مع قهوة الصباح
المساء = المجزرة الدموية التي كانت مسرحا لها ضيعة في القنيطرة وتؤكد ارتفاع منسوب العنف لدى المغاربة
العدد :2501 - 14/10/2014
أيا كانت الأسباب التي أدت إلى المجزرة الدموية التي كانت مسرحا لها ضيعة في القنيطرة، ومهما كان ما كشفت عنه التحريات التي بوشرت من طرف الجهات المختصة من أن الجريمة تتعلق بتصفية حسابات شخصية أو أنها من تدبير عصابة إجرامية، فإن الحادث الذي أزهق أرواح 6 ضحايا يستدعي منا وقفة تأمل لمحاولة فهم سلوكيات شريحة مهمة من المغاربة، تجد في القتل وسيلة لحل مشاكلها؛ وأيضا دق ناقوس الخطر كي تتحرك أكثر من جهة في سبيل إيقاف حوادث القتل التي تزهق أرواح عشرات الأبرياء كل سنة.
الجريمة بشعة بكل المقاييس، وتؤكد ما أشرنا إليه في أكثر من مناسبة من ارتفاع منسوب العنف لدى المغاربة؛ وتؤكد، أيضا، ما قلناه عن قصور المقاربة الأمنية الضيقة التي تنتهجها الجهات الموكول إليها توفير الأمن، بدل اللجوء إلى مقاربات استباقية عبر المساهمة في توعية المجتمع والبحث عن حلول للعديد من الاختلالات التي يعرفها، سواء في التربية والسلوك أو في العلاقات بين الأفراد، والتي تقودنا إلى ما نعيشه اليوم من فظاعات.
المعطيات الأولية المتسربة من التحقيق في الجريمة تفيد بأن سببها توتر حصل بين الجاني، وهو عامل بالضيعة، وبين مسيرها؛ وهذا ورش آخر يجب أن يفتح بكل الجدية المطلوبة، فكثير من حالات الاعتداء والقتل تقع بسبب العلاقات غير السوية بين أرباب العمل ومستخدميهم؛ وهذا يولد الحقد والضغينة في النفوس بسبب الاستغلال البشع الذي يكون العمال عرضة له. ونعتقد أن الوقت قد حان للبحث عن حلول للعديد من الاختلالات في بيئة العمل، عبر فرض تطبيق القانون وضمان حقوق البسطاء من العمال، وهذا كفيل بإنجاح أي علاقة شغلية وتفادي المواجهات التي لا يمكن توقع نتائجها، وما جريمة ضيعة بنمصور إلا صورة بشعة لما قد تؤول إليه الأمور.
ساحة النقاش