحائط مكتبه، مما أثار حفيظة التطوانيين الذين قدموا شكاية في الموضوع ضده بتهمة السرقة وخيانة الأمانة، وهو ما استدعى إصدار بلاغ اللجنة التنفيذية للحزب، للخروج من ورطة لمن تؤول ملكية اللوحة، التي يبدو أن قيمتها الحالية باتت تتجاوز 700 مليون سنتيم.
والواقع أنه منذ بلاغ الانسحاب من الحكومة، وحزب الاستقلال يكابد في إصدار
البلاغات التي يدافع بها عن موقف أمينه العام ويبرر بها فشله في التواصل السليم والسلمي مع الآخرين، والذي جر على الحزب العديد من الويلات، كان آخرها تكبد الحزب قرارين متواليين من المجلس الدستوري بإلغاء مقعد مولاي يعقوب بسبب تصرفات شباط غير المحسوبة.
ويبدو أن فشل شباط في مسيرة الرباط، والتي سميت بـ«مسيرة الحمير»، كانت
البداية التي جرت عليه سخط الرأي العام، الذي وجد ضالته في صفحات «الفيسبوك» عبر تتبع الخرجات الإعلامية غير المحسوبة للرجل والتعليق عليها، وعلى تصرفاته التي تفتقد في كثير من الأحيان للياقة والأدب، مثل تعمده استفزاز النائب اللبار داخل قبة البرلمان وتشابكه معه بعيد انتهاء الملك من خطاب يحث فيه على التحلي بالأخلاق في الممارسة السياسية.
وكان حزب الاستقلال قد اضطر في وقت سابق إلى إصدار بلاغ يستنكر من خلاله
ما سماه الاستغلال البشع لصورة أمينه العام حميد شباط وهو يؤدي الصلاة بمنزله، وما رافق هذه الصورة من تعليقات كان أغلبها يسير في اتجاه الاستهزاء بشباط. وأوضح الحزب أن الصورة التقطت من طرف صحافي، في غفلة من شباط وهو يؤدي كعادته فريضة الصلاة في منزله. وختم الاستقلاليون بلاغهم بأن شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، لم يقم سوى بأداء فريضة الصلاة التي «كانت على المؤمنين كتابا موقوتا».
غير أن ما أغفله البلاغ هو أن المسألة لا تتعلق بصورة واحدة لشباط وهو
يصلي بل بلقطتين من زاويتين مختلفتين، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول فشل شباط التواصلي مع الجمهور، منذ تخليه عن مستشاره الإعلامي، بالرغم من محاولاته الاستغلال المفرط لصورته وتسويقها إعلاميا، وهو في أوضاع غالبا ما تأتي بآثار عكسية.
ولعل أكثر الخرجات «خروجا» على شباط كانت عندما أظهرت مواقع الأنترنيت،
مباشرة بعد اتهام شباط لبنكيران بالعلاقة مع «داعش» و«الموساد»،  صور حميد شباط وهو يتلقى بافتخار وساما من كولونيل إسرائيلي خلال زيارة كان قد قام بها وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى المغرب، في إطار الرابطة العالمية ليهود المغرب التي يرأسها رجل «الموساد» السابق سام بنشتريت. كما تسلم شباط بحضور صديقه هشام بنمخلوف، المعروف وطنيا كعراب للتطبيع الإسرائيلي بالمغرب، شهادة تحمل العلم الإسرائيلي والعلم المغربي.
ومرة أخرى سيضطر حزب الاستقلال إلى إصدار بلاغ يتهم فيه حزب العدالة
والتنمية بالوقوف وراء فبركة الصورة، ويدعي أن الصورة أخذت له خلال افتتاح الكنيس اليهودي بفاس سنة 2013، والذي حضره غريمه عبد الإله بنكيران.
ولم يتوان شباط عن تحريف الشهادة التي منحت له ومحو العلم الإسرائيلي
منها، وعرض الصورة المزيفة في جريدة «العلم» لنفي تهمة التطبيع عنه. غير أن ظهور شريط فيديو يبرز مختلف مراحل الحفل أثبت أن اللقاء كان سابقا على سنة 2013، ولا علاقة له بافتتاح كنيس «صلاة الفاسيين» الذي افتتحه بنكيران. كما سيبرز أن الشهادة التي سلمت لشباط تحمل بالفعل علم الكيان الصهيوني وتوقيع رئيس دولتها شمعون بيريز شخصيا.
ويوضح شريط الفيديو حول زيارة الوفد الصهيوني للمغرب، الدور البارز الذي
قام به برلمانيون استقلاليون لإنجاح الزيارة، أمثال فوزي بنعلال ورضا بوطيب وهشام بنمخلوف، هذان الأخيران اللذان كرمتهما الدولة العبرية بإصدار طابع بريدي يحمل صورة كل واحد منهما، نظرا للخدمات الجليلة التي قدماها للصهيوني «سام بنشريت» ورابطته.

 

 

المصدر: فلاش بريس= رشيد نيني
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,181